قرداش.. وزير التفخيخ وخليفة زعيم تنظيم "داعش"
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 01:04 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
بعد ساعات من إعلان مقتل الإرهابي الذي شغل العالم أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" مساء أمس السبت 26 أكتوبر، في غارة جوية أمريكية في قرية باريشا بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، اتجهت الأنظار صوب خليفته عبد الله قرداش، الذي سبق أن رشحه البغدادي قبل شهرين من مقتله.
قرداش، من المكون التركماني وكان سجيناً سابقاً في سجن بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق الذي كانت تديره القوات الأمريكية في حينها بعد عام 2003، وهو نفس السجن الذي كان البغدادي موجوداً فيه بنفس الفترة، وبالتالي فإن العلاقة الوثيقة بين الرجلين، البغدادي و قرداش، وتعود جذورها الى ما قبل قرابة 16 عاماً.
وبحسب المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية المركز ولد عام 1976 قرادش في تلعفر غرب الموصل.
وحصل على بكالوريوس في الشريعة من كلية الإمام الأعظم في الموصل، وبزغ نجمه في أوساط التنظيمات الإرهابية منذ عام 2003 حيث شغل منصب "شرعي عام" لتنظيم القاعدة الإرهابي، ثم تولى منصب أمير "ديوان الأمن العام" في سوريا والعراق. وتولى منصب وزير "التفخيخ والانتحاريين" داخل التنظيم.
وأفادت قناة "السومرية" العراقية أن "الخليفة المرشح" يكنى بـ"أبو عمر قرداش"، كان ضابطاً سابقاً في الجيش العراقي إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وهو ذو خبرة قيادية في التنظيمات المتطرفة بالعراق وسوريا ولبنان.
وبدورها قالت مصادر مطلعة، إن خليفة البغدادي الملقَّب بـ"المدمر"، سبق أن شغل منصب الشرعي العام لتنظيم القاعدة.
ووفق المصادر، فإن قرداش كان مقرباً من القيادي أبو علاء العفري (نائب البغدادي والرجل الثاني في قيادة داعش، وقُتل عام 2016)، "وكان والده خطيباً مفوّهاً وعقلانياً"، كما أنه يتسم بالتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل.
ويصنف قرداش بأنه من أشرس وأقسى قادة تنظيم داعش، وربما لهذا السبب أعلنت أجهزة الاستخبارات العراقية، حالة استنفار معلوماتية حول شخصية قرداش وما هي تحركاته وأين يمكن أن يكون موجوداً، لا سيما أن قرداش ينحدر من بلدة تلعفر، شمال غرب مدينة الموصل، وهي من أهم معاقل التنظيم المتطرف، وكانت البلدة مرشحة لتكون مقراً رئيسياً للتنظيم بعد سقوط مدينة الموصل، الا أن القوات العراقية تمكنت من دخول البلدة بسهولة وسمح وقتها لمئات المتطرفين بممرات هروب متعمدة.
وبحسب تقرير لجهاز الأمن الوطني العراقي المعني بملف الإرهاب والجماعات الإرهابية، كشف عنه 8 أغسطس 2019، يمكن لتولي قرداش أن ينقل تنظيم داعش الى مرحلة خطيرة للغاية من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية، كما ان ترشيح قرداش قد يطرح احتمالات خطيرة لعودة العمليات الإرهابية التي تستهدف اثارة الفتنة الطائفية في العراق.
وهو الأمر الذي أكده مسؤول رفيع في استخبارات وزارة الداخلية العراقية لإذاعة "مونت كارلو الدولية" حيث اعتبر المسؤول العراقي ان المرحلة المقبلة من الحرب على تنظيم داعش لن تكون سهلة بمقتل البغدادي، فقرداش هو أسوأ من البغدادي وأشرس ويملك نفوذاً قوياً داخل أجزاء واسعة من هيكلة التنظيم وبالتالي مهمته الرئيسية ستتمحور حول عملين:
الأول اعادة القوة الى التنظيم بعد هزائمه في سورية والعراق وربما يستثمر الأحداث الأخيرة في شمال شرق سورية لتحقيق هذا العمل. والأمر الثاني، بدء عمليات ارهابية دموية في العراق وسورية ومناطق في العالم ليرسل رسالة بأن التنظيم بات أكثر خطراً من عهد البغدادي.
وشدد المسؤول الأمني العراقي على أن فرص نجاح قرداش كزعيم ارهابي لن تكون أفضل حالاً من سلفه البغدادي كون تنظيم داعش واقع في منطقة بين العراق وسورية وهي تحت ضغط شديد عسكرياً وأمنياً ومن أطراف اقليمية ودولية عديدة، كما أن هناك تعاوناً دولياً واسعاً لمنع هذا التنظيم الإرهابي من اعادته أنشطته رغم تقاطعات المصالح التي تبرز بين دولة وأخرى بين الحين والآخر.
ومن جانبه أوضح المتخصص في شؤون الحركات الأصولية، هاني نسيرة، أنه في حال تسمية عبد الله قرداش، خليفة للبغدادي، فإن ذلك يبشر بمزيد من الانشقاقات والانقسامات داخل التنظيم الذي شهد انقسامات وخروجات وخلافات حادة أيضًا. وقال نسيرة " أهم من مقتل البغدادي وسقوطه سقوط كل روايات اخر الزمان التي علقها داعش عليه".
فيما رجح الباحث في شؤون الحركات الراديكالية، مصطفى أمين أن تتأثر العديد من أفرع التنظيم في الدول المختلفة بمقتل البغدادي، خاصة التي تعتمد بشكل رئيس على التنظيم الأم في توفير الموارد المالية والتسليح، محذرًا في الوقت ذاته من موجة انتقامية ربما تشهدها العديد من الدول سواء العربية أو الأوربية كرد فعل على مقتل البغدادي.