مفتي الإرهاب.. «الغرياني» يطالب الليبيين بإنقاذ الاقتصاد التركي
الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 01:49 م
طباعة
عاد المفتي الليبي المعزول، والمقيم في تركيا، الصادق الغرياني، من جديد لإصدار فتاوى دينية تصب في صالح أنقرة.
وفي أحدث فتوى له، الخميس 24 أكتوبر 2019، طالب الغرياني الليبيين وتحديدًا التجار منهم بتوجيه تجارتهم نحو تركيا؛ لدعم الاقتصاد التركي، بعدما تعرضت الليرة لسلسلة إخفاقات، أفقدتها جزءًا كبيرًا من قيمتها.
وزعم في كلمة مسجلة أن تركيا تساعد الليبيين على حد قوله، وبالتالي عليهم سحب تجارتهم الموجهة نحو دول الخليج، وتوجيهها إلى تركيا، بدعوى أن هذه الدول ساهمت في الأزمة الاقتصادية في أنقرة.
وأرجع الغرياني فشل حزب الرئيس التركي في الانتخابات المحلية بمدينة إسطنبول إلى الأزمة الاقتصادية، إذ يقر بأنها هزت صورته شعبيًّا.
ولا تعتبر المرة الأولى التي يظهر فيها الغرياني مدافعًا عن تركيا، فيما يدخل بهذه الفتوى قائمة الشخصيات العربية المقربة من تركيا التي تدفع أتباعها لدعم الاقتصاد التركي.
ومن قبل الغرياني أطلقت قيادات إخوانية مصرية مقيمة في تركيا حملة لدعم الليرة، مبررين حملتهم التي تزامنت مع هبوط قيمة العملة، برد ما يعتبرونه «الجميل التركي».
وتتزامن دعوة الغرياني أو من هم على شاكلته من الإخوان المصريين مع حملات عكسية يتبناها نفس الأشخاص، ويحرضون فيها على اقتصاد بلادهم، إذ يصمت الغرياني أمام عمليات النهب والسرقة التي تتعرض لها الخزانة الليبية، فيما تنظم جماعة الإخوان حملات متتالية للنيل من الاقتصاد المصري.
ولاقت دعوة الغرياني هجومًا عنيفًا في الساحة الليبية، إذ قال الصحفي والناشط الليبي، عبد الباسط بن هامل: إن تصريحات الغرياني ليست جديدة عليه، إذ تثبت مجددًا انتماءه الأول لتركيا، باعتبارها الدولة الراعية له.
واستنكر في حديث لـه تجاهل الغرياني لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، عن ما يعتبره حق بلاده التدخل في ليبيا، باعتبارها جزءًا من الجغرافيا العثمانية.
ولفت إلى أن مثل هذه التصريحات قادرة على استفزاز أي ليبي يحمل انتماء لوطنه ضد تركيا، ولكنها لم تزعج الغرياني وباقي الشخصيات الليبية المدعومة من تركيا، إذ لم يعلق أحد منهم على حديث أردوغان.
وقال الرئيس التركي تلك التصريحات في افتتاح منتدى «تي أر تي» بمدينة إسطنبول، الأسبوع الماضي، ومن وقتها وتشتعل الساحة الليبية ضده، إذ تعتبرها تصريحات استعمارية.
والغرياني يعتبر الغطاء الشرعي لحكومة الوفاق والميليشيات المسلحة في طرابلس، إذ يصدر لهم الفتاوى الدينية التي تبرر سياساتهم.
وبدأ بروزه في المشهد الليبي عندما كان أحد داعمي مشروع «ليبيا الغد» الذي أطلقه سيف الإسلام القذافي، لكنه لم يستمر طويلًا إذ انقلب إلى النقيض مع تظاهرات 17 فبراير، محرضًا الليبيين على الخروج على نظام معمر القذافي.
ومنذ اللحظات الأولى للحرب الليبية ويطلق الغرياني فتاوى ودعوات تحرض على اشتعال المشهد، وزيادة التقاتل، إذ كانت له دعوات تدخل تحت عنوان «الحث على الجهاد».
وبعد سقوط نظام العقيد معمّر القذّافي، واصل الغرياني، إهداره للفتاوى وإهداره لدم الليبيين؛ حيث لم يسلم من تحريضه إلاّ حلفاؤه المقرّبون من الجماعات الجهادية الإرهابية، وطالت فتواه كل القوى الوطنية والمنظمات والأجسام السياسية.
وبفعل هذا الدور وانحيازه لصف الجماعات الإسلاموية وحمل السلاح، عُزل من موقعه كمفتٍ للديار الليبية في 2014، إلا أنه حتى اليوم يقدم نفسه على أنه المفتي.
يشار إلى أن الغرياني يمتلك ثروة طائلة تصل الى أكثر من 100 مليون دولار موجودة في مصارف قطر وتركيا وبريطانيا.