«خلية أزمة».. ميليشيات إيران لترويع واعتقال متظاهري العراق
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 10:30 م
طباعة
إسلام محمد
توجهت أصابع الاتهام في العراق للميليشيات التابعة لإيران بقتل المتظاهرين الذين يطالبون بمكافحة الفساد بعد إعلان طهران عن إرسال قوات خاصة بزعم تأمين فعاليات أربعينية الحسين.
وبحسب تقارير إعلامية فإن الميليشيات الموالية لإيران وقادة الأمن العراقيين تعمل تحت إمرة ضباط في ميليشيات الحرس الثوري الإيراني ضمن «خلية أزمة» في العاصمة بغداد منذ 3 أكتوبر.
وقال معهد واشنطن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط: إن الحكومة تعاونت مع مستشارين إيرانيين وميليشيات موالية لإيران من أجل قمع الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في وقت سابق من الشهر الجاري، واتخذت إجراءات قمعية شديدة لم يسبق لها مثيل شملت اغتيالات ونيران قناصة وهجمات بطائرات بدون طيار، وترهيب واعتقالات غير قانونية، وقطع الإنترنت.
ويقود تلك التحركات الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري المصنف كإرهابي، ويعمل تحت قيادته أبو مهدي المهندس قائد عمليات «قوات الحشد الشعبي»، المصنف إرهابيًّا أيضًا منذ عام 2009.
وقد شكلت حكومة بغداد لجنة تحقيق في الاحتجاجات التي قتل فيها 157 شخصًا، لكنها لم تتهم سوى صغار الضباط، وتجنبت ذكر هجمات القناصة والاعتداءات على محطات التلفزيون، وامتنعت اللجنة عن ذكر قادة الميليشيات المدعومة من إيران، المتورطين في قتل المتظاهرين.
ومن الانتهاكات التي رصدها التقرير، قطع كل خدمات الإنترنت بالكامل في الفترة بين 2 و 6 أكتوبر، ووجود قيود مستمرة على الـ«فيسبوك» و«تويتر» و«واتسآب» و«انستجرام» وتطبيقات مماثلة.
واستنكرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، ما يتعرض له المتظاهرون في بغداد والمحافظات من خسائر بالأرواح، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
«خلية أزمة».. ميليشيات
وقالت في بيان صحفي السبت 26 أكتوبر 2019: «نعرب عن القلق العميق إزاء محاولة كيانات مسلحة عرقلة استقرار العراق ووحدته والنيل من حق الناس في التجمع السلمي ومطالبهم المشروعة»، مبينة أنه لا يمكن التسامح مع الكيانات المسلحة التي تخرب المظاهرات السلمية، وتقوض مصداقية الحكومة وقدرتها على التصرف.
وقد بدأت الاحتجاجات وسط غضب شعبي من نقص الوظائف والكهرباء ومياه الشرب، ووقع عدد من القتلى، وجرى إلقاء القبض على 923 شخصًا على الأقل، بمن فيهم 35 على الأقل نُقلوا من المستشفيات؛ وقد أُرغم الكثيرون على توقيع تعهدات بعدم المشاركة في أي احتجاجات.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل فيديو لأحد أفراد الشرطة الاتحادية العراقية، الذي ظهر باكيًا من هول ما شاهده من قمع مورس ضد المتظاهرين العزل أمام بوابة المنطقة الخضراء من قبل قوات أمنية خاصة، إذ كانت الدماء حوله في كل مكان، وأصوات الرصاص الحي تدوي مع صوت المحتجين.
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإيراني محمد عبادي: إنه منذ فرض الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عقوبات قاسية على إيران سعت الأخيرة للتغلب على الأزمة عبر تصديرها إلى العراق، ونهب ثرواته لتجاوز أثر العقوبات؛ ما أدى لانتفاض المواطنين العراقيين الذين لم يعودوا يطيقون دفع ثمن فاتورة السياسات الإيرانية.
وأضاف في تصريحاته أنه لطالما لعبت إيران على الورقة الطائفية طويلًا في العراق، ولكن تلك المرة فإن الحواضن الشيعية في الجنوب ثارت ضد إيران، وهي رسالة بليغة أذهلت ساسة طهران، فأرسلوا جلاديهم لقمع التظاهرات.