حجي عبد الله العراقي.. شبح داعش الغامض وخليفة البغدادي المحتمل
الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 07:08 م
طباعة
أحمد سلطان
إرهابي يساوي رأسه «5 ملايين دولار»، أحد المسؤولين عن خطف وقتل الأيزيديين في 2014، وأمير ما تسمى اللجنة المفوضة، التي تدير تنظيم داعش في 2018، إنه حجي عبد الله العراقي.
اللجنة المفوضة
رغم تكرار اسمه في أكثر من مناسبة، إلا أن التفاصيل عنه لا تزال شحيحة، بينما تنسج حول شخصيته العديد من الأساطير، وتتضارب الروايات حول هويته الحقيقية، بين شخصين.
وبحسب وثائق تنظيمية سُربت من داخل تنظيم داعش، فإن حجي عبد الله العراقي، هو الذي تولى الإشراف على اللجنة المفوضة منذ أواخر 2018.
واللجنة المفوضة، هي الجهة المنوط بها إدارة تنظيم داعش، وهي مكونة من عدد من الإعداد، وتشرف على ما تسمى الدوواين الداعشية، كما تتولى التواصل والتنسيق مع أفرع داعش الخارجية، واختيار «ولاة» داعش في سوريا والعراق وخارجهما.
ويعتبر أمير اللجنة المفوضة المتحكم الحقيقي في تنظيم داعش، وتتبعه جميع القيادات، وتتلقى تكليفاته منه مباشرة، كما يرفع تقاريره المباشرة إلى «زعيم داعش».
قال محمد علي ساجت، عديل زعيم داعش المقتول «أبوبكر البغدادي»، وأحد الذين أدلوا بمعلومات أدت لمقتله، إن حجي عبد الله كان يشغل منصب نائب البغدادي، خلال فترة من الفترات، لكنه لم يعرف عنه سوى أنه «عراقي»، ولم يتمكن من معرفة هل هو «عبد الله قرداش»، أمير ديوان الأمن العام الداعشي سابقًا أم لا.
أما برنامج مكافآت من أجل العدالة، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، فيقول: إن حجي عبد الله العراقي، هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، وهو أحد كبار قادة داعش. وكان شرعيًّا في تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين، وترقى في صفوف تنظيم داعش؛ ليتولى دورًا قياديًّا كبيرًا، دون أن تكشف عن ماهية هذا الدور، وعن ما إذا كان هو نفسه عبد الله قرداش أم غيره.
وتتهم الخارجية الأمريكية، حجي عبد الله بصفته واحدًا من أكبر شرعيي داعش، بالإشراف على اختطاف أفراد من الأقلية الدينية الأيزيدية، وذبحهم في شمال غرب العراق.
ويصفه برنامج مكافآت من أجل العدالة، بأنه خليفة محتمل لزعيم تنظيم داعش، وأنه مشرف على بعض العمليات الإرهابية للتنظيم الإرهابي.
وفي المقابل، ربطت عدد من وسائل الإعلام العالمية، من بينها مجلة النيوزويك الأمريكية، بين حجي عبد الله العراقي، وبين عبد الله قرداش وقالت: إن عبد الله قرداش، تولى مسؤولية الإشراف على داعش قبل عدة أشهر، وذلك استنادًا إلى بيان نشرته وكالة
حقيقة بيان تنصيب «قرداش»
وبالرغم من أن الأناضول ومن خلفها «النيوزويك»، نسبت البيان لوكالة أعماق الذراع الإعلامي لداعش، إلا أن قنوات التنظيم الرسمية على تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي، ومن بينها قنوات وكالة أعماق نفسها، نفت أن يكون بينا تولية «قرداش» زعيمًا لداعش، في أغسطس 2019.
بحسب لقاء سابق للقيادي في داعش إسماعيل العيثاوي، فإن عبد الله قرداش المُكنى بـ«أبي عمر قرداش»، كان أحد أبرز المرشحين لخلافة أبي بكر البغدادي في قيادة التنظيم الإرهابي.
