جهود الإمارات في تحقيق الأمن الغذائي وتحدي الجوع في اليمن

الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 11:04 ص
طباعة جهود الإمارات في روبير الفارس
 
تقوم الامارات بمهمة انسانية ضخمة في اليمن في ظل حالة انعدام الامن الغذائي بسبب مليشيا الحوثي التى تسرق المعونات والمساعدات من اليمنين وترفع اسعار السلع بالبلد حيث قالت منظمة الصحة العالمية، إن ربع مليون يمني، باتوا على حافة الموت من الجوع، جراء الصراع المستمر الذي دمر البنية التحتية في البلاد.

وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن الصراع المستمر والأزمة الاقتصادية الناجمة عن ذلك، “يعدان من العوامل الرئيسية وراء انعدام الأمن الغذائي في اليمن”.

وذكر ما يقدر بنحو 20 مليون شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي في اليمن، “فيما يوجد ما يقرب من ربع مليون شخص على حافة الموت من الجوع، إذا لم يحدث تدخل عاجل”.

ولإنقاذ الأرواح، أنشأت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية والبنك الدولي، من خلال مشروع الطوارئ للصحة والتغذية، نظام ترصد للعثور على الأفراد الأشد ضعفا ومرضا لإحالتهم إلى العلاج.

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي الحوثيين المدعوم إيرانيا، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

وأدى القتال المشتعل باليمن في 30 جبهة، إلى مقتل 70 ألف شخص، منذ بداية العام 2016، حسب تقديرات لمارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن في 17 يونيو/ 2019.
وقد اطلقت دولة الإمارات حملة إغاثة لمخيمات النازحين في محافظة عدن، ضمن حملة الاستجابة العاجلة التي تنفذها في المحافظات اليمنية المحررة. وقامت فرق الإغاثة الإنسانية التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتوزيع المساعدات الغذائية والخيام على النازحين في المخيمات والبالغ عددهم 1400 أسرة موزعة على 14 مخيماً في مختلف مديريات محافظة عدن. كما واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع المساعدات الغذائية على المحتاجين والنازحين في الساحل الغربي اليمني، ضمن برامجها الهادفة لتخفيف المعاناة عن كاهل الأشقاء اليمنيين، وتطبيع الحياة في مناطقهم. وسيّرت الهيئة خلال الأسبوع الماضي قوافل مساعدات غذائية جديدة لنحو ثلاثة آلاف أسرة في مدينة ومحافظة الحديدة.
وعبّر المستفيدون في محافظة عدن وأهالي الحديدة عن تقديرهم لهذا الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية؛ هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لمخيمات النازحين.
وتتواصل حملات المساعدات الإنسانية الإماراتية للأشقاء في اليمن تلبية لاحتياجاتهم الأساسية في مجالات الغذاء والصحة والتعليم في المناطق المحررة والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون.
وبلغ إجمالي حجم المساعدات المقدمة من دولة الإمارات لليمن خلال الفترة من أبريل 2015 إلى سبتمبر 2018، 14,79 مليار درهم (4,03 مليار دولار) تم توجيهها لتلبية الاحتياجات الأساسية لأكثر من 16.7 مليون يمني، منهم 10.1 مليون طفل، و3.4 مليون امرأة، حيث وصلت المساعدات الإماراتية خلال 2018، إلى 1.24 مليار دولار أمريكي تم تخصيص جزء منها (465 مليوناً) لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018.
وشملت المساعدات دعم البرامج العامة، وتوليد الطاقة وإمدادها، والنقل والتخزين ودعم الموازنة العامة والمجتمع المدني (التطوير القضائي والقانوني) والصحة، والتعليم والبناء والتنمية المدنية، والخدمات الاجتماعية والمياه والصحة والعامة. – 
وكانت  الأمم المتحدة  قد اعلنت  أن دولة الإمارات العربية المتحدة تصدرت المركز الأول عالمياً؛ كأكبر دولة مانحة للمساعدات للشعب اليمني الشقيق لعام 2019؛ من خلال دعم خطة استجابة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن. جاء ذلك في تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن مستوى التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019؛ حيث يعكس هذا التقرير المساعدات المقدمة لليمن من بداية عام 2019 إلى 2 يوليو 2019.

يذكر أن المساعدات الإماراتية المقدمة إلى الشعب اليمني الشقيق منذ 2015 إلى يونيو 2019، بلغت 20.53 مليار درهم إماراتي؛ (5.59 مليار دولار أمريكي)؛ حيث استحوذت المساعدات الإنسانية على ما نسبته 34 في المئة، وبقيمة قدرها 6.93 مليار درهم؛ (1.89 مليار دولار أمريكي) من إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة، بينما استحوذت المساعدات التنموية، وإعادة التأهيل، ومشاريع دعم إعادة الاستقرار على 66 في المئة من قيمة المساعدات، بمبلغ 13.60 مليار درهم؛ (3.70 مليار دولار أمريكي)؛ وذلك للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في عدة محافظات يمنية محررة، وتوفير سبل المعيشة والاستقرار في مجالات عدة؛ حيث شملت المساعدات المقدمة 15 قطاعاً رئيسياً من قطاعات المساعدات، وتضمنت 49 قطاعاً فرعياً، بما يدل على شمولية المساعدات الإماراتية، واحتوائها لكافة مظاهر الحياة في اليمن نحو المساهمة في توفير الاستقرار والتنمية في تلك المحافظات وغيرها من المناطق اليمنية.

