تمد جسور للخراب والفساد والسلطة ....المؤسسة الغامضة في نظام الملالي

الثلاثاء 29/أكتوبر/2019 - 10:52 ص
طباعة تمد جسور للخراب روبير الفارس
 
من اهم المؤسسات التي يسيطر عليها الحرس الثوري – المصنف منظمة ارهابية عالمية -على الاقتصاد الإيراني.مؤسسة تعرف ب" مقر خاتم الانبياء " ويعد عملها المعلن هي المقاولة الوحيدة لإنشاء السدود  في ايران  كما تعتبر أكبر مقاولة في مشاريع الغاز ونقل الغاز الإيراني، حيث تستحوذ على عدة مطارات وعشرات من المرافئ بشكل سري.
وترتبط فكرة مقر خاتم الأنبياء بفكرة بناء السدود، التي كان يحصل من خلالها عمليات فساد واسعة، تصب في صالح جماعات الفساد، المتواجدة من نظام الملالي في المقر، فمع بناء كل سد، كانت تستفيد شبكات أرباب العمل والمستشارين والمقاولين التابعين لمقر خاتم الأنبياء من المبالغ المالية لهذا المشروع.وجلبت سياسة تخزين المياه والتحكم في توزيعها، عبر السدود في إيران تحت سيطرة قوات الحرس كوارث لا حصر لها، حيث أسست للفساد، بسبب توجيهها لأسباب معينة، دون جدوى أو دراسة، فوزارة الطاقة ومقاوليها ومستشاريها كانت تعتمد "بناء السدود بأي ثمن"، والتي كانت غاية الملالي، لنهب ثروات البلاد.

بناء السدود

وقبل ثورة 1979، تم بناء 13 سداً في إيران، لكن عدد السدود التي بنيت بعد الثورة وصل إلى 650 سداً، ومع بناء كل سد، كانت ستستفيد شبكة من أرباب العمل والمستشارين والمقاولين التابعين لمقر خاتم الأنبياء من المبالغ المالية لهذا المشروع.
وتُكلف وزارة الطاقة مهمة متابعة مشروع بناء السد لشركة المياه والكهرباء، وهذه الشركة بدورها توكل في النهاية مهمة التصميم والإشراف والمراقبة، إلى شركة "مهاب قدس" التابعة لقوات الحرس.

ويحصل مقر مؤسسة خاتم الأنبياء مباشرة  علي حصته من الأموال المخصصة من هذه المشاريع ويبدأ في بناء السد دون فحص آثاره السلبية والكارثية على البيئة، فيما تقوم الشركات الأصغر المرتبطة بقوات الحرس بتقسيم ما تبقى من الأموال فيما بينها.وتسببت هذه السياسة الكارثية لبناء السدود، التي كانت تُبنى لغير ضرورة، في التأثير سلباً على القطاع الزراعي أحد أكبر القطاعات الاقتصادية، التي عانت أكثر من غيرها جراء الفيضانات هذا العام (2019).
ونظرا لأن الربيع هو موسم الحصاد في العديد من المحافظات التي تعرضت للفيضانات، فإن تأثير الأضرار الناجمة عن الفيضانات على القطاع الزراعي كان كارثياً.
وتشير التقديرات، إلى أن معظم الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي في محافظات جولستان ومازندران ولورستان وخوزستان، وأشارت الأرقام إلى استئثار محافظة جولستان بخسائر تقدر بـ 4800 مليار تومان، وجاءت محافظة لورستان في المرتبة الثانية بخسائر تقدر بـ 4000 مليار تومان، خلال هذا العام 2019.
ويعتبر منصب عضو قوات الحرس سعيد محمد إسلامي القائد الحالي لمقر خاتم الأنبياء، في رئاسة "شركة ايرانيان أطلس القابضة"، من أكثر أوجه الفساد، حيث يجمع "إسلامي" بالعديد من المناصب، و يعد واحدا من أكثر المناصب المثيرة للجدل.

وأسست هذه الشركة رسمياً في العام 1986 وطرحت نفسها بقوة كشركة استثمارية وتنفيذية في صناعة السياحة والفنادق في إيران، وتتبع بنك الأنصار التابع لمؤسسة قوات الحرس التعاونية، وهو صندوق يوفر تمويلاً على الأقل لوسيلتي إعلام للحرس واحدة باسم "وكالة أنباء فارس" والثانية باسم "صحيفة جوان"

كما أن لديها العديد من الأفرع ومنها، شركات «شیوا أطلس»، «عمران أطلس ایرانیان»، «أطلس إيران كيش للإستثمار»، «ستاره آرمان توس»، «باغ فردوس ایرانیان» و «بردیس أطلس بارس ويلاحظ ».ان قوات الحرس أسست شرکات متعددة لها وفرضت سيطرتها علی أرصفة موانئ البلد لنهب ثروات الشعب الإيراني وتأمين نفقات الحرب والإرهاب لها. ومن المؤسسات الاقتصادية التابعة لقوات الحرس هي مقر خاتم الأنبياء الذي له نحو 150 ألف موظف.

