توقعات الخبراء بمستقبل تنظيم "داعش" بعد مقتل البغدادي

الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 10:21 ص
طباعة توقعات الخبراء بمستقبل حسام الحداد
 
"شيء عظيما قد حدث" بتلك الكلمات زف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الساعات الأولى من صباح الأحد 27 أكتوبر 2019، نبأ مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، بعد ملاحقة دامت لأكثر من 5 سنوات، وإعلان جائزة تجاوزت الـ25 مليون دولار لمن يدلِ بمعلومات عن مكان البغدادي وعدد من قادة التنظيم، وأضاف دونالد ترامب، خلال كلمة في البيت الأبيض: "السفاح، الذي حاول كثيرًا ترويع الآخرين، قضى لحظاته الأخيرة في قلق وخوف وذعر مطبق من القوات الأمريكية التي كانت تنتفض عليه"، مضيفا: "البغدادي قُتل بعد تفجير سترته الناسفة.. كان معه ثلاثة من أولاده، وجسده كان مشوهًا جراء الانفجار.. كما انهار عليه نفق.. لكن نتائج التحاليل أتاحت التعرف عليه بشكل أكيد".
مقتل البغدادي طرح عدد ليس بقليل من التساؤلات في أذهان العاملين في حقل الجماعات الإرهابية من بينها هل كان هناك تنسيق بين القوات الأمريكية وجيش تحرير الشام او جماعة حراس الدين أو قوات سوريا الديمقراطية، أم ان التنسيق كان بين الأتراك والقوات الأمريكية كما ادعى أردوغان ولم يعلق الرئيس الأمريكي ترامب؟ والسؤال الأهم الذي شغل خبراء الجماعات الإرهابية مستقبل التنظيم بعد مقتل زعيم التنظيم، خصوصا وأن داعش خسر الأرض التي كان يسيطر عليها في وقت سابق وفشل في تجنيد عناصر جديدة بعد مقتل أغلب قادة التنظيم وأعضاء مجلس الشورى، واحدًا تلو الأخر.
وحول هذا الموضوع أكد ثروت الخرباوى القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن مقتل ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، يعني أنه سيتم تغيير أوراق اللعبة خاصة وأن من أطلق العفريت من داخل العلبة وجد أنه لم يستطع التحكم فى هذا العفريت، فترتب على ذلك انتشار الفكر الداعشى بقوة فى أمريكا وأوروبا وأصبح عدد كبير من الشباب المسلم فى الغرب أعضاء فى داعش.
وقال ثروت الخرباوى فى تصريح صحفي، إنه إذا أردت أن تعرف مدى تأثير الدواعش في مناطق لم ترد فى بال أحد فانظر إلى انتشارهم في نيو جيرسى وكاليفورنيا وشيكاغو ، وانظر إلى انتشارهم في البرازيل، ولندن وإسبانيا وكندا وأستراليا، بل أن بعض الدواعش كانوا من ديانات أخرى وأسلموا على خلفية داعشية ورأينا من جنودهم شخصيات كندية وأسترالية .
وأوضح الخرباوى، أن قواعد اللعبة فى منطقتنا تغيرت، والصراع العالمى على الغاز جعل القوى العالمية تظهر بوجهها المكشوف، ولذلك انتهى اللعب مؤقتا بورقة داعش كما انتهى من قبل اللعب بورقة القاعدة، ولكن هذا يعنى شيئا واحدًا وهو  أنه تم إحالة داعش للمعاش لحين حدوث مستجدات جديدة، فأوراق اللعبة لا يتم الاستغناء عنها بشكل نهائي.
فيما استبعد الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، الدكتور مروان شحادة، أن يكون مقتل زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي له تأثير كبير في التنظيم المتطرف.
وقال شحادة «طبيعة هذه الجماعات أنها لا تتأثر كثيرا بفقدان أي قائد على المستوى الأول، ولكن لا شك أنه يؤثر على بعض أصناف وشرائح هذا التنظيم ويعتبر انتصارا للرئيس الأمريكي ترامب على مستوى الانتخابات القادمة».
وأضاف الخبير الأردني: «يبدو أن توقيت (العملية) جاء بعد انتهاء عملية نبع السلام، ويبدو كما أشارت بعض وسائل الإعلام أن دولة أو عددا من الدول شاركت في العمل الاستخباراتي لهذه العملية».
