زعيم ميليشيا حزب الله.. ذراع إيران الخبيثة لإرهاب المتظاهرين في لبنان
السبت 26/أكتوبر/2019 - 01:41 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
حذر نصر الله الأمين العام لحزب الله أمس الجمعة 26 أكتوبر، من أن تؤدي المظاهرات التي تجتاح أنحاء لبنان إلى "حرب أهلية" محتملة، رافضا دعوات متصاعدة مطالبة باستقالة الحكومة والرئيس.
وقال نصر الله في كلمة متلفزة "لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة".
وتابع: "أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ اذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار".
واتهم زعيم مليشيا حزب الله المتظاهرين بتلقي تمويلا خارجيا بعد أن أقر بعفوية الحراك في خطابه الأول، حيث قال في خطابه "اليوم الحراك أصبح تقوده أحزاب معيّنة معروفة وأنا لا أريد أن أسمّي اليوم، وقوى سياسيّة معروفة وتجمعات مختلفة معروفة بأسمائها وأشخاصها ويوجد أيضاً أشخاص ومؤسسات معيّنة، هذه النقطة سأفصّلها بعد قليل، ويوجد إدارة وتنسيق وأيضاً يوجد تمويل".
تلك التصريحات زادت من غليان الشارع اللبناني، وألهب المظاهرات من جديد، وتواصلت التظاهرات مساء الجمعة في بيروت وعدة مناطق لبنانية أخرى، وتدفق المعتصمون في طرابلس إلى ساحة عبد الحميد كرامي، حيث أصر المتظاهرون على البقاء في الساحة إلى ما بعد منتصف الليل وفق ما ذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام".
وكانت المئات من عناصر حزب الله قد حاصرت الجمعة، ساحة رياض الصلح التي تشهد احتجاجات شعبية وسط بيروت، وذلك بعد مواجهات بين الطرفين استدعت تدخل قوات الأمن اللبنانية لإنقاذ الموقف.
وردا على مزاعم زعيم مليشيا حزب الله بتمويل سفارات للاحتجاجات المتواصلة في البلاد واتهاماته التي ساقها ضد المتظاهرين أطلق اللبنانيون هاشتاق "أنا ممول الثورة"، وترافق انتشار الهاشتاق مع دعوات للاستمرار بالنزول إلى الشارع رفضا لترهيب مناصري حزب الله واعتدائهم على المتظاهرين.
وفي المقابل وجهت أسئلة كثيرة وأخرى ساخرة إلى نصر الله حول تمويله الإيراني واعترافه في وقت سابق بأنه جندي في ولاية الفقيه، وكتب أحدهم ساخرا "لدينا معطيات تشير إلى أن حزب الله مموّل من إيران.. لكن لسنا متأكدين من ذلك".
والرد الأكثر وضوحا كان عبر استعادة مقطع فيديو لنصر الله وهو يعترف قائلا "موازنة حزب الله وورواتبه وأكله وشربه وصواريخه من (..) إيران". وفي هذا السياق أيضا كتب الناشط أنس محمود الحاج "أنا ممول الثورة وهو ممول من ملالي إيران".
ويرى المراقبون أنه على الرغم من تباهى نصر الله في خطاباته بالدعم الإيراني اللامحدود لأنشطة حزبه الإرهابي، يبدو مستغربًا خروجه على اللبنانيين في اليوم التاسع للتظاهر متهما الحراك بالمولاة لجهات خارجية وتلقي أموال منها. ليس هذا فقط بل هدد المتظاهرين في حال إن لم يقوموا بإنهاء المظاهرات بنزول مليشياته للشوارع لمواجهتهم، وهو الأمر الذي يجر البلاد نحو الحرب الأهلية، ويظل نصر الله دمية إيرانية تتحدث بلسان عربي لتنفيذ أجندة أسياده ومموليه الإيرانيين في الوطن العربي.