ويقوم نظام الملالي بالحصول على المال عن طريق نهب ثروات الشعب، باسم تطوير وإعمار البلاد وتعزيز الإنتاج الوطني، فيما يتسبب ذلك في مشكلتين أساسيتين في الاقتصاد الإيراني، وهي إضعاف القطاع الخاص، والفساد المؤسساتي الواسع، حيث تتولى قوات الحرس مشاريع أكبر، وبالتالي يستبعد منافسيه من القطاع الخاص ويبدد فرصة دعم هذا القطاع للاقتصاد الإيراني.

وأدت الأنشطة التعاقدية لمؤسسة خاتم الأنبياء في الواقع إلى إنشاء وسيط كبير بين الحكومة والشركات الهندسية والفنية الصغيرة، بحيث يبتلع هذا الوسيط جزءاً كبيراً من إيرادات هذه الشركات، فيما تم الاستحواذ على العديد من هذه الشركات بطرق مختلفة وفي كثير من الحالات بالقوة.


واستحوذ الحرسي عبادالله عبداللهی، قائد مقر خاتم الأنبياء، على شركة "هفت تبه لقصب السكر" وشركة مغان للزراعة مما أدى إلى تسريح آلاف العمال.
وكان قد أجرى مقابلة مع قناة التلفزيون الإيراني الأولى، وأدلى بتصريحات كاذبة وأدعى أن مقره، والشركات التابعة له عملت مجاناً ودعمت القطاع الخاص، إلا أن هذه الكذب لم يعد ينطلي على أحد، مع الأرباح السنوية التي تصب في صالح الحرس.
ونقلت وكالة فارس للأنباء عن المكتب الإعلامي لمقر خاتم الأنبياء، تصريحات عبادالله عبداللهی قائد مقر خاتم السابق في برامج "الاقتصاد الإيراني"، وأوضح أن "المقر حدد 10 مشاريع كبرى غير مكتملة، وسيقوم المقر بتكلفة ما بين 5 إلى 7 مليارات دولار بتكميلها، بحسب وكالة فارس للأنباء، التابعة للحرس.
ونسي الحرسي عبداللهی تصريحاته السابقة بأنه مقر خاتم الأنبياء لا يقوم بتنفيذ مشاريع ربحية وأعماله بشكل أساسي مجانية، لكنه في معرض الحديث عن هذه المشاريع قال: "قدر المقر خاتم الأنبياء الكلفة لاستكمال هذه المشاريع تتراوح ما بين 5 مليارات دولار و7مليارات دولار، ويمكن تحقيقها في غضون عامين".
كما قال الحرسي سعيد محمد اسلامي، الرئيس الحالي لمقر خاتم الأنبياء، في حديث مع قناة الأخبار التابعة لتلفزيون النظام في 2 أكتوبر"لقد ساهم مقر خاتم الأنبياء في عدة مشاريع إستراتيجية منها: حوالي 35 % من إنتاج البنزين في البلاد وحوالي 20 % من إنتاج الغاز و22 % من إنتاج المازوت و32 % من خطوط نقل النفط والغاز و50 % من سدود تخزين المياه في البلاد، والمؤسسة في إطار بناء 60 سداً".
الثروات والمناصب 
يعتبر مقر خاتم الأنبياء من أهم نقاط الانطلاق في الاستحواذ على الثروة وحصد المناصب السلطوية في ظل نظام الملالي، نظراً للعلاقة الوثيقة التي تربطه ببيت المرشد والحوزات الدينية والمراجع الشيعية في قم، حيث يحصل هذا المقر على المبالغ المالية بكل سهولة ويسر، ولذلك تصب كل نشاطاته الاقتصادية في مصلحة الحفاظ على أمن النظام.
وكشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن هوية وطبيعة مقر خاتم الأنبياء الذي يعمل في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية.
وتشير المعلومات المقاومة الإيرانية إلى أنّ تهيئة وتخريج أكاديميين ليصبحوا قادة في قوات الحرس ضمن ما بات يعرف بـ"الدكتور باسداران (عضو الحرس)" لا يعني بالضرورة أن قوات الحرس تسير في اتجاه التحديث والتطوير أبداً، لأن "حكومة الظل" (أو حسب تعبير حسن روحاني الحكومة التي تملك البندقية) تستخدم أدواتها القهرية لكي تستولي على المزيد من المناصب الحكومية الهامة، تنفيذاً لسياسة جناح الولي الفقيه الرامي إلى الهيمنة على كل مقاليد السلطة في البلاد.ومن بين اسماء اعضاء الحرس الثوري الذين وصلوا لمناصبهم عن طريق مؤسسة خاتم الانبياء جاء في تقرير للمعارضة 