وبحسب تقارير، فإن «قرداش» كان واحدًا من القيادات العليا لتنظيم داعش، ولقب بـ«المدمر» ومعروف أيضًا باسم أبي عمر التركماني، وبالرغم من نسبته إلى «التركمان»، إلا أن قيادات التنظيم تصفه بـ«القرشية» وهي صفة يجب أن تتوافر في من يتولى «خلافة داعش»
شغل «قرداش» منصب أمير ديوان الأمن العام في سوريا والعراق، وهو أحد أقوى الدواوين داخل داعش، والمسؤول عن حماية القيادات والتخلص من أعداء التنظيم، كما أشرف في وقت سابق على ديوان المظالم، وهو ضمن الإدارات الخدمية التي أنشأها التنظيم خلال سيطرته على المدن، كما تولى منصب وزير التفخيخ والانتحاريين في التنظيم، وأشرف بنفسه على التفخيخ أثناء معارك التنظيم ضد الجيش الحر في سوريا.
ورشحه أبو بكر العراقي نائب البغدادي السابق؛ ليكون قائدًا لفرع التنظيم في لبنان، إبان تفكير التنظيم في إنشاء فرع هناك، لكن الفكرة ألغيت في وقت لاحق.
وبالرغم من وضع التحالف الدولي والاستخبارات والأجهزة الأمنية العراقية لـ«قرداش» على رأس قوائم التتبع والاستهداف، إلا أنها فشلت في الحصول على معلومات مؤكدة عنه، منذ عام 2014 وحتى 2019؛ بسبب اتباعه لنظام أمني عالٍ حال دون تتبعه أو القبض عليه.
لم يكن هناك أي ذكر لـ«قرداش» في منصات «داعش» الإعلامية الرسمية حتى أغسطس الماضي، عندما أعلنت صحيفة «النبأ» التي يصدرها ما يسمى بـ«ديوان الإعلام المركزي» في داعش، مقتل «قرداش» دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وتحدثت الصحيفة عن «قرداش» في عددها 193، وذلك ضمن فقرة في تقرير أعدته عن واحد من قيادات ديوان الأمن الداعشي، ويُدعى أبو المثنى الحسيني، موضحةً أنه عمل في المفارز الأمنية الداعشية داخل محافظة الحسكة السورية، بالتنسيق مع أبي عمر قرداش الذي كان مسؤولًا عن الخلايا الداعشية في محافظة دير الزور قبل سيطرة داعش عليها في صيف عام 2014.
وبحسب المعلومات التي ذكرتها الصحيفة، فإن «قرداش» كان واحدًا من المبعوثين الذين أرسلهم البغدادي شخصيًّا لداخل سوريا؛ للبدء في حرب عصابات ضد الجيش السوري، وتأسيس الخلايا والمفارز الداعشية قبل الخلاف بين جبهة النصرة وداعش في 2014.
عمل قرداش وغيره من القيادات الداعشية داخل المنطقة الشرقية السورية، ورصدوا قيادات الفصائل السورية المسلحة، وعناصر ما يُعرف بالجيش السوري الحر، قبل أن تندلع المواجهات بين داعش وبين الفصائل.
كان قرداش واحدًا من الدائرة الصغيرة المحيطة بالبغدادي، باعتباره المسؤول عن ديوان الأمن العام، الذي قام باعتقال وتتبع القيادات الداعشية التي كانت على خلاف مع البغدادي في الفترة الممتدة من 2017، وحتى أواخر 2018.
وبالرغم من إعلان صحيفة داعش الرسمية مقتل خليفة البغدادي المحتمل، فإنها لم تعلن عن تفاصيل مقتله، أو الطريقة التي قُتل بها حتى الآن، وهو ما قد يكون مؤشرًا على أن التنظيم يزيف موته؛ لحمايته وتشيتت القوات الأمنية التي تتبعه كونه هو المرشح؛ ليكون «خليفةً لداعش».
في ذات السياق، نشر عدد من المنشقين عن تنظيم داعش، عبر قنوات خاصة بهم على تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي دعوات لاختيار خليفة جديد لداعش من «القرشيين» الذين يحظون بتوافق في أوساط التنظيم.
كما تحدث منشقو داعش عن «قرداش»، معتبرين أنه أحد رموز تيار الفرقان وهو التيار الأكثر تشددًا داخل داعش، ومرجحين أن يتم اختياره خلفًا للبغدادي من قبل القيادات العراقية في داخل التنظيم الإرهابي.