أمريكا تصدر «داعش» في المشهد لامتلاك النفط السوري.. واتهامات روسية بـ«السرقة»
الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 07:01 م
طباعة
معاذ محمد
رغم انسحاب القوات الأمريكية من الشمال السوري، مطلع أكتوبر 2019، قبل إعلان تركيا تنفيذ عمليتها العسكرية «نبع السلام»، تاركة حلفاءها الأكراد في مواجهة توغل أنقرة بمفردهم، فإنها تخطط للعودة من جديد للمنطقة، للاستيلاء على حقول النفط وعدم تركها لتنظيم «داعش»، بحسب الأسباب المعلنة، غير أن هناك مخططات أخرى ينتهجها «ترامب» من وراء ذلك.
حماية حقول النفط
وزارة الدفاع الأمريكية، كشفت الخميس 24 أكتوبر 2019، عن خططها لتعزيز الوجود العسكري لها في شمال شرق سوريا، من أجل حماية حقول النفط هناك من السقوط مجددًا بأيدي تنظيم داعش.
جاء ذلك عقب انسحاب قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، من مواقع عدة في شمال شرق سوريا، بموجب اتفاق أبرمته موسكو وأنقرة، مكنهما من فرض سيطرتهما على مناطق كانت تابعة للأكراد.
وقال أحد المسؤولين في «البنتاجون»، في بيان: إن أحد أهم المكاسب التي حققتها الولايات المتحدة مع شركائها في الحرب ضد داعش، هو السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا، والتي تعد مصدر عائدات رئيسيًّا للتنظيم، وأعلن مارك إسبر، وزير الدفاع الأمريكي، أن بلاده سوف ترسل قوات قتالية ومدرعات في شرق سوريا.
وأوضح «إسبر» في بيان الجمعة 25 أكتوبر 2019، أن واشنطن ترغب في ضمان عدم وصول إرهابيي داعش إلى النفط، مشيرًا إلى أن الحقول قد تسمح للتنظيم المتشدد بالحصول على موارد تمكنه من الظهور مجددًا، غير أنه لم يقدم أي تفاصيل حول عدد القوات أو أي نوع من القوات سيتم نشرها .
أمريكا تسرق النفط
من جهتها، اتهمت روسيا السبت 26 أكتوبر 2019، الولايات المتحدة بممارسة «اللصوصية» على مستوى عالمي، خصوصًا بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط في شرق سوريا، والتي استعادها المقاتلون الأكراد من تنظيم داعش.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «ما تفعله واشنطن حاليًا من وضع اليد والسيطرة على حقول النفط شرق سوريا يدل بكل بساطة على عقلية اللصوصية على مستوى عالمي»، مؤكدة أنه «ليس أي من حقول النفط الواقعة على أراضي جمهورية سوريا العربية ملكًا لإرهابيي تنظيم داعش، ولا للمدافعين الأمريكيين، بل تعود إلى جمهوية سوريا».
من جانبه، أكد الجنرال إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أنه لا توجد في القانونين الدولي والأمريكي نصوص تقر بشرعية وجود قوات أمريكية لحماية الموارد الطبيعية والمعادن في سوريا، خصوصًا أنها تعود إلى الأخيرة، مشددًا على أن واشنطن تمارس نشاط قطاع الطرق.
وكشف المتحدث باسم الوزارة، عن أنه يتم تهريب شاحنات النفط المستخرج من حقول شرقي سوريا إلى دول أخرى، تحت حماية جنود الولايات المتحدة الأمريكية، وموظفين من مؤسسات أمنية خاصة.
ويرى نيك هيراس، الخبير في النزاع السوري بمركز الأمن الأمريكي، أن الاستراتيجية الجديدة التي تنتهجها واشنطن، تشكل تحولًا كاملًا للولايات المتحدة التي كانت تبرر وجودها في سوريا بمكافحة تنظيم «داعش».
وأشار «هيراس» في تصريحات لوكالة «فرانس برس» إلى أن إدارة ترمب تحاول جعل أفضل الموارد النفطية للبلاد رهينة واستخدامها عملة للمقايضة، من أجل إجبار نظام الأسد وحماته الروس على قبول مطالب الولايات المتحدة، مضيفًا أن «مهمة الولايات المتحدة تحولت من القتال النبيل في مواجهة أكثر منظمة إرهابية مكروهة في العالم إلى مناورة وهمية لإجبار الأسد على تغيير سلوكه عبر مصادرة النفط السوري».
ووفقًا لبريت ماكغولاك، الموفد الأمريكي الخاص السابق لسوريا، في مؤتمر صحفي، فإن ما تنوي واشنطن فعله سيكون أمرًا غير قانوني، مشيرًا إلى أن النفط السوري ملك لشركة حكومية محلية، مضيفًا أن الولايات المتحدة اقترحت من قبل فكرة استغلال النفط بالاتفاق مع موسكو، وإيداع الأرباح في صندوق للتنمية.
وبحسب بيان نشرته وزارة الخارجية الروسية، أكد الوزير سيرجي لافروف، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، السبت 26 أكتوبر 2019، على ضرورة امتناع واشنطن عن اتخاذ خطوات تقوض سيادة سوريا ووحدة أراضيها.