الانخراط في الجيش السوري.. ورقة «قسد» لمراوغة روسيا وتركيا
السبت 26/أكتوبر/2019 - 03:04 م
طباعة
سارة رشاد
منذ الإعلان عن انتهاء تنظيم «داعش» نهائيًّا في سوريا في مارس 2019، وطرحت تساؤلات حول مصير قسد (قوات سوريا الديمقراطية)، إذ كان من بين أهداف وجودها هو القضاء على تنظيم «داعش».
«بالي» وتصريحات التحول الكبير
ونشرت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية- الخميس 24 أكتوبر 2019- تصريحات للمتحدث باسم قسد، مصطفى بالي، قال فيها: إن قواته على استعداد لمناقشة الانضمام إلى الجيش السوري بعد التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وأضاف بالي: «نحن نعتقد أن هناك حاجة إلى حل سياسي يمكن من خلاله للشعب السوري وجميع عناصره أن يتصالحوا مع بعضهم، وستكون قوات سوريا الديمقراطية منفتحة أمام القرارات بصرف النظر عن الأسماء التي سيتم تقديمها، للجيش السوري أو إلى اللواء الخامس».
وحول الانضمام إلى «اللواء الخامس» قال المتحدث العسكري: «سواء اقتُرح أم لا، فالمشكلة ليست في الأسماء، ولكن في الأزمة السياسية في سوريا، التي تحتاج إلى حل»، وواصل:« يجب على جميع الأطراف أن تدرك أن هناك أزمة سياسية تحتاج إلى حل بالوسائل السياسية».
وتمثل تصريحات بالي تحولًا كبيرًا في توجهات قوات سوريا الديمقراطية التي وُجدت بدعم أمريكي لتكون قوة عسكرية حامية للحلم الكردي الانفصالي.
وبفعل هذه التصريحات تكون قوات سوريا الديمقراطية قد تخلت -ولو مؤقتًا- عن حلمها في الانفصال، لتندمج مجددًا تحت الجيش السوري.
ويمثل ذلك تنازلًا كبيرًا يعززه ما نشرته الإدارة الذاتية الكردية، عندما أعلنت الاتفاق القائم مع الجيش السوري، وسمح للأخير بالانتشار داخل مدن شرق الفرات، وفي هذا الإعلان طالبت الإدارة المدنيين بعدم التصدي للجيش؛ خاصة أن وجوده جاء بعد السماح له من قبل «قسد» نفسها.
الانخراط في الجيش
ورغم ذلك إلا أن العدوان التركي هو ما فرض على قسد هذا الخيار، إذ بمقتضى التفاهمات التي جرت في الأيام الأخيرة بين الأتراك والروس تكون قسد مطالبة بالانسحاب من المنطقة الحدودية مع تركيا بعمق 30 كيلومترًا، وهو ما تعتبره قسد خسارة فادحة بالفعل؛ حيث تعتبر قسد أن عدم الخروج من شرق الفرات مكسبًا حتى ولو تطلب ذلك الانخراط في الجيش السوري.
ويأتي ذلك عقب لقاء أجراه القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم كوباني، مع وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، عبر الأقمار الصناعية، بغرض تطبيق الاتفاق الروسي التركي.
وناقش الطرفان سير آليات تنفيذ الجانب الكردي للخطوات المطلوبة منه، سواء على مستوى الانسحاب أو تسليم السلاح.
وتشهد منطقة شرق الفرات تطورات سببها عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا في التاسع من الشهر الجاري، وأعقبتها باتفاق تعليق وقف إطلاق النار الذي استمر لخمسة أيام.
وفي اليوم الخامس التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمنتجع سوتشي؛ حيث اتفقا على إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترًا.
وفي خضم ذلك أجرى الطرف الكردي اتفاقًا مع دمشق قضى بانتشار قوات الجيش السوري، بمناطق في شرق الفرات، وهو الوضع الذي لم يتطرق له الاتفاق التركي الروسي؛ ما يعني استمرار وجود الجيش السوري قرب الحدود التركية.