قتلي جدد في المظاهرات العراقية ..واتهامات للحشد الشعبي الايراني
الثلاثاء 29/أكتوبر/2019 - 11:57 ص
طباعة
روبير الفارس
يتوالي سقوط الضحايا العراقيين في ظل المظاهرات الحاشدة التى تشهدها البلاد حيث تؤكد وسائل اعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي علي قيام مليشيات الملالي بالعراق بالاشتراك في قتل ودهس المتظاهرين وقد شهدت المظاهرات هتافات واضحة ضد ايران وارتفع الهتاف القائل " ايران برا برا " و"إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة". رفضا وجود ايران عن طريق مليشياتها والموصوف بالاحتلال الايراني للعراق وأفاد مراسل "قناة الحرة" نقلا عن مصدر طبي عراقي الثلاثاء بسقوط 30 قتيلا في إطلاق النار على المحتجين الذين خرجوا في تظاهرات بمدينة كربلاء فجرا.
أفادت مصادر لـ"قناة الحرة" بإصابة نحو 900 آخرين برصاص الأمن في المدينة التي تشهد تظاهرات عارمة ضد السلطة وتطالب بـ"إسقاط النظام".
لكن مديرية صحة كربلاء أقرت بإصابة 122 شخصا فقط، مشيرة إلى أن 66 منهم يتبعون للقوات الأمنية و34 من المتظاهرين.
ونفت صحة لما تم تداوله من صور تفيد بـ"وجود جثث في دوائرنا الصحية"
وكان ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي قد أفادوا بأن القوات الأمنية في المحافظة دهست بسياراتها عددا من المتظاهرين، وأصابت آخرين بالرصاص الحي.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر حالة الهلع التي سيطرت على مناطق في المدينة، وتسمع أصوات إطلاق النار بكثافة بينما يتراكض المتظاهرون مبتعدين عنها.
واحتشد آلاف العراقيين أيضا في ثلاث مدن بجنوب العراق هي الناصرية والحلة وكربلاء.
وأشعل المحتجون النار في مدخل مبنى مجلس محافظة كربلاء في حين أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم في كربلاء والحلة.
وشهدت التظاهرات المطلبية أيضا سابقة في العنف بالتعاطي معها، إذ سقط 157 قتيلا في الموجة الأولى منها بين الأول والسادس من أكتوبر، و74 قتيلا حتى الآن في الجولة الثانية التي بدأت مساء الخميس.
وتقدم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي قبل أيام بمقترحات عدة لتنفيذ إصلاحات، لم تكن مقنعة للمتظاهرين.
تحدى مئات إعلان حظر التجوال الذي أعلنه الجيش في العاصمة العراقية بغداد، بعد يوم من توافد آلاف الطلاب، الاثنين، إلى شوارع مدن عدة، وهم يهتفون "لا مدارس، لا دوام، حتى يسقط النظام"، في إطار الاحتجاجات المتواصلة في البلاد منذ الخميس، غير آبهين بتحذيرات السلطات.
وأعلنت قوات الجيش المسؤولة عن بغداد فرض حظر تجوال لست ساعات يوميا، ما يمثل إنذاراً للمتظاهرين بإخلاء ساحة التحرير الرمزية وسط بغداد، مركز الاحتجاجات اليومية، حيث قتل اليوم خمسة من المتظاهرين، حسب ما أفاد مصدر رسمي، لكن الحشود واصلت التوافد إلى الساحة ليلاً.
ومنذ بداية الحراك الشعبي في الأول من أكتوبر في العراق احتجاجا على غياب الخدمات الأساسية وتفشي البطالة وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية، قتل 239 شخصا وأصيب أكثر من ثمانية آلاف بجروح، عدد كبير منهم بالرصاص.
وجاء في بيان للجيش الذي هدد في وقت سابق بـ"فرض عقوبات قاسية" بحق الذين "يعرقلون" مواصلة العمل في المدارس والدوائر الحكومية : حظر تجوال يومي في بغداد يبدأ عند منتصف الليل وحتى السادسة صباحا، يستمر "حتى شعار أخر".
وشهدت الاحتجاجات الاثنين، مشاركة واسعة جدا من طلاب المدارس والجامعات الذين يمثلون فئة الشباب التي تشكل 60 بالمئة من سكان العراق، وتعاني البطالة في بلد مزقه الفساد.
وشهدت مدن كثيرة، من بغداد حتى البصرة جنوبا، تظاهرات مطلبية شارك فيها آلاف بينها اعتصامات.
وأعلن المجلس المركزي لنقابة المعلمين العراقيين الاثنين الإضراب العام في عموم مدارس العراق لمدة أربعة أيام تضامنا مع المتظاهرين.
والتحقت نقابات مهن مختلفة بينها نقابة المحامين، التي أعلنت إضