أبو "سبع أرواح".. زعيم تنظيم "داعش" نهاية متوقعة لإرهابي شغل العالم
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 12:16 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
كشفت مجلة "نيوزويك" نقلا عن مسؤول عسكري أمريكي أن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، قتل في غارة شنها الجيش الأمريكي مساء السبت 26 أكتوبر 2019 في سوريا.
وأضافت المجلة أن ترامب وافق على تنفيذ المهمة قبل حوالي أسبوع من حدوثها، وذلك بعد تقارير كشفت مساء أمس عن تحليق مروحيات عسكرية أمريكية فوق محافظة إدلب في شمال غرب سورية.
ونقلت المجلة عن المسؤول الأمريكي أنه اطلع على نتائج العملية، مشيرا إلى قتال قصير وقع عندما دخلت القوات الأمريكية للمجمع الذي اختبئ داخله أبو بكر البغدادي.
بدورها أشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية نقلا عن مسؤول بالبنتاغون إلى أن زعيم داعش فجر -على ما يبدو- سترة ناسفة خلال العملية مع اقتراب عناصر القوة الأميركية، لافتة إلى أن تأكيد مقتل زعيم داعش مرهون بالانتهاء من تحليل عينات الحمض النووي.
وقال المسؤول إن البغدادي قتل نفسه بتفجير سترة ناسفة، بينما كان أفراد أسرته حاضرين، فيما لم يصب أي طفل في الغارة الأميركية، لكن قُتلت زوجتان له ربما من جراء انفجار السترة الناسفة.
فيما بينت الشبكة الأمريكية أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ساهمت في تحديد موقعه، بدون ذكر توضيحات عن موقعه.
ولم يكشف المسؤول التفاصيل الكاملة للعملية حتى الآن، كما رفض مسؤولون أمريكيون آخرون تواصلت معهم رويترز التعقيب، ولم ترد وزارة الدفاع الأميركية بعد على طلب للتعقيب.
فيما قال مصدران أمنيان في العراق، إن الحارس الشخصي لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي قتل في الغارة الأمريكية.
وأضاف المصدران الأمنيان "مصادرنا الخاصة من داخل سوريا أكدت للفريق الاستخباراتي العراقي المكلف بمطاردة البغدادي مقتله مع حارسه الشخصي الذي لا يفارقه أبدا في إدلب بعد اكتشاف مكان اختبائه عند محاولته إخراج عائلته خارج إدلب باتجاه الحدود التركية"، وفقا لما أوردته "رويترز".
وذكرت مصادر أمنية عراقية أن 8 مروحيات أمريكية استهدفت في الساعات الأولى من اليوم الأحد مقر أبو بكر البغدادي في قرية باريشا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وأكدت مصادر عسكرية أمريكية أن عملية استهداف البغدادي أسفرت أيضا عن مقتل مرافقه و8 أشخاص آخرين، وأن العملية استغرقت ساعة و30 دقيقة.
وقال التلفزيون العراقي الحكومي إن المخابرات العراقية ساعدت في تحديد مكان زعيم تنظيم داعش.
من ناحية أخرى ألمحت قوات سوريا الديمقراطية، اليوم الأحد 27 أكتوبر، إلى العمل المشترك مع واشنطن، في التقارير التي أعلنت مقتل أبو بكر البغدادي.
وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، اليوم إن "عملية ناجحة" تمخضت عن عمل استخباراتي مشترك مع الولايات المتحدة، في إشارة فيما يبدو لتقارير عن مقتل البغدادي في عملية عسكرية أمريكية بسوريا.
وقال عبدي عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "عملية تاريخية ناجحة نتيجة عمل استخباراتي مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية".
ويرى المراقبون أن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي لن يهدم التنظيم، إلا أنه سيسهم في انحسار خطورته لبعض الوقت، حتى يلملم شتاته ويضع قيادة أخرى للتنظيم.
وهو الأمر الذي أكده الخبير الامني، هشام الهاشمي، ان مقتل زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي سيؤدي الى فترة "سكون وكسل" في العمليات الارهابية.
وقال الهاشمي في تصريح صحفي انه "في اغلب الأحوال قتل البغدادي يؤسس الى فترة سكون وكسل في العمليات الارهابية كما حدث بعد مقتل ابو عمر البغدادي، حيث احتاج تنظيم القاعدة الى 4 شهور حتى ينشط بعملياته من جديد".
واضاف ان "الخمول وكسل في النشاطات الارهابية قد يمتد حتى ينتهي الخلاف على من يخلف البغدادي، وأظن ان الخلافة خرجت من العراقيين فهي بين تونسي أو جزائري".
وتابع "تاريخيا فان ما يسمى بالجماعات الجهادية السلفية ينقسمون على أنفسهم بعد مقتل القائد، وكثير منهم يحاول ان يؤسس لنفسه مجموعته الخاصة".
ومن جانبه قال اللواء سمير فرج، الخبير الإستراتيجي: إن توقيت مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، يخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل كبير، بعد انخفاض شعبيته على خلفية سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، متابعا: ترامب بهذا الشكل يثبت للأمريكيين أنه لا يزال يقاتل داعش في المنطقة.
وأوضح في تصريح له أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تجري الكثير من البحث وجمع المعلومات حتى تتأكد من مكان الهدف، وبناء عليه تنطلق القوات فورا للتعامل معه، وهو ما حدث مع البغدادي كما كان في أيام مقتل بن لادن.
ومن ناحية أخرى قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية: إن مقتل أبو بكر البغدادي، الهدف منه تحسين صورة الولايات المتحدة أمام العالم، خاصة بعد انسحاب القوات الأمريكية من الشمال السوري، وورود أنباء في الفترة الأخيرة عن هروب إرهابيين من السجون نتيجة العدوان التركي.
وأضاف في تصريح له، أن توقيت هذا الحدث له دلالة، وذلك مع قرب الانتخابات الرئاسية في أمريكا، ومواجهة دونالد ترامب بعض المشكلات القضائية والقانونية.
وأوضح أن خطورة هذا التنظيم هو امتداده في عدة دول عربية، أبرزها سوريا والعراق وليبيا، وأيضا مسئوليته عن جرائم مختلفة ضد مدنيين، كما أن مقتل البغدادي سيؤثر سلبا على داعش لفترة زمنية، لكنه لن ينهار تماما، حيث من الممكن توفير خليفة للبغدادي.
يذكر أنه في أبريل 2019، رصد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يبلغ عن مكان أبو بكر البغدادي، وكان آخر ظهر له منتصف سبتمبر 2019 في تسجيل نشرته مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية للتنظيم، وحث البغدادي في رسالة صوتية أنصاره على تحرير النساء المسجونات في العراق وسوريا بسبب صلاتهن بداعش، مؤكداً أن عمليات التنظيم مستمرة وتجري بشكل يومي.
كما أعرب بشكل غير مباشر عن استيائه من استرخاء أنصاره، وحثهم على تجديد استهداف القوى الأمنية العراقية.