أما الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، منير أديب، يؤكد في تصريحات صحفية أنه: لا يمكن أن نقول إن التنظيم انتهى انتهاءً كاملاً؛ فالتنظيمات المتطرفة عادة لا تبنى على شخص واحد، وفي الوقت نفسه لا يمكن التقليل من انعكاس عملية مقتل رأس التنظيم الداعشي على خلاياه الموجودة في العديد من الدول العربية وحتى الدول الأوروبية أيضاً؛ لأسباب قد يكون جزء منها أن التنظيم يختلف عن كل التنظيمات، بما فيها تنظيم القاعدة».
وتابع: «داعش تنظيم دولي، على رأسه ما يُسمى بالخليفة، والخليفة أعلنت العديد من التنظيمات المحلية والإقليمية مبايعتها له، ومع موته ربما تقوم هذه التنظيمات بفك هذه البيعة مع التنظيم الأم».
وفي أول رد فعل للدول الأوربية حول مقتل البغدادي، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، في تغريدة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "البغدادي: تقاعد مبكر لإرهابي لكن ليس لتنظيمه"، مضيفة: "نواصل الحرب ضد داعش مع شركائنا، وسنتعامل مع الظروف الإقليمية الجديدة".
ومن جانبه، قال رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، في تغريدة له، إن "مقتل البغدادي لحظة مهمة في قتالنا ضد الإرهاب، لكن المعركة ضد داعش لم تنته بعد"، مضيفا "سنعمل مع شركائنا في التحالف لوضع نهاية إلى الأبد لأنشطة القتل والوحشية من جانب داعش".
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الأحد، مقتل البغدادي في غارة شنتها قوات أمريكية خاصة، الليلة الماضية، في منطقة إدلب.
وقد ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء، أمس الأحد، أن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أبو بكر البغدادي، لا يعني نهاية التنظيم.
وأوضحت الوكالة فى تحليل للآوضاع عقب مقتل البغدادى أنه من السابق لأوانه القول بأن تنظيم داعش أصبح قوة مستهلكة، خاصة أنه لا يزال له امتداد في مناطق أخرى من العالم ولا يزال ينفذ هجمات فيها.
وأشارت إلى أن مقتل البغدادي ربما يمثل صيحة لآنصار التنظيم وعنصرا محفزا يجمع أنصاره ليظهروا للولايات المتحدة والآخرين أنهم مازالوا قوة لا يستهان بها.
وأوضحت أنه ربما يأتي ذلك في شكل زيادة في عدد الهجمات التي ينفذها التنظيم.
وقال أمارناث أماراسينجام، الأستاذ المساعد في جامعة كوينز وزميل معهد الحوار الاستراتيجي في لندن إن خليفة البغدادي "سيكون شخصا مناسبا لاحتياجات (التنظيم) الحالية .. أي قائد عسكري له خلفية جهادية بإمكانه أن يكون بمثابة إشارة إلى عملية انتقالية قوية".
وأضاف: "ربما نشهد زيادة محدودة في الهجمات، و هذا أمر متوقع لكن لا ينبغي أن يتم الخلط بينها وبين القوة".
وفي سياق متصل، قال كمران بخاري، المدير المؤسس لمركز "جلوبال بوليسي" للدراسات السياسية في واشنطن: "إن الظروف الجيوسياسية الأساسية التي سمحت لتنظيم الدولة الإسلامية بالظهور في المقام الأول، ستظل قائمة في المستقبل القريب، وسيتمكن أتباع البغدادي من استغلال ذلك من أجل العودة مجددا".
وأوضحت "بلومبرج" أن هناك أسئلة أخرى تبقى قائمة حول مستقبل التنظيم ، خاصة بعد أن سحب الرئيس دونالد ترامب القوات الأمريكية وأبعدها عن الطريق في سورية مما سمح بهجوم تركي ضد المسلحين الأكراد.
وكان الأكراد قد شكلوا قوة المواجهة والخط الأمامى في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية عندما كان التنظيم لا يزال متواجدا على الآرض وفارضا سيطرته على الأراضي.
واستطردت الوكالة تقول إن " الأهم من ذلك يتمثل فى عدم وضوح ما سيحدث للآلاف من معتقلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين كان قد احتجزهم الأكراد ذات مرة، وما إذا كان هناك عدد يكفي منهم يمكنهم الهروب أو أن يتم إطلاق سراحهم لتشكيل تهديد جديد وسط فوضى الحرب الأهلية الطويلة في سورية.

شارك