القتل في الوقت المناسب.. نهج أمريكي قبل انتخابات الرئاسة من «بن لادن» لـ«البغدادي»
الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 08:37 م
طباعة
معاذ محمد
عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقتل أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، الأحد 27 أكتوبر 2019، بعد 5 سنوات من ظهور التنظيم في سوريا والعراق عام 2014، وتنصيبه زعيمًا له، اعتقد الكثيرون، أن توقيت الإعلان له علاقة كبيرة بموعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في واشنطن، والمقرر إجراؤها في نوفمبر 2020.
معركة سياسية
نشرت شبكة «CNN» الأمريكية، الإثنين 28 أكتوبر 2019، تقريرًا لها تحت عنوان: «مع رحيل البغدادي بدأت معركة سياسية»، تحدثت فيه عن علاقة مقتل زعيم تنظيم داعش، بإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في واشنطن.
وقالت الشبكة: إن معركة سياسية بدأت مع إعلان مقتل البغدادي، خصوصًا أن «ترامب» لم يخبر المشرعين الديمقراطيين بالأمر، وأطلع روسيا على العملية.
وبحسب «CNN»، فإن مقتل «البغدادي» يثير قلق الديمقراطيين، إزاء الانتخابات الرئاسية المقبلة في واشنطن، خصوصًا أن عملية قتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، مايو عام 2011، أثناء حملة إعادة انتخاب الرئيس السابق باراك أوباما، ساهمت بشكل رئيسي في توليه الرئاسة للمرة الثانية، والتي أجريت انتخاباتها في نوفمبر 2012.
وأكدت الشبكة الأمريكية، أن أبا بكر البغدادي، لم يكن من الممكن أن يقتل في وقت أفضل من ذلك، مشيرةً إلى أن نبأ مقتله وقع كنبأ سار على الجمهوريين، الذين يعانون الآن من التحقيق، الذي يهدف إلى إقالة «ترامب»، على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بالضغط على الحكومة الأوكرانية؛ للحصول على معلومات تساعده على الإطاحة بمنافسه المحتمل؛ في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووفقًا للشبكة، فإنه بالنظر إلى ما حدث مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عقب الإعلان عن مقتل أسامة بن لادن، فلن يدوم شهر العسل الذي يعيشه «ترامب»، مشيرةً إلى أن معدلات تأييد «أوباما» ارتفعت حينها لعدة أسابيع فقط، قبل أن تعود إلى طبيعتها، وهو المتوقع حدوثه مع «ترامب»، خصوصًا أنه شخص غير متوقع، ويورط نفسه في العديد من المشاكل.
وبالنظر إلى مقتل كل من «بن لادن» و«البغدادي»، نجد أن اختيار التوقيت، كان عاملًا رئيسيًّا بالنسبة للرئيسين «أوباما» و«ترامب»، قبل الاستحقاقات المقبلة بعام تقريبًا.
تهدئة حدة الغضب
وتشير الـ«سي إن إن»، إلى أن نجاح عملية مقتل أبي بكر البغدادي، سوف يهدئ من غضب الساسة الأمريكيين، الذين رفضوا قرار «ترامب» أوائل الشهر الجاري، بسحب القوات الأمريكية من سوريا، والسماح لتركيا بشن عملية عسكرية في الشمال السوري.
ووفقًا للشبكة، سوف يستغل «ترامب» نجاح عملية مقتل «البغدادي»، ويحولها إلى حكايات أسطورية، ولن يكف عن التطرق إليها؛ ليؤكد بها شجاعته وقدرته على إنجاز المهام الصعبة.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن نجاح العملية سوف يؤكد وجهة نظر «دونالد ترامب»، في مغادرة الأراضي السورية، خصوصًا عقب إعلان النصر على زعيم تنظيم داعش، غير أن من الممكن أن يستمر هناك؛ بحجة جمع المعلومات الاستخباراتية، والاستمرار في محاربة داعش.
حافز جديد
من ناحية أخرى، أشارت الشبكة، إلى أن التاريخ يؤكد أن القادة يهلكون، إلا أن الجماعات التي كانوا يقودونها سوف تستأنف تطوير نفسها، ولن يهدأ قادتها حتى يعثرون على قائد جديد.
وبحسب تقارير استخبارتية، فإن «داعش» وجد الحافز الذي يساعده على إظهار أنه لا يزال قويًا، وبإمكانه إعادة نفسه من جديد، مستغلًا أي فراغ سياسي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في كلمة ألقاها الأحد 27 أكتوبر 2019، مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي «أبوبكر البغدادي»، في عملية عسكرية نفذتها القوات الأمريكية، في إدلب شمال سوريا، بعدما فجر سترة ناسفة في نفسه؛ خوفًا من إلقاء القبض عليه.
وفي 2 مايو 2011، أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قتل في اشتباك مع القوات الأمريكية في باكستان.