«أردوغان وطموحاته الاستعمارية».. الجهر بالوقاحة
السبت 26/أكتوبر/2019 - 10:02 ص
طباعة
سارة رشاد
تسبب خطاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الإثنين 21 أكتوبر، في إحداث حالة غضب بالداخل الليبي، إذ قال في تصريحات "استفزازية" إن تدخل أنقرة في ليبيا وسوريا، حق لبلاده.
وأوضح خلال منتدى "تي أر تي" المقام في إسطنبول: «نحن نتواجد في ليبيا وسوريا وغيرها من أجل حقنا وحق إخواننا في المستقبل وضد الظلم بعكس آخرين يتواجدون لأسباب أخرى معتبرين البترول أهم من الدم»، وقال: «نحن نتواجد في جغرافيتنا القديمة...تركيا أقوى ممثلي العالم القديم ولدينا ميراث قديم ونريد إحياء هذه المدنية أي الحضارة.».
فيما وصفت أطراف ليبية خطاب أردوغان بـ«الاستعماري»، معربين عن دهشتهم من الصراحة التي تحدث بها، ومن بين المستنكرين كانت مجموعة «أبناء ليبيا» التي وجهت خطابًا للمبعوث الأممي في ليبيا، غسان سلامة، مطالبة إياه بالرد على "أردوغان".
وقالت المجموعة في بيان وقعت عليه 29 شخصية ليبية، وحصل الموقع على نسخة منه: «إذ نرفض تمامًا ما جاء في هذا الحديث الذي أرغى وأزبد فيه أردوغان عن ما سماه حق بلاده المزعوم في إحياء إرثها في بلادنا ومنطقتنا، وهو الذي لا نذكره كمواطنين ليبيين إلا كإرث ملطخ بالدم والتفقير والتجهيل والضرائب والسلب والنهب، ودكّ القرى بالمدافع، وقتل الآلاف من أجدادنا، كما يفعل اليوم مع أبنائنا بطائراته المسيّرة في طرابلس وضواحيها، وكما فعل أجداده سابقًا في مذابح العرب والأكراد والأرمن وشعوب البلقان.»
واعتبرت المجموعة أن حديث "أردوغان" يكشف النقاب عما اعتبروه «نواياه القديمة الجديدة بإقامة خلافة مزعومة»، موضحة أنه في سبيل ذلك يعتمد على «جيوش متطرفة من دواعش وقاعديين وإخوان، في ظل حكم حلفائه من بقايا السلطة العاجزة غير الشرعية المتمترسة مع إسلاموييها خلف سكان طرابلس».
واتهمت المجموعة الرئيس التركي باستخدام حلفائه في ليبيا لنقل أموال من الخزانة الليبية إلى البنوك التركية لدعم اقتصاده ، مشيرة إلى أن ذلك يحدث بسهولة لخضوع المؤسسات المالية الليبية تحت سيطرة أعوان تركيا.
ونوهت قائلة: «إن ما جاء في خطاب أردوغان يعد مخالفة واضحة وفجة لميثاق الأمم المتحدة، وتعديًا صارخًا على سيادة البلاد»، محذرة من تداعيات إثارة النزعات العرقية والقومية في ليبيا.
وطالبت المجموعة، "سلامة" باعتباره القائم على تحضيرات مؤتمر برلين المقرر عقده بالعاصمة الألمانية قريبًا (لم يحدد موعد بعد) لبحث الأزمة الليبية، باستبعاد تركيا من المؤتمر، مبررة بأنه يحمل نوايا إمبريالية.
وفي سياق متصل نجحت القوات المسلحة الليبية، مساءالثلاثاء 22 أكتوبر، في قصف موقع بمطار معتيقة يُعتقد أنها كانت تستخدم في تشغيل ودعم الطيران التركي المسير.
وقالت حسابات تابعة للجيش الوطنى الليبي على موقع التواصل «فيس بوك» إن الموقع في الغالب كان يضم ثلاث طائرات تركية، ويعتقد أن يكون القصف قد طالها.
وتعترف تركيا بمشاركة عسكرييها مع الميليشيات المسلحة في ليبيا للتصدى لتقدم الجيش الوطنى الليبي لاستعادة العاصمة طرابلس، لاسيما دفعها بطائرات بدون طيار وأسلحة لدعم صفوف الميليشيات.
وتعتبر الإعلامية الليبية، فاطمة غندور أن تصريحات "أردوغان" عن حق بلاده بالتدخل في ليبيا وسوريا، نوع من الوقاحة جعلته يقول علنًا إنه يرغب في استعادة إرث دولته المنهارة.
وأوضحت فى تصريح لـها أن تصريحاته تمثل علامة فارقة، فبينما كان الحديث عن إقامة خلافة تركية يقال في الدوائر غير الرسمية، أصبح اليوم يتردد على لسان رئيس الدولة التركية.
وتوقعت أن يكون سبب هذه الجرأة، تفاهمات "تركية ـــ أمريكية"، جعلت واشنطن لا تتململ عندما يعلن إن هدفه هو إعادة الخلافة العثمانية.
وأكدت الإعلامية الليبية أن دور أردوغان في سوريا وليبيا غير شريف، إذ تورطت أنقرة في سفك دماء الآلاف وزعزعة استقرار شعوب ودول من أجل حلمها الاستعماري.
وساهمت تركيا ومازالت في تغذية المشاهد المتوترة في دول المنطقة، عبر اعتمادها على المتطرفين وتشجيع الخروج على الحكومات.