الموت بدلًا من الأسر.. لماذا فجر «البغدادي» و«بن لادن» نفسيهما؟
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 06:46 م
طباعة
دعاء إمام
قال موقع «Defense one» المتخصص في الأخبار العسكرية، أن زعيم تنظيم «داعش» أبا بكر البغدادي كان هدفًا لغارة شنتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية في سوريا صباح الأحد 27 أكتوبر، مضيفًا أن «البغدادي» فجّر سترته الناسفة إثر اقتراب القوات منه، بعد تنفيذهم إنزالًا جويًّا لقتله، عقب تلقيها معلومات استخباراتية حددت موقعه، وتمكنت القوات من تسوية البناية التي يمكث فيها بالأرض.
فيما نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن مسؤول فى وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» أن تأكيد مقتل زعيم «داعش» مرهون بالانتهاء من تحليل عينات الحمض النووي، مشددة على أنه فجّر سترة ناسفة خلال العملية، مرجحًا أن مقتل زوجتيه ربما يكون جراء انفجار سترته الناسفة.
وأفادت مجلة «نيوزويك»، نقلاً عن مصادر مطلعة في البنتاجون والجيش الأمريكي، أن زوجتي «البغدادي» فجرتا نفسيهما أثناء هجوم القوات الخاصة الأمريكية في ريف إدلب.
ونقلت المجلة عن المسؤول الأمريكي أنه اطلع على نتائج العملية، مشيرًا إلى أن قتالًا قصيرًا وقع عندما دخلت القوات الأمريكية للمجمع الذي اختبأ داخله.
كما صرح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن القادة في البنتاجون يؤكدون أن مقتل «البغدادي» لا يعني نهاية الحرب ضد «داعش»، وأن العمليات العسكرية ضده ستتواصل.
انتحار مُقنن
بدوره، قال علي بكر، الباحث في شؤون الحركات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن قيادات التنظيمات المتطرفة لديهم مقولة راسخة يستندون إليها، وهي «يموت الرجل ولا يقع في الأسر»، وتلك الفتوى لـ«ابن تيمية» يقدسونها، ويفضلون تفجير أنفسهم بدلًا من القبض عليهم.
وأضاف أيضًا أن زعيمي تنظيمي «داعش» و«القاعدة» فجرا نفسيهما بحزام ناسف قبل وصول القوات إليهم؛ خوفًا من التعرض للتعذيب، والكشف عن معلومات تضر غيرهما؛ لذا فالموت أسهل طريقة للهروب من هذا الواقع، لا سيما أن الأسر يعني الحكم عليه بالإعدام مستقبلًا.
وأوضح «بكر» أن كلًّا من «بن لادن» و«البغدادي» أدركا من قبل أن موتهما محقق، وينتظرهما في أي لحظة؛ مرجحًا أن يكون زعيم «داعش» كان يرتدى حزامه الناسف منذ أصيب وأصبحت حركته ضعيفة، كذلك فعل زعيم القاعدة الذي مكث عشر سنوات يتحرك بسترة ناسفة، وتابع: «التفجير بحزام ناسف ما هو إلا انتحار مقنن؛ للهروب مما اقترفته يداه، وعدم قدرته على المواجهة».
«بن لادن» و«البغدادي»
تفاصيل مقتل زعيم «داعش» تتشابه مع ظروف وطريقة مقتل أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم «القاعدة»، لا سيما أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية نفذت كلاهما، لكنها تؤكد أن القوات نجحت في قنص «بن لادن» دون أن تكشف عن الجثة.
في حين كان لـ«القاعدة» لها رواية أخرى: في وثيقة حملت عنوان «الدجل الأمريكي وميزان العقل فى عملية مقتل الشيخ أسامة بن لادن»، أعدها أحد المنسوبين للقاعدة بأن «بن لادن» استخدم الحزام الناسف حول خصره؛ الأمر الذي حال دون وجود صورة للجثة؛ نظرًا لتفتتها الشديد، وأنه لو ضرب في الرأس كما أعلنت القيادة الأمريكية كان من الممكن إظهار الجسد مع إجراء بعض المعالجات لصورة الرأس.
وقال نبيل عبد الفتاح، الحارس الخاص لزعيم القاعدة، إن «بن لادن» قام بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف، ولم تتمكن قوات الجيش الأمريكي من قتله كما ادعت، موجهًا تهمة تضليل الشعب الأمريكي إلى الرئيس السابق باراك أوباما، واصفًا الرواية الأمريكية باغتيال بن لادن، وإخفاء جثمانه في البحر بالخرافات.
ونشرت صحيفة «جلف نيوز» تصريحات الحارس الشخصي التي أكد خلالها أن القوات الأمريكية لا يمكن أن تتمكن من زعيم التنظيم، نظرًا لأنه كان يرتدي حزامًا ناسفًا طيلة العشر سنوات الأخيرة من عمره استعدادًا لمواجهة الموت في أي لحظة، مفضلًا ذلك على الوقوع في يد القوات الأمريكية.
وتسبب إحجام الإدارة الأمريكية عن نشر صور مقتل أسامة بن لادن، في إثارة الشكوك حول روايتها الرسمية، ويزيد من احتمالات الروايات الأخرى، خاصة روايتي «زوجة بن لادن» و«القاعدة» اللتين تؤكدان حدوث اقتتال عنيف بين مرافقي بن لادن والقوة الأمريكية؛ ما أدى إلى تناثر الجثمان سواء بانفجار الطائرة أو بواسطة الحزام الناسف.
و«أبو بكر البغدادي»، واسمه الحقيقي، إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري، من أكثر المطلوبين في العالم، لا سيما من الولايات المتحدة، التي تقود تحالفًا ضد التنظيم المتشدد في العراق وسوريا، ورصدت 25 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُسهم في الوصول إليه، وكذلك زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري.