خطوة للوراء.. «تحرير الشام» ترتبك بعد مقتل البغدادي وتنفي صلتها به

الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 01:43 م
طباعة خطوة للوراء.. «تحرير سارة رشاد
 
مازال الكشف عن مكان وجود زعيم تنظيم «داعش» المنتحر، أبي بكر البغدادي، مدينة إدلب، يحمل تساؤلات عديدة عن كيفية وصول هذا الرجل إلى المدينة الخاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام»، كبرى الفصائل العاملة في سوريا، وأكثرهم عداءً لداعش.
سيناريو وصول البغدادي لإدلب

وسواءً كان للهيئة فعلًا دور في تمرير معلومات للاستخبارات الأمريكية بمكان وجود البغدادي، بحسب بعض القراءات، أو تورطها في التستر عليه وإخفائه، فالهيئة لم تكن بعيدة عن كل ذلك؛ إذ سيطر عليها، وهي الفصيل الذي حرص على تقديم نفسه كبديل معتدل للتنظيمات المتطرفة، حالة ارتباك دفعتها لنفي أي دور لها في تخبئة البغدادي.



وعلى مدار الساعات الأخيرة، بذلت الهيئة أكثر من محاولة؛ لإيجاد إجابات تنفي عنها الشبهات، كيف وصل البغدادي إلى إدلب؟ ولماذا اختار المدينة المشتعلة، تاركًا خلفه السويداء أو بادية الشام، وصحراء الأنبار؟.



أولى تلك المحاولات، كان ظهور القيادي بالهيئة، الأسيف عبد الرحمن، في بث مباشر عبر حسابه على «فيسبوك» لأكثر من 23 دقيقة، فنّد فيه سبل وصول البغدادي إلى ريف إدلب.



وقال: إن قدوم البغدادي من مدينة الباغوز«آخر معاقل داعش في سوريا وخسرها في مارس 2019» إلى إدلب، يعني، أنه مر بحواجز أمنية كثيرة، منها التابع للهيئة، وأخرى تخضع لسيطرة الدولة السورية وروسيا، ولفت إلى أنه من الوارد، أن يكون مر من هذه الحواجز، عبر التحرك داخل مجموعة متخفيًا.



وأوضح، أن كثيرين من العاملين بالحواجز الأمنية، لا يرفضون الحصول على رشوة، مقابل تمرير مجموعات، وفي هذه الحالة، يكون الفرد الأمني غير مطلع على كافة أفراد المجموعة، ولكنه يكتفى بالتعامل مع شخص واحد منهم.



وتوقع، أن يكون البغدادي قد سار ضمن مجموعة من رجاله متخفيًا، وترك لهم مهمة فتح الطرق والتعامل مع العناصر الأمنية.



ورفض التعامل مع كيفية وصوله إلى إدلب بمنطق المؤامرة، قائلًا: إن الأمر وارد الحدوث.



هنا اختبأ زعيم داعش.



وفيما يخص سبب اختيار قرية باريشا بريف إدلب، فقال: إنها تعتبر مثالية نوعًا ما، كمكان مؤقت لاختباء البغدادي، مستدركًا: «لا أعتقد أنه كان يفكر في الإقامة طويلًا هنا، وأظن أنه كان يتهيأ للهروب إلى تركيا».



وأضاف، أن المعلومات المتوفر لديهم حتى الآن، تقول: إن البيت الذي وجد به البغدادي، حديث الإنشاء، وبني خصيصًا له، موضحًا، أن سبب اختيار القرية، هو كونها قرية حدودية هادئة، عدد سكنها لا يزيد عن الثلاثة آلاف، وبيوتها تقع على الأطراف وليس بالداخل.



ولفت، إلى أن هذه المواصفات ملائمة جدًا لاختباء البغدادي، مشيرًا إلى أنه بالرغم من محاولات التمويه والتخفي التي كان يبذلها زعيم داعش المنتحر؛ لإخفاء ملامح المكان الموجود فيه خلال ظهوره في إصدارته الأخيرة، إلا أن ثمة فكاهات كان يتداولها أفراد هيئة تحرير الشام، وتفيد بأن مكان البغدادي يشبه كثيرًا الطبيعة الجغرافية في ريف إدلب.



وشدد القيادي بالهيئة، أن ذلك كان محل سخرية منهم؛ إذ كان مستبعدًا تمامًا، أن يترك البغدادي كل المدن العراقية والسورية المودعة للصراعات؛ ليقيم في إدلب المشتعلة.



بدوره؛ شكك المقرب من الهيئة الشرعي السوري، عبد الرزاق المهدي، في الروايات الأمريكية من الأساس، متسائلًا عبر قناته على«تيليجرام»، لماذا لم تكشف أمريكا عن جثته، لو أرادت أن تثبت للعالم تصفيته.

وكانت الهيئة قد نشرت فيديو لعناصر منهم وهو يطوقون مكان العملية الأمريكية ويستكشفوها في محاولة للتأكيد على عدم علاقتهم لا من قريب أو من بعيد بالحادث.

من جانبه رجح عضو ما يسمى بـ«المجلس العسكري في جيش إدلب الحر» أحمد السعود، أن تكون تحرير الشام هي من أبلغت عن مكان البغدادي، مشيرًا عبر حسابه على تويتر إلى أن زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني في الغالب كان يعلن بمكان البغدادي وهو من سمح له بالنزول في مناطق نفوذه، قائلًا « هذا اكبر دليل ان اخوة المنهج مجرمين يبيعون بعضهم وقت الشدائد».

 واعتبر أن وجود البغدادي في مناطق الهيئة قد يعني أن الجولاني سيكون بديل للبغدادي أمام العالم، مرجحًا أن يعلن عن مقتل الجولاني قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.

من جانبه قال أحمد الرمح، الباحث السوري، إن تحرير الشام تمر بمرحلة حرجة بعدما تأكد وجود البغدادي لديها، مشيرًا إلى إنها ستحاول على مدار الشهور القادمة التخلص من تبعات هذه العملية.

 ولفت إلى أن تحرير الشام طالما ما كانت تقدم نفسها كبديل لا يمت بصلة لداعش أو فكرة، معتبرًا إنها بهذا الشكل عادت خطوات إلى الوراء إذ وضعت هي وداعش في نفس التصنيف.

شارك