زوجتا «البغدادي».. هل قتلهما أم فجرا نفسيهما؟
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 02:47 م
طباعة
نورا بنداري
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد 27 أكتوبر، تنفيذ عملية نوعية، قد تكون أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي، ويأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه مجلة «نيوزويك» الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» والجيش الأمريكي، بأن زوجتين للبغدادي فجرتا نفسيهما أثناء هجوم القوات الأمريكية الخاصة في ريف إدلب.
وأعلنت مصادر في «البنتاجون»، أن زوجتي البغدادي قتلتا، ربما بسبب انفجار السترة الناسفة التي كان يرتديها، في حين لم يصب أي أطفال، وذلك بعدما اندلع قتال قصير عند دخول القوات الأمريكية للمجمع الذي يوجد به «البغدادي».
يدفع الأمر لمعرفة الأسباب التي دفعت زوجات البغدادي لتفجير نفسيهما، وهل قاما بتفجير نفسيهما كما نقلت وسائل الإعلام الأمريكية أم قتلهن «البغدادي» كما فعل بنفسه، خوفًا من الوقوع في الأسر، الأمر الذي يشكل هزيمة كبيرة له ولتنظيمه؛ لأنه منذ نشأة تنظيم «داعش» في عام 2014، لطالما كانت زوجات «البغدادي» محل نقاش في الكثير من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وظهرت أقاويل عديدة عن بعض النساء التي تعترف بأنها كانت زوجه للخليفة الداعشي.
زوجات البغدادي
من بين النساء التي قالت إنها زوجة لزعيم «داعش» «سجى الدليمي»، إذ ذكر وزير الداخلية اللبناني «نهاد المشنوق» في حديث تلفزيوني لإحدى القنوات اللبنانية المحلية في ديسمبر 2014، أن «الدليمي»، التي أوقفها الجيش اللبناني، زوجة سابقة لزعيم تنظيم «داعش»، ولديها فتاة منه، ولفت «المشنوق»، إلى أنه من الممكن الاستفادة منها ببعض المعلومات.
إلا أنه بعد إعلان الوزير اللبناني، أكدت وزارة الداخلية العراقية أن «الدليمي»، المعتقلة في لبنان، ليست زوجة البغدادي، بل شقيقة «عمر عبدالحميد الدليمي»، المعتقل لدى السلطات العراقية والمحكوم عليه بالإعدام لإدانته بالمشاركة في تفجيرات في عدد من المناطق العراقية، وأفادت الاستخبارات العراقية أن «البغدادي» لديه زوجتان فقط، هما: «أسماء فوزي محمد الدليمي» و«إسراء رجب محل القيسي».
الدوافع
في تصريح لـه، أشار «هشام النجار» الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، بأنه من الوارد أن يكون زعيم تنظيم داعش هو من قام بتفجير زوجاته؛ لأسباب عدة، من بينها، أن «البغدادي» لديه هاجس قوي بسبب أسر الكثير من نساء داعش بعد هزيمة التنظيم القاسية في سوريا، وربما كان هذا الهاجس دافعًا لأن يتصرف مثل هذا التصرف مع زوجاته حتى لا يقعن في الأسر؛ خاصة أنها ستكون بمثابة هزيمة معنوية كبيرة ستلحق بقائد التنظيم نفسه عندما يتم أسر زوجاته، لذلك رأى أن مقتلهن أفضل من أسرهن.
وأضاف «النجار» أن السبب الآخر، يكمن في أن «البغدادي» وصل لحالة من اليأس والإحباط تدفعه لذلك، سواء بعد الهزيمة التي مُني بها التنظيم تحت قيادته، والانتقادات الكبيرة التي وُجهت له بعد الهزيمة، بأنه لا يصلح كقائد عسكري، وليست لديه القدرات الاحترافية التي تؤهله لذلك، وخاصة بعد الانشقاقات التي ضربت تنظيمه، علاوة على مقتل معظم قادته المقربين، وأسر غالبية أعضاء التنظيم، فهو في حالة نفسية سيئة جدًّا قد تدفعه لذلك، وهو ما قد يعوض معنويًّا هذا كله بأن يقال بأنه قُتل في المواجهة كـ«بن لادن» ولم يستسلم للأسر.
وأكد الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية أن زعيم «داعش» ليس بيده حيلة سوى فعل ذلك، فهو ملاحق ومضيق عليه، وهناك انشقاقات والتنظيم مخترق استخباراتيًّا، وبالقرب منه هناك أعداد كبيرة من مختلف التنظيمات ومنها «القاعدة»، علاوة على أنه في منطقة تسيطر عليها فعليًّا تركيا بما لها من مصلحة للتقرب من واشنطن بغرض رفع العقوبات، كما أنها قريبة من مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، أي أن مجموعة البغدادي الصغيرة وزوجاته كانوا محاصرين من كل اتجاه.