خاص| كواليس الساعات الأخيرة في حياة أبوبكر البغدادي
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 02:45 م
طباعة
أحمد سلطان
حصل الموقع عبر عدد من المصادر السورية، على تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" في عملية عسكرية خاصة نفذتها قوات أمريكية في محافظة إدلب السورية.
وقالت المصادر إن "البغدادي" وصل إلى قرية باريشا السورية القريبة من مدينة سرمدا التابعة لمحافظة إدلب قبل ساعات من هجوم القوات الأمريكية على المكان الذي كان يقيم فيه.
وتسيطر ما تعرف بهيئة تحرير الشام (أكبر الفصائل السورية المسلحة في شمال سوريا ويقودها أبومحمد الجولاني) على قرية باريشا وما حولها من المناطق، وتعتبر القرية أحد معاقل الجولاني الرئيسية.
ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها الموقع فإن «البغدادي» وصل إلى قرية باريشيا بتنسيق مع أحد أبرز قادة هيئة تحرير الشام المعروف بـ«أبي أحمد حدود».
من هو أبو أحمد حدود المسؤول عن تهريب «البغدادي»؟
أبو أحمد حدود هو الرجل الثاني هيئة تحرير الشام و المسؤول الأمني العام لها، وهو سوري الجنسية من مواليد ريف دمشق، ترك دراسته في الجامعة والتحق بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003.
سجل نفسه في عام 2009، ضمن سجلات كتائب فرسان الشهادة وهي تشكيل عسكري تابع لما كان يعرف بتنظيم دولة العراق الإسلامية وكان هذا التشكيل المسؤول عن تنفيذ العمليات الانتحارية، لكنه تراجع قبل تنفيذ العملية التي كان يفترض به تفجير نفسه خلالها.
نقلته قيادة تنظيم دولة العراق الإسلامية إلى منطقة الحدود السورية العراقية مع وصول أبوبكر البغدادي لمنصب «أمير التنظيم» في 2010، وعينه «البغدادي» أميرًا لقطاع الحدود ومن هنا سُمي بأبي أحمد حدود.
كان أبوأحمد حدود أحد الأفراد الذين اختارهم البغدادي لتأسيس جبهة النصرة لأهل الشام في عام 2012، وكان أحد المرافقين الدائمين لأبي محمد الجولاني (زعيم جبهة النصرة وقتها).
تولى أبوأحمد حدود مسؤولية ملف العلاقات الخارجية لهيئة تحرير الشام، وأشرف بنفسه على التفاوض مع تنظيم داعش في نفس الوقت الذي كان يقود فيه الحملة الأمنية على خلايا داعش في الشمال السوري، والتي أسفرت عن مقتل أبو عبد اللطيف الجبوري (خالد نعمة الجبوري) السائق الشخصي والمرافق الخاص للبغدادي والذي وصل معه إلى إدلب.
رحلة هروب «البغدادي»
وبحسب المعلومات التي حصل عليها الموقع اعتمادًا على وثائق مسربة من داخل «داعش»، وعبر مصادر داخل سوريا فإن البغدادي كان يقيم في منزل تحت الأرض بمدينة بغداد العراقية خلال الفترة من 2010 وحتى 2013، ثم انتقل إلى سوريا قبل الخلاف مع تنظيم القاعدة وانفصال جبهة النصرة.
وعقب سيطرة التنظيم على مدينة الموصل العراقية في يونيو 2017، انتقل البغدادي إلى المدينة، وأقام في مخبأ سري تحت الأرض ومكث في المدينة قرابة العامين إلى أن خرج منها في أبريل 2016 أي قبل 6 أشهر من بدء معارك استعادة السيطرة على الموصل.
وانتقل «البغدادي» عقب خروجه من العراق إلى مدينة الرقة السورية، ومنها إلى مدينة الميادين ومكث في مخبأه داخلها خلال صيف 2017، وهناك التقى بقادة اللجنة المفوضة بإدارة التنظيم وعدد من الشرعيين إبان أزمة تعميم «ليهلك من هلك عن بينة»، وظل يتنقل داخل محافظة دير الزور مع اشتداد الحملة العسكرية ضد معاقل التنظيم غلى أن وصل إلى جيب «هجين» في أواخر عام 2018، ومها إلى قرية الباغوز فوقاني السورية.
وفر «البغدادي» من الباغوز فوقاني قبل إحكام قوات سوريا الديمقراطية حصارها على القرية في مارس 2019.
خلية تعقب «البغدادي»
شكلت قيادة عمليات العزم الصلب (التحالف الدولي ضد داعش) خلية لتعقب البغدادي واستهدافه وكانت الخلية تتكون بالأساس من ضباط استخبارات تابعين لوكالات الاستخبارات الأمريكية والعراقية.
ووضعت الخلية 17 مكانًا محتملًا لتواجد البغدادي إلا أنها أسقطت منها 13 مكانًا عقب هزيمة داعش في الباغوز.
ورجحت الخلية -بحسب تقارير سابقة له وتأكيد هشام الهاشمي المستشار الأمني للحكومة العراقية- داخل صحراء الأنبار، أو في وادي حوران داخل العراق، أو في بادية حمص السورية، أو داخل محافظة إدلب.
وفى نفس السياق، قال أبوصالح الحموي (أحد مؤسسي النصرة سابقًا) في تدوينة له عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إن البغدادي هرب من دير الزور إلى الرقة ثم عين عيسى ثم منبج فجرابلس، فأطمة ووصلًا إلى مدينة سرمدا وانتهاء بقرية باريشا التي قتل فيها.
وبحسب مسؤولي المخابرات الوطنية العراقية فإنهم حصلوا على موقع البغدادي بعد اعتقال عراقي وعراقية من المنتمين للتنظيم، وأنهم أرسلوا تلك المعلومات إلى الاستخبارات الأمريكية.
ليلة سقوط البغدادي
خلال الليلة الماضية، وبعد تحديد مكان تواجد البغدادي انطلق عشر طائرات مروحية أمريكية بينها عدد منها مروحيات من طراز شينوك وأنزلت المروحيات الأمريكية قوات دلتا فورس (قوات أمريكية خاصة مكلفة بمهام مكافحة الإرهاب) على ارتفاع 100 متر فقط من سطح الأرض.
وداهمت قوات دلتا فورس الأمريكية المكان الذي كان يتواجد فيها البغدادي، إلا أن زعيم تنظيم داعش فجر سترته الناسفة هو وزوجتيه خلال الهجوم وفشلت القوات المهاجمة في اعتقاله حيًا، وذلك بحسب ما أعلنته عدد من وسائل الإعلام الأمريكية منها (نيوز ويك وسي إن إن)، لتنتهي رحلة مطاردة الزعيم الأطول مكثًا في قيادة تنظيم داعش.