إلى ذلك، واصلت دولة الإمارات خلال الأشهر الستة الماضية جهودها الإنسانية؛ الرامية إلى دعم القطاع الصحي في اليمن. ورصدت وكالة أنباء الإمارات (وام)، أبرز المشاريع والبرامج والمبادرات الإماراتية، المرتبطة بالجانب الصحي في اليمن خلال النصف الأول من العام الحالي، والذي تزامن مع «عام التسامح».

وتضمن الدعم الإماراتي للقطاع الصحي في اليمن، افتتاح وإعادة تأهيل مستشفيات ومراكز صحية متخصصة، وتدشين برامج؛ لمكافحة الأمراض والأوبئة، مروراً ببرامج تأهيل الكوادر الطبية، والتكفل بعلاج الحالات الطبية خارج اليمن.

وتفصيلاً، أعادت الإمارات تأهيل 23 مستشفى ومركزاً صحياً في محافظات اليمن المحررة؛ حيث شملت 6 مستشفيات في تعز وحضرموت، و11 مركزاً صحياً في الساحل الغربي وحضرموت، فيما أعادت تأهيل قسمين متخصصين في عدن وسقطرى، إضافة إلى 4 عيادات في الساحل الغربي وعدن. وقدمت الإمارات في الفترة ذاتها دعماً ل200 حالة إنسانية، و300 من جرحى اعتداءات ميليشيات الحوثي الإرهابية، فيما سلّمت دولة الإمارات وزارة الصحة اليمنية 9 حاويات أدوية؛ ساهمت في تخفيف معاناة الآلاف من اليمنيين.

وترجمت تلك الجهود المتواصلة رسالة الإمارات، وموقفها الإنساني تجاه الأشقاء في اليمن؛ لترتقي بالقطاع الطبي، الذي تعرض للخراب والتدمير الممنهج، الذي تمارسه ميليشيات الحوثي الإيرانية، والتي واصلت استهدافها لكل مقومات الحياة في اليمن؛ ومن ضمن تلك الممارسات: استهداف المنشآت الطبية؛ ومنع وصول المساعدات الطبية.

وفي الساحل الغربي، أعادت الإمارات تأهيل سبعة مراكز صحية؛ شملت: مركز (الزهاري) في المخا، ومركزي (أبوزهر وقطايا) في الخوخة، ومراكز (البهادر والجريبة، والطائف) في الدريهمي، إضافة إلى مركز (المتينة) في التحيتا، فيما افتتحت مركزاً صحياً في منطقة الشجيرة.

ووفرت الإمارات الأدوية والمستلزمات الطبية لعشرة مراكز طبية، ودفعت رواتب الكادر الطبي، وفي شبوة وتحديداً في «مرخة السفلى» دشنت الإمارات عيادة متنقلة؛ لمكافحة حمى الضنك، ورافقتها حملة رش وقائية، وشهدت سقطرى وبدعم إماراتي افتتاح أقسام الطوارئ والعمليات في مستشفى خليفة بن زايد آل نهيان. وبدأت الإمارات تنفيذ مشروع تأهيل وترميم مستشفى المخا العام، كما افتتحت في مديرية الموزع وتحديداً في تعز وحدة صحية، ومركزاً للأمومة والطفولة مع شحنة أدوية ومكملات غذائية للأطفال، وفي منطقة الغويرق تم تدشين عيادة طبية متنقلة رابعة.

وفي السياق ذاته، تكفلت الإمارات بمعالجة المئات من اليمنيين بمستشفيات دولة الإمارات ومصر والسودان والهند والأردن. وشهدت الأشهر الستة الماضية إرسال 3 دفعات جديدة من المرضى والحالات المستعصية؛ حيث تكفلت دولة الإمارات في مارس الماضي بعلاج 62 مريضاً في مستشفيات الهند، ثم ألحقتهم ب 24 شخصاً في يونيو ، كما نقلت أعداداً من المرضى؛ لتلقي العلاج في جمهورية مصر، ووفقاً لبروتوكول تعاون.

وارتفع إجمالي عدد الحالات التي تم التكفل بعلاجها في الخارج إلى أكثر من 11 ألف حالة، وتعبر تلك الأرقام عن العناية التي توليها الإمارات برفع مستوى الرعاية الصحية للشعب اليمني الشقيق، ورفع المعاناة عنه، وتحسين ظروفه الإنسانية، ومساندته في مواجهة الجرائم المرتكبة بحقه من قبل ميليشيات الحوثي.

وتؤكد تلك الجهود أن الإنسان في اليمن هو الغاية، وأن توفير حياة كريمة حرم منها الأشقاء في اليمن لسنوات طويلة ولأسباب متعددة؛ هو ما تسعى الإمارات لتأمينه من منطلق إنساني ينسجم مع رسالتها، وتأكيداً للدور الذي يفرضه الوقوف مع الأشقاء في اليمن، وإعانتهم على مواجهة المؤامرات، التي حيكت ضدهم، واستهدفت أبسط حقوقهم.

وكانت الإمارات قد دشنت «عام التسامح»، بوصول شحنة أدوية تزن 25 طناً إلى ميناء عدن؛ لتوزيعها على المراكز الصحية في الساحل الغربي، كما افتتحت العيادة الطبية لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية

شارك