خبراء يكشفون تداعيات مقتل «البغدادي» على تنظيم داعش
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 06:48 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
أكدت مصادر أمريكية عدة، الأحد الموافق 27 أكتوبر، مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي «أبي بكر البغدادي»، فيما قالت شبكة «فوكس نيوز» إن فحص الحمض النووي «DNA» أكد مقتل البغدادي.
وفي الوقت ذاته، لم يصدر أي إعلان رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن مقتله، لكن الرئيس دونالد ترامب، قال صباح الأحد 27 أكتوبر، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: أن حدثًا كبيرًا حصل للتو.
وسيسبب مقتل «البغدادي» تداعيات على التنظيم، خاصة في ظل تعدد الفروع، وتعدد الولاة المسؤولين عنها؛ وتلك الفروع كلها كانت ملتزمة ببيعة البغدادي.
ومنذ هزيمة التنظيم في مارس 2019، على يد قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارًا بـ«قسد»، أطلقت فروع «داعش» سلسلة من الفيديوهات باسم «العاقبة للمتقين» أعلنت من خلالها تجديد البيعة لـ«البغدادي».
فروع داعش
تتمدد أفرع تنظيم «داعش» الإرهابي في دول عدة؛ وكان آخرها إعلان التنظيم في 2019 ولاية مستقلة باسم «ولاية الهند»، وذلك بعد نحو عام من بيعة أحمد صوفي أكا، المعروف بأنه زعيم التنظيم الإرهابي في الهند، للبغدادي.
وفي مارس 2015، نشر إعلام داعش المركزي لأول مرة صورة لمقاتلين من فرعه في الصحراء الكبرى، وأظهرت الصورة سبعة مقاتلين ملثمين، يحملون رشاشات كلاشينكوف وقاذفة آر بي جي، ويرفع أحدهم علم «داعش» الأسود، وفق ما نشرت مجموعة البحث «مينا ستريم» المتخصصة في تتبع الجماعات المتطرفة في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل.
وفي 2015 بايعت جماعة «بوكو حرام» النيجيرية تنظيم داعش، وأسس فرعًا في غرب أفريقيا باسم ولاية غرب أفريقيا.
مقتل البغدادي سيؤثر على التنظيم في سوريا والعراق
يقول علي بكر، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، في تصريح لـ«المرجع»: إننا سنفرق بين «داعش» الأم الذي يوجد في سوريا والعراق، وانهار في الفترة الأخيرة تنظيميًّا، ولم يبقَ له إلا مناطق محددة يسيطر عليها، ويعمل من خلال مجموعات مشتتة ومتفرقة، وبين الأفرع الأخرى له.
وتابع «بكر» قائلا: إن «البغدادي» بالنسبة لهم لا يمثل قائدًا فقط بل يمثل الخليفة، والوضع مختلف تمامًا بالنسبة لفروع «داعش»؛ خاصة الفروع القوية مثل «بوكو حرام» في غرب أفريقيا، أو ولاية «داعش خراسان» غربي البلاد، أو المجموعات الداعشية الأخرى في اليمن والساحل والصحراء وجنوب ليبيا، القوقاز وغيرها.
وأكد الباحث أن هذه المجموعات ستتأثر معنويًّا بموت «البغدادي» كونه رمزًا للخلافة الداعشية الزعومة، لكنه لن يؤثر عليهم تنظيميًّا أو عسكريًّا؛ لأن تلك المجموعات قوية وقادرة على إدارة نفسها بنفسها، وتوفير مصادر التمويل، ولديها مساحات تسيطر عليها، ولديها عتاد، وقادرة على شنِّ هجمات مستقلة لها؛ لكنها بايعت البغدادي كبيعة شرعية لكن ليست هناك مركزية في إدارة التنظيم، ومن ثم فإن مقتله سيؤثر على ما تبقى من المجموعات الداعشية في سوريا والعراق؛ لكنه لن يكون له تأثير على الفروع الخارجية.
وقال علي بكر: إنه من الصعب التكهن مَن سيخلف بعد البغدادي، لكنه يرى أن عبد الله قرداش الذي فوض له البغدادي إدارة أمور التنظيم، مرشح بشكل كبير.
التأثير يعتمد على البديل
من جانبه، قال أحمد كامل البحيري، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية: إن نسب التأثير تعتمد على البدائل، وهنا البدائل محدودة للغاية؛ لكن هناك الرجل الأقوى داخل التنظيم «مازن بهيري»، وإذا تولى الزعامة فنسبة تأثير مقتل البغدادي على الأفرع ستكون ضعيفة.
وتابع في تصريح له أنه في كل الحالات سيكون هناك تأثيرات، كلها ستؤدي إلى حالة من حالات التفكك أو انشقاق بعض الأفرع، مثلما حدث مع أفرع كانت تابعة لتنظيم القاعدة، وتحالفت مع تنظيم داعش، موضحًا أن فك الارتباط التنظيمي مرتبط بظهور تنظيم جديد أو بانتهاء حالة داعش كاملة؛ إضافة إلى أن حالة التفكك ستؤدي إلى حالة من الانتقام من قبل أفرع التنظيم على أهدافه المتعددة داخل المنطقة.
ويرى الباحث بمركز الأهرام، أن أفرع التنظيم ستقوم بهجمات من أجل الثأر، لكن الأمر مرتبط بمن المتحكم هل هي غزوات عشوائية أو منظمة.