مقابلة مع «أطفال داعش» في السجون: ماذا سيحدث لنا؟
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 09:42 ص
طباعة
معاذ محمد
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تقريرًا تناولت فيه بعض الأوضاع الصعبة التي يعيش فيها أطفال تنظيم «داعش» داخل السجون.
وأشارت فى تقرير لها تحت عنوان: «أطفال داعش داخل السجون يسألون عن مصيرهم»، إلى أنه يوجد أكثر من 150 طفلًا، تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عامًا، من بلدان مختلفة، أحضرهم آباؤهم إلى سوريا وانتهى بهم الأمر في الاحتجاز.
وشددت «نيويورك تايمز» على أن الأطفال موجودون بالسجون منذ شهور، إلا أنهم ليس لديهم أي فكرة عن مكان أقاربهم أو ما يخبئه المستقبل لهم، مضيفة: «قال ولد من سورينام داخل زنزانته لدي سؤال: «ماذا سيحدث لنا.. هل سيخرج الأطفال؟».
وقالت الصحيفة الأمريكية، التي قامت بزيارات لعدد من مقرات الاحتجاز التي تؤوي عناصر التنظيم، إنه لم يتضح سبب سجن بعض القاصرين، موضحة أن زنزاناتهم مزدحمة.
وشددت، على أنه وفقًا لمعايير الأمم المتحدة الخاصة بقضاء الأحداث، فإنه يجب ألا يحتجز حتى القُصر المشتبه في ارتكابهم جرائم «إلا كملاذ أخير ولأقصر فترة زمنية ممكنة»، في انتظار المحاكمة، بالإضافة إلى وجوب تلقيهم كل المساعدة التعليمية والرعاية الطبية.
«تركيا» سبب ازدحام السجون
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه بعد التوغل العسكري التركي في الشمال السوري ضد القوات الكردية، أضعف سيطرة الأخيرة على المنطقة، وقبلها رفضت معظم بلدان المقاتلين الأجانب إعادتهم، خوفًا من انتشار الأفكار المتطرفة التي قد يتبعها شن هجمات.
ووفقًا للصحيفة، قال مسؤولون أكراد إن ازدحام السجون، جاء نتيجة التهديدات التركية، والتي نقلوا على أثرها مئات السجناء إلى أماكن أخرى بعيدة عن الحدود، موضحة أن المقاتلين الذين عملوا كحراس السجن نقلوا إلى الخطوط الأمامية لمحاربة الأتراك، ما جعل مقرات الاحتجاز أكثر عرضة لانتفاضات الأسرى أو هجمات «داعش» لتحرير رفاقهم.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن أحد مساعدي سجن يضم أكثر من 5 آلاف رجل، قوله: «نحن متأكدون 100% أنه إذا كانت لديهم فرصة للهروب من السجن، فسيكون ذلك خطيرًا للغاية بالنسبة لنا»، مشددًا على أن «احتجاز هؤلاء الأشخاص هنا ليس فقط خطرًا على سوريا، بل على العالم بأسره».
وأشارت الصحيفة، إلى أن المقاتلين الأكراد مسؤولون عن نحو 11 ألف رجل وعشرات الآلاف من النساء والأطفال، ينتمون إلى عدد من الدول المختلفة، رفضت معظم بلدانهم إعادتهم حتى لمحاكمتهم، موضحة أنه بتحالف دولي تقوده الولايات المتحدة أقام الأكراد معسكرات ونظام سجون، مؤكدة أنها قامت بعشرات المقابلات في سجنين، مشيرة إلى أن معظمهم أرادوا العودة إلى بلادهم أو يأملون في الحصول على العفو والتخلي عن «داعش».
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن أحد السجناء ويدعى «باسل كرزون»، قوله: «هناك من يقول: لقد كنت مقاتلاً وسأواصل هذا المسار، وآخرون يقولون: لا لقد خدعنا».
وكانت تركيا أعلنت في 9 أكتوبر 2019، تنفيذها العملية العسكرية «نبع السلام» في الشمال السوري، لإقامة ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة»، ومحاربة الأكراد، ما تسبب في هروب العديد من مقاتلي تنظيم «داعش» من مقرات الاحتجاز، التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، وتمكنت الأخيرة من نقل بعضم إلى أماكن بعيدة.
وأعلنت تركيا وروسيا، الثلاثاء 22 أكتوبر 2019، توصلهما إلى اتفاق بشأن الوضع في الشمال السوري، يقضي بإجلاء الأكراد عن المنطقة بعمق 30 كلم، في 150 ساعة.