الفسفور الأبيض.. صك إدانة جرائم «أردوغان» بحق المدنيين
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 09:45 ص
طباعة
محمد عبد الغفار
اعتمدت الدولة التركية خلال عهد رجب طيب أردوغان على مزاعم حماية حقوق الإنسان، كقاعدة للتدخل في شؤون الدول الإقليمية، ومهاجمة أنظمتها السياسية، مُنصبًا نفسه كمدافع عنها في العلن، بينما تفوح رغباته في التوسع وإنشاء إمبراطوريته التاريخية سرًا.
وكان الشمال السوري في مقدمة أطماع الرئيس التركي ونظامه العدالة والتنمية، محاولًا اجتياحه أكثر من مرة، والتى كان آخرها في 9 أكتوبر الجارى من خلال عمليته «نبع السلام».
تحرك دولي
وخلال هذا العدوان، استخدم الجيش التركي الأساليب الممكنة وغير الممكنة كافة للهجوم على القوات السورية والمدنيين على حد سواء، وظهر ذلك في إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في «لاهاي»، في بيان رسمي نشر الثلاثاء 22 أكتوبر، عزمها التحقيق في اتهامات جدية ضد تركيا، بعد استخدامها «أسلحة غير تقليدية» في الشمال السوري.
وأضافت المنظمة أن خبراءها يشاركون في الوضع الحالي في عملية تقييم لمدى تطور الوضع في شمالي سوريا، ويواصلون جمع المعلومات عن أي استخدام مفترض ومحتمل للمواد الكيمياوية كأسلحة، خصوصًا بعد الأدلة التي ظهرت في هذه المنطقة على عدد كبير من المصابين.
وجاء تحرك منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعد اتهام الإدارة الذاتية الكردية، أنقرة باستخدامها أسلحة غير تقليدية كالنابالم، والفوسفور الأبيض، خلال هجوم تم شنه على المقاتلين الأكراد في شمالي سوريا، خلال العملية.
وغرد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، الخميس 17 أكتوبر، قائلًا عبر حسابه الرسمي في موقع "تويتر":«تركيا تستخدم أدوات غير تقليدية، وعلى المنظمات الدولية إرسال فرقهم للتحقق من بعض الجروح الناتجة عن تلك الهجمات».
أسلحة محرمة
جاء التحرك الكردي بعد ظهور فيديوهات لأطفال مصابين بحروق بالغة، يمكن أن تكون ناجمة عن استخدام أسلحة كيمياوية خلال عمليات القصف الجوي، كما ركزت العديد من الصحف على تغطية الانتهاكات التركية لحقوق الإنسان، إذ نشرت صحيفة " تايمز" البريطانية تقريرًا، الثلاثاء 22 أكتوبر، يبرز آثار إصابات بالفسفور الأبيض جراء الهجمات التركية.
ونقلت الصحيفة في تقريرها عن طبيب محلي أن أنماط الحروق على المصابين تشير إلى استخدام الفسفور الأبيض، مضيفًا أنه يسبب حروقًا خطيرة قد تؤدي للوفاة، ما يجعل استخدامه خلال الحروب ضد المدنيين أمرًا محرمًا دوليًا وفقًا للمواثيق المتعارف عليها عالميًّا.
فيما أشارت وكالة "رويترز" في تقرير لها إلى وجود 20 إصابة لمدنيين، ناتجة عن استخدام الفسفور الأبيض، حيث تدخل شظاياه إلى مجرى الدم، وتسبب فشلًا في وظائف عدد من الأعضاء، ويمكن أن تتعرض الجروح لانتكاسات كبيرة إذا ما تعرضت للأكسجين.
وأكد هاميش دي بريتون جوردون، خبير الأسلحة الكيماوية، في حديث له مع موقع قناة "الحرة" الأمريكية، التقارير الكردية، مشيرًا إلى أنه شاهد جروحًا على أحد المصابين تنتج عن تفاعل الفسفور الأبيض مع الرطوبة في الجلد، معتبرًا أن استخدام هذا النوع من الأسلحة يمكن أن يضر حتى بالجروح المضمدة بالفعل.
وقال الخبير إنه من الممكن استخدام الفسفور الأبيض في عمليات الإنارة خلال العمليات العسكرية، أو إشعال الحرائق، ولكن من المحرم دوليًّا استخدامه في قصف المناطق السكنية المدنية، كما تفعل القوات التركية في شمال سوريا.