محسن رضائي

ومن بين أعضاء الحرس وميليشيا الباسيج، الذين وصلوا إلى مناصب قيادية عبر مقر خاتم الأنبياء، والذي وفر لهم فرصة الحصول على رتب وألقاب، ومكنتهم من الضلوع بأدوار مهمة في قمع الشعب الإيراني، الحرسي "سبز علي رضائي": والمعروف باسم الدكتور محسن رضائي، ويعمل أستاذاً جامعياً.
وكان أول قائد لقوات الحرس، وقائد مقر خاتم الأنبياء، ورشّح نفسه عدة مرات للانتخابات الرئاسية، فيما يشغل حالياً منصب أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام.

محمد باقر قاليباف

- الحرسي محمد باقر قاليباف: تم تعيينه قائداً لمقر خاتم الأنبياء، في العام 1994، وبعد ذلك تولى مناصب هامة، منها قائد القوة الجوية لقوات الحرس، وقائد الشرطة (قائد القوة القمعية) وبعد ذلك عمدة بلدية طهران، كما رشح نفسه للانتخابات الرئاسية ثلاث مرات حتى الآن. 

حسن دانايي

وهو الحرسي حسن دانايي فر، الذي كان قائدا لمقر الخاتم من سنة 1997 إلى 2001، دخل بعد ذلك إلى المواقع الأمنية في استخبارات قوات الحرس وفي النهاية أصبح سفير النظام الإيراني في العراق، وكان مسؤولاً عن قتل أعضاء مجاهدي خلق في العراق وإدارة مشاريع الحرس الاقتصادية في العراق.

عبد الرضا عابد


كما انخرط الحرسي عبد الرضا عابد، في قوات الحرس عام 1980، حيث بدأ أنشطته في مشاريع البناء في قوات الحرس حتى تم تعيينه أخيراً في قيادة مقر خاتم الأنبياء في العام 2006، وظل قائداً للمقر نحو عامين، وبعد ذلك أصبح نائب رئيس الأوقاف الإيرانية.

رستم قاسمي

الحرسي رستم قاسمي، عُين أيضا قائداً لمقر خاتم الأنبياء منذ يناير / كانون الثاني2007، وكان في السابق مسؤولاً عن مقر نوح (أحد المقرات الفرعية التابعة لمقر خاتم الأنبياء).
وتزامنت فترة قيادة رستم قاسمي على المقر مع رئاسة أحمدي نجاد، مما وفر فرصة ذهبية للمقر أن يحصل على عدة عقود في مشاريع عظيمة دون المشاركة في المناقصات أو الإجراءات المتبعة.
والتحق "قاسمي" بوزارة النفط في عام 2011 وأصبح فيما بعد وزيراً للنفط. في شهر مايو 2010، أدرج أسم مقر خاتم الأنبياء وفروعه وقائده رستم قاسمي على لائحة العقوبات من قبل الحكومة الأمريكية.

عبادالله عبداللهی

كما التحق الحرسي عبادالله عبداللهی، بقوات الحرس في عام 1979 وكان عضواً نشطاً في قوات الحرس خلال الحرب الإيرانية العراقية عام 1988، تم تعيينه نائب المفتش العام لغرب إيران في مقر هيئة الأركان العامة.
وشغل منصب قائد مقر خاتم الأنبياء الغربي في 1994، ثم عُين مديراً لمعهد مقر "بعثت"، كما كان قائد مقر خاتم الأنبياء في الفترة من 1 مارس 2013 إلى سبتمبر 2018 بحس ب وكالة فارس للأنباء.
وخلال قيادة عبد اللهي، وقعت أكبر عمليات اختلاس وتم تمرير مبالغ خيالية لقوات الحرس دون عناء، من خلال المشاركة بالأعمال المصرفية وحتى المساهمة في استكمال مشروع مصفاة "نجمة الخليج الفارسي" والكيماويات، لهذا السبب، تم تسمية "عبد اللهي" بالقائد الصانع للمال!

سعيد محمد إسلامي

يعد أيضاً الحرسي الدكتور سعيد محمد إسلامي، من ضمن هؤلاء القيادات، حيث انضم "إسلامي" إلى قوات الحرس في عام 1986، وتولى العديد من المناصب الإدارية في الشركات والوكالات التابعة لمقر خاتم الأنبياء و"المؤسسة التعاونية" التابعة لقوات الحرس.
ومازالت المؤسسة الاكثر غموضا وفسادا تخرب في ايران 

شارك