الغموض الانتخابي والمفاوضات المتعثرة تلقي بظلالها على زيارة المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان
الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 01:37 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
أعلن مسؤولون أفغان أمس الأحد 28 أكتوبر إرجاء إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية لنحو شهر، في تأجيل طويل من المتوقع أن يثير غموضا سياسيا واتهامات بالتزوير.
وتوجه الأفغان لصناديق الاقتراع في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في 28 سبتمبر، وكان من المتوقع أن تصدر النتائج الأولية في 19 اكتوبر الجاري.
لكنّ بعد اكثر من اسبوع على الموعد المقرر من لجنة الانتخابات المستقلة، قالت رئيسة اللجنة هوا عالم نورتساني إنّ النتائج لن تعلن قبل 14 نوفمبر المقبل.
وأبلغت نورتساني الصحافيين "اعتذرنا بالفعل عن عدم تلبية الموعد لكنّ هذا لا يعني الفشل". وتابعت أنّ الانتخابات "تشكّل مسألة محددة لمصير البلاد ونحن لا نقبل التضحية بالشفافية من أجل السرعة"
وأرجع مسؤولو الانتخابات التأخير في إعلان النتائج إلى مسائل تقنية تبطئ فرز الأصوات بما في ذلك محاولة لقرصنة النظام المركزي لديرمالوغ، وهي الشركة الألمانية التي زودت البلاد بماكينات بايومترية لمنع التصويت المزدوج.
وينظر إلى هذه الانتخابات الرئاسية على أنها سباق ثنائي بين عبدالله عبدالله والرئيس اشرف غني. وهي رابع انتخابات رئاسية تنظم منذ طرد طالبان من السلطة في 2001.
وتزامن مع الإعلان عن إرجاء نتائج الانتخابات الرئاسية لنحو شهر، وصول المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، الذي قاد المفاوضات مع طالبان حتى انهيارها الشهر الفائت، إلى كابل مجدداً أمس، للقاء كبار المسؤولين الأفغان، بينهم الرئيس أشرف غني.
وتأتي زيارته لكابل وسط تكهنات بأن واشنطن تحاول إعادة إطلاق جهود إنهاء أطول حرب أميركية، بعد أن اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الشهر الماضي المباحثات بحكم الميتة.
وقال المتحدث باسم الرئيس غني، خليل صديقي، إن "خليل زاد التقى الرئيس، وأطلعه على أنشطته الأخيرة"، وتابع: "تمت مناقشة وجهات نظره وموقف الحكومة الأفغانية في ملف السلام". بدورها، رفضت السفارة الأمريكية في كابل طلبات صحافية للتعليق على الزيارة، لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مسؤولين قولهم إن خليل زاد قد يتوقف في باكستان، التي زارها أيضاً في وقت سابق من الشهر الحالي، حيث التقى بشكل غير رسمي ممثلي طالبان.
وقبل زيارة غني لكابل، صرّح مصدر رفيع في حركة طالبان في باكستان أن الحركة "لم تتراجع" عن المحادثات، ما يشير إلى أن الكرة كانت في ملعب واشنطن لمعرفة كيف ستسير الأمور.
ويقول خبراء إن الولايات المتحدة قد ترغب في استئناف سعيها لسحب قواتها العسكرية من أفغانستان، لكنها تريد أولاً تنازلات من طالبان كخفض العنف.
وانتقد غني، الذي تم استبعاد حكومته من المفاوضات، مسودة الاتفاق الذي كان يعتقد أنه على وشك الانتهاء بعد عام من المفاوضات.
وفي غضون ذلك أعلنت السلطات الأفغانية، أمس الأحد، مقتل ما يزيد على 80 من عناصر طالبان في ولايتي قندهار (جنوب) وفارياب (شمال) في غارات جوية للقوات الأفغانية والأمريكية خلال ال 24 ساعة الماضية، فيما أعلن مسؤولون أفغان.
وقال الجنرال عبد الكريم، رئيس الشرطة في فارياب، إن "مسلحين من طالبان هاجموا نقاط تفتيش أمنية في منطقة باشتونكوت، الليلة قبل الماضية". وأضاف أن "سلاح الجو الأفغاني ردّ بشن غارات جوية عليهم"
وأوضح المسؤول الأمني أن "الغارة أسفرت عن مقتل 53 على الأقل من مسلحي طالبان، وإصابة 11 آخرين بجروح". ولم يذكر المسؤول ما إذا كان سقط ضحايا من جانب الأمن الأفغاني.
وبشكل منفصل، ذكر بيان صادر عن شرطة ولاية قندهار، أن القوات الأمريكية شنت غارات جوية على منطقتي معروف، وشاه والي كوت، بقندهار، مما أسفر عن مقتل 33 من مسلحي طالبان، وإصابة 8 آخرين بجروح.
من جهتها أعلنت طالبان مسؤوليتها عن استهداف قافلة للقوات الأمريكية بعبوة ناسفة في قندهار، أدت إلى إصابة جندي أمريكي.
وقال بيان صادر عن القوات الأمريكية في أفغانستان، أمس، إن عبوة ناسفة مزروعة بجانب طريق، جرى تفجيرها لدى مرور دورية أمريكية، بقضاء داند في قندهار، وأسفرت عن إصابة جندي أمريكي.
وزعم المتحدث باسم الحركة يوسف قاري أنه "تم تفجير عربة مدرعة بشكل كامل وقتل جميع من فيها"
إلى ذلك، لقي ثمانية أطفال مصرعهم، بسبب انفجار لغم كان قد زرعه إرهابيون في الطريق بالقرب من منزلهم في مقاطعة باشتون كوت في إقليم فارياب شمال غربي أفغانستان.