«الجزاء من جنس العمل».. نهايات متوقعة لسدنة الإرهاب
الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 10:19 ص
طباعة
في اللحظة التي يقتل فيها زعيم إحدي التنظيمات الإرهابية، يبدأ طرح التساؤلات بشأن مصير هذا التنظيم بعد مصرع قائده، هل سيستمر أم سيتلاشى ويختفي بشكل تدريجي.
وتشير النهايات التي لقي بها زعماء الإرهاب مصرعهم إلى أن نهاية من يقوم بعمليات التفجير واستحلال دماء الأبرياء، ستكون نهايته الحتمية، ان "الجزاء من جنس العمل".
أبوبكر البغدادي
أبوبكر البغدادي
كان آخر هؤلاء «أبوبكر البغدادي» زعيم تنظيم «داعش»، الذي قتل في 26 أكتوبر الجاري وفقًا لما أعلنته وسائل الإعلام الأمريكية في 27 أكتوبر، مؤكدة أن «البغدادي» فجر نفسه بحزام ناسف بعد فشله في الهرب من حصار القوات الخاصة الأمريكية «دلتا فورس» التي نفذت عملية استهدفته في المكان الذي يختبئ داخله في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
إضافة لزعيم "داعش"، في14 سبتمبر الماضي، أكد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مقتل «حمزة بن لادن» نجل «أسامة بن لادن» مؤسس تنظيم القاعدة الذي اعتبر خليفته على رأس التنظيم، في عملية لمكافحة الإرهاب نفذتها الولايات المتحدة في منطقة بين أفغانستان وباكستان، دون أن يحدد تاريخ وتفاصيل العملية، وأضاف «ترامب» أن مقتل «حمزة» الذي خطط وعمل مع مجموعات إرهابية مختلفة؛ لا يحرم فقط "القاعدة" من سلطتها ومن ارتباطها الرمزي بوالده، بل يقوض أيضًا أنشطة مهمة للتنظيم.
في فبراير 2019، أعلنت فرنسا أن قوة «برخان» العاملة في مالي تمكنت من قتل أحد أبرز زعماء الجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة الساحل والصحراء وهو القيادي الجزائري «يحيى أبو الهمام» الذي يقود كتيبة "الفرقان" الإرهابية والرجل الثاني في "جماعة نصرة الاسلام والمسلمين" الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل الأفريقي التي يتزعمها «إياد أغ غالي»، وذلك خلال عملية خاصة شمال مدينة تمبكتو شمالي مالي، واستخدمت القوة الفرنسية في مهاجمته القوة البرية والطيران العسكري.
قتل بن لادن
في مايو 2011، أعلنت واشنطن، قتل «أسامة بن لادن» مؤسس تنظيم القاعدة في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي بالتعاون مع الاستخبارات الباكستانية في "أبوت آباد" الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد، وحدثت الواقعة إثر مداهمة قوات أمريكية خاصة تدعى «السيلز» لمجمع سكني كان يقيم به مع زوجاته وأبنائه، ودار اشتباك بين «بن لادن» ورجاله والقوات الأمريكية، نجم عنه مصرعه.
وفي يوليو 2009، أعدمت الشرطة النيجرية القيادي الإرهابي «محمد يوسف» مؤسس حركة «بوكو حرام» في ولاية يوبي بشمال شرقي نيجيريا عام 2002، أمام أعين أنصاره وعلى الهواء مباشرة.
وفي يونيو 2006، أعلن رئيس الوزراء العراقي «نوري المالكي»، القضاء على زعيم تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" الأردني «ابومصعب الزرقاوي» وسبعة من أعوانه في غارة جوية أمريكية، إذ ألقت طائرتي «إف 16» أمريكيتين قنبلتين وزن كل منهما 500 رطل على المنزل المستهدف الذي كان يلتقي فيه «الزرقاوي» بكبار مساعديه في قرية هبهب قرب بعقوبة شمال بغداد، ووصف الرئيس الأمريكي «جورج دبليو بوش» مقتل «الزرقاوي» بأنه ضربة قوية لتنظيم "القاعدة"، معتبرًا أنه واجه المصير الذي يستحقه بعد العمليات الإرهابية التي نفذها في العراق.
كما تم قتل «عبد الله عزام» رائد الجهاد الأفغاني وأحد أعلام جماعة الإخوان الارهابية والمشارك في تأسيس تنظيم القاعدة مع «بن لادن»، في باكستان نوفمبر 1989، إذ انفجرت سيارته وهو في طريقه إلى أحد المساجد لإلقاء خطبة، ولم يعرف من قام بقتله، بل نقلت وسائل إعلام أنه من الممكن أن يكون وراء هذا الوكالات الاستخباراتية الأمريكية والروسية.
وفي تصريح لـه، أوضح «هشام النجار» الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية، أن النهاية التي يلقاها أغلب قادة التنظيمات هي جزاء لما يقومون به من قتل وإرهاب، والمصير الذي يلقاه هؤلاء سواء القتل أو التفجير أو الاغتيال مؤكدًا أن زعماء هذه التنظيمات يتحسبون لهذا المصير، وهؤلاء الإرهابيون لا يريدون أن يقبض عليهم ويقعوا في الأسر، ومن ثم يتم معرفة أسرار وخبايا عن هياكلهم الإرهابية.
ولفت «النجار» أنهم في الوقت نفسه يراهنون أولًا على نجاح مخططاتهم ولو نسبيًّا وتمتعهم بحماية أتباعهم وحراسهم ويعولون على التغرير بالشباب ويزجون بهم في المحرقة وفي دوامة الصراعات والمواجهات المسلحة مع الحكومات والأنظمة والأجهزة الأمنية، فيما يظلون هم في مأمن طوال الوقت ويحدث في مرات نادرة أن يتكرر مصير «بن لادن» و«البغدادي» بالنظر لكونهما من المطلوبين لأجهزة مخابرات متمرسة، ولأن سياسة واشنطن الحالية هي استهداف رؤوس التنظيمات الإرهابية.
وعن مصير التنظيم بعد مقتل زعيم الإرهاب، أكد الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلامية أنه لم يحدث في مرة من المرات أن انتهى التنظيم بمقتل زعيمه بل في بعض الحالات يكون مقتله نقطة تحول في عمر التنظيم، أو بعث جديد له، فمقتل «حسن البنا» ضاعف من تمسك أفراد الإخوان بمبادئه وخلفه فعليًا من هم أسوأ منه سواء «الهضيبي» الذي عادى الثورة وكون نظامًا خاصًا جديدًا لحسابه، أو «سيد قطب» الذي أنتج نسخة أكثر وحشية وتطرفًا من نسخة «البنا»، وبعد مقتل «سيد قطب» تخلق تنظيم الجهاد على يد «أيمن الظواهري» وعدد من رفاقه للثأر لسيد قطب، وهكذا تتوالد التنظيمات ويأتي في عقب الزعيم المتطرف الإرهابي من هو أشرس منه منتجًا وتكون نسخة أكثر وحشية.