وتعليقًا على خطاب نصر الله قال الكاتب الصحفي محمد نمر، "يحاول نصر الله أن يرهب ويخوف الناس، فخطابه لا يتضمن تحذيرا وإنما تهديدا واضحا، لأنه يدرك أن تغيير الحكومة سيجعله في موقع الخاسر".
وتابع: "حزب الله يهدد بالحرب الأهلية في حال تم تغيير الحكومة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، إذ يمكن أن يحدث انتقال هادئ لحكومة جديدة، وهذا مصطلح لجأ إليه (رئيس الوزراء سعد) الحريري، لكن حزب الله يرفض هذا، بل ويهدد بالحرب الأهلية إذا حدث ذلك".
وأضاف نمر "على أنصار حزب الله أن يعرفوا أن الفاسد الأكبر في هذا البلد هو حزب الله، فهو حزب سياسي يشارك في الحكم، لكنه منفرد بفساد سياسي وسيادي كبير، وقد عطل البلاد لسنتين ونصف السنة من أجل إيصال رئيس جمهورية إلى سدة الرئاسة، مما أدى إلى شلل كل مؤسسات الدولة".
واستطرد قائلا: "حزب الله هو من يستغل المعابر غير الشرعية لإدخال بضائعه، ويستغل المرفأ ومطار بيروت وغيره. هو الفاسد الأكبر الذي يضم أشخاصا فرضت عليهم أحكام بتهمة اغتيال رفيق الحريري، وهو من جرنا إلى العقوبات التي أثرت على الاقتصاد".
قال نمر: "أعتقد أن مساعي ميليشيا حزب الله قد تنجح ميدانيا لفترة قصيرة، في حال لجأ إلى الشارع واستخدم السلاح، لكن على المدى الطويل لن تكون من مصلحته، لأن لبنان ليس منعزلا عن المجتمع الدولي أو العربي، الذي يحاول حزب الله أن يبعده عنه".
وأضاف: "الأمور تنقلب على حزب الله بشكل واضح، وأخشى أن يتجه إلى مرحلة يقول فيها إنه يريد أن يحرر لبنان من اللبنانيين! ليُدخل إيران فيها، أو أن يتجه إلى سياسة التجويع التي لجأ إليها في مضايا والزبداني بسوريا".
وتابع: "حقيقة حزب الله تظهر الآن، فهو ليس حزبا لبنانيا، إذ طالما انشغل عن اللبنانيين ومصالحهم، بتدخلاته في المنطقة العربية لصالح إيران، التي يطبق أجندتها بكل جهد".
ومن جانبه، رأى الكاتب والباحث السياسي يوسف دياب، أن نصر الله يسعى بكل وضوح إلى "تخويف اللبنانيين"، قائلا: " من يراقب تحركات اللبنانيين يدرك أن هذه الثورة لا تتكون سوى من شباب طامحين لواقع أفضل، ولا يملكون قوة التفجير أو التخريب، ومن يملكها هو حزب الله دون سواه. نصر الله يخوف اللبنانيين بالحرب الأهلية، ويؤكد أن باستطاعته قلب الطاولة في أي وقت".
وبرر دياب موقف حزب الله هذا، بأنه بمثابة "الرقص على حافة الهاوية"، وأضاف: "حزب الله يشعر بالحصار الذي تتعرض له إيران في المنطقة، والذي يكبر يوما بعد يوم، فالخناق يضيق على إيران في سوريا، كما أن نفوذها في اليمن يتقلص إلى حد كبير".
كما نوه دياب إلى أن حزب الله يمر بـ"أسوأ مرحلة مادية له على الإطلاق"، خاصة بعد أن طالت العقوبات قادته.
وتابع دياب: "حزب الله اليوم يحاول من خلال هذه التهديدات أن يضرب عصفورين بجحر، الأول أن يخوف الشركاء السياسيين في لبنان، خصوصا رئيس الحكومة ووليد جنبلاط، أما الثاني فهو أن يهدد اللبنانيين الذين تتزايد أعدادهم في هذه الانتفاضة على هذا الواقع، الذي يقوده حزب الله".