الصومال بؤرة الجماعات المسلحة.. اشتباكات عنيفة بين «الشباب» و«أصحاب الإزارات»
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 09:47 ص
طباعة
أحمد عادل
احتدم القتال بين مسلحي حركة شباب المجاهدين، وأخرى تطلق على نفسها أصحاب الإزارات، في إقليم هيران وسط الصومال.
وبحسب موقع الصومال الجديد، اندلعت اشتباكات بين الطرفين، بعدما شنت الجماعة هجومًا على قاعدة لحركة شباب المجاهدين في منطقة على بعد 30 كم من «بولوبردي»، التابعة لإقليم هيران وسط الصومال، واستخدم الطرفان الأسلحة المتنوعة، وتوجهت قوات حكومية كانت في «بولوبردي» إلى منطقة القتال لمساندة للجماعة المسلحة، التي تعمل على التصدي لحركة الشباب التي تستهدف في الأشهر الماضية قواعد الحركة في إقليم هيران، ولم يكشف النقاب عن الخسائر الناجمة عن المواجهات الأخيرة.
وكان ارتفع الصراع بين الجماعة التابعة للحكومة الفيدرالية الصومالية (الإزارات) والحركة التابعة لتنظيم القاعدة (الشباب) في الفترة الأخيرة، خاصة في إقليم هيران بولاية هيرشبيلي وسط الصومال؛ حيث في 18 أكتوبر 2019 أسفر قتال دار بينهما في مناطق تابعة لبلدة محاس في إقليم هيران عن مقتل 3 أشخاص، وفي 17 سبتمبر 2019، شنت الإزازات هجومًا على قاعدة لمسلحي حركة الشباب، ما أسفر عن مقتل 4 من مسلحي حركة الشباب و2 من الإزازات، إضافة إلى عدد كبير من الإصابات في صفوف الطرفين.
وظهرت جماعة «أصحاب الإزارات»، في أواخر عام 2018، وهي الجبهة التي تضم عددًا كبيرًا من المسلحين المشتغلين بالرعاة وتجار الفحم النباتي، أسسها أبناء إقليم شبيلي بولاية هيرشبيلي، الواقعة في وسط الصومال، التي تكونت نتيجة ضعف القوات الحكومية الصومالية في هذه المنطقة، ولمواجهة خطر تمدد حركة شباب المجاهدين، التي تحاول جاهدًا للسيطرة والهيمنة على جميع أنحاء البلاد.
وترجع نشأة جماعة أصحاب الإزازات، بسبب المواجهات مع حركة شباب المجاهدين؛ حيث من أهم أسباب تلك النشأة هو رفض الجماعة الموالية للحكومة دفع الجزية المفروض عليهم من قبل حركة شباب المجاهدين، خاصًة بعد نهب الحركة التابعة لتنظيم القاعدة خيرات الإقليم.
وبحسب دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات ومقره في الإمارات، أكد أن جماعة "أصحاب الإزارات" تعبر عن نمط جديد من التنظيمات المسلحة غير التقليدية التي بدأت تظهر على الساحة، فمعظم المجموعات المسلحة التي تأسست في تلك المنطقة إما تنظيمات جهادية أو تكفيرية على غرار حركة «شباب المجاهدين» و«داعش»، أو تنظيمات قبلية، في حين أن "أصحاب الإزارات" تعد خليطًا من عناصر قبلية مختلفة لم تقبل القيود التي تفرضها حركة "الشباب" على أعمالها وتجارتها وسعيها إلى السيطرة على مواردها، خاصة فيما يتعلق بتجارة الفحم، التي تعتبر مصدر التمويل الرئيسي للجماعة، وهو ما دفع اتجاهات عديدة إلى وصف تلك الجماعة بأنها مجموعة متمردة ضد نفوذ حركة شباب المجاهدين.
وأوضحت الدراسة، أن ربما يفرض ظهور جماعة أصحاب الإزازات في الصومال تداعيات عديدة أبرزها:-
- تصاعد حدة العنف بين الحركة والجماعة الموالية للحكومة الفيدرالية، وأن المواجهات الحالية ربما لن تقتصر على الحركة والجماعة، وإنما قد تمتد إلى أطراف أخرى.
- ظهور جماعات مسلحة أخرى، على غرار جماعة أصحاب الإزارات، من الممكن أن تظهر جماعات مسلحة بسبب الصراع الدائر بين الحكومة والجماعة، مما يزيد من حدة الاضطرابات الداخلية ويوفر المجال لظهور هذه الجماعات.
-تحول نشاط جماعة أصحاب الإزارات، حيث من الممكن أن يتحول عناصر تلك الجماعة من مواجهة حركة الشباب إلى الانخراط داخل الحركة المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة.
- تزايد الضغوط على «شباب المجاهدين»، تحاول الحكومة الفيدرالية ممارسة الضغوطات على شباب المجاهدين، لوقف الزحف الذي تسعى إليه الحركة المسلحة، كما تعمل الحكومة على إفراز عدد كبير من الجماعات التابعة لها في الأقاليم التي تنشط فيها شباب المجاهدين.