بعد الانسحاب البري.. «القوات الأمريكية» تلجأ لـ«الإسقاط الجوي» لمواجهة الإرهاب
السبت 26/أكتوبر/2019 - 02:46 م
طباعة
أحمد سلطان
كشفت تقارير صادرة عن القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، أن الولايات المتحدة واصلت تقديم الإمدادات للقوات الكردية، والعراقية، والأفغانية خلال الفترة الماضية، بالرغم من الانسحاب من مناطق السيطرة الكردية على الحدود التركية السورية.
وذكرت التقارير الصادرة عن قيادة القوات الجوية الأمريكية، فإن حجم الإمدادات التي ألقتها القوات الأمريكية خلال 2019، فاق الإمدادات التي ألقتها الولايات المتحدة للقوات العراقية والكردية خلال معارك استعادة السيطرة على مدينتي الموصل العراقية، والرقة السورية خلال عامي 2016، و2017.
وتعتبر الإمدادات التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات الكردية خلال الفترة الماضية، ثاني أكبر إمدادات من نوعها، منذ إطلاق عملية العزم الصلب (التحالف الدولي لحرب داعش) في عام 2014.
وقالت صحيفة Military times: إن القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية رفضت الإجابة على أسئلة وجهتها لها حول الزيادة الأخيرة في الإمدادات المقدمة للقوات الكردية عن طريق الإسقاط الجوي.
وأوضح مسؤول سابق في قيادة القوات الجوية، رفض نشر اسمه، أن الولايات المتحدة زادت من حجم المعدات والأطعمة التي تقدمها للقوات الكردية عن طريق الإمداد الجوي؛ نتيجة لتعقد الأوضاع على الأرض عقب الانسحاب الأمريكي من مناطق الحدود التركية السورية، والذي أعقبه إطلاق الجيش التركي عملية عسكرية ضد الأكراد المتحالفين مع أمريكا.
وأضاف المسؤول الأمريكي السابق، أن زيادة عمليات الإسقاط الجوي للمعدات والأسلحة في مناطق الأكراد، يأتي نتيجة للأزمة اللوجستية التي خلفها الانسحاب الأمريكي من سوريا، مشيرًا إلى أن هذه الإمدادات هدفها دعم وتشجيع حلفاء الولايات المتحدة على مواصلة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية.
ووفقًا لقيادة القوات الجوية الأمريكية، فإن الولايات المتحدة ألقت خلال الفترة الماضية 452 طنًّا من المساعدات للقوات الكردية، وهو ثاني أكبر معدل للإمدادات تقدمه القوات الأمريكية للأكراد منذ بدء عملية العزم الصلب.
وفي أفغانستان، ألقت القوات الأمريكية خلال عام 2019، 122 طنًّا من المساعدات للقوات الحكومية وحلفائها الذين يحاربون تنظيم داعش وحركة طالبان، وذلك عقب انسحاب نحو 2000 من القوات الأمريكية التي كانت متمركزة في أفغانستان.
وبحسب صحيفة Military times فإن تقديم المساعدات العسكرية لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية هي وسيلة أكثر آمانًا من الوجود على الأرض وتقديم المساعدات عن طريق قوافل الإمداد العسكرية الأمريكية، إذ إن هذه القوافل قد تكون عرضة للهجمات التي تشنها التنظيمات الإرهابية.
وفي يناير الماضي، شن تنظيم داعش هجومًا على دورية مشتركة للقوات الأمريكية والكردية أسفر عن مقتل عدد من الجنود الأمريكيين.
وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بسحب القوات الأمريكية البرية من شمال شرقي سوريا، لكنه أكد أن قوة كوماندوز أمريكية خاصة ستبقى لحماية المنشآت النفطية في تلك المناطق للحيلولة دون سيطرة تنظيم داعش عليها.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن عمليات المراقبة والاستطلاع التي تتم بواسطة الطائرات الاستخبارية، والدرونز ستتواصل لرصد خلايا تنظيم داعش التي تعمل في سوريا.
وبالرغم من الانسحاب الأمريكي، إلا أن القوات الجوية المشاركة في عملية العزم الصلب، لا تزال تنفذ عددًا من الغارات ضد معاقل تنظيم داعش.
ولفتت تقارير سابقة، صادرة عن الكونجرس الأمريكي أن تنظيم داعش لم ينهزم بشكل كامل، وأن الانسحاب الأمريكي قد يعجل بعودة التنظيم للسيطرة المكانية من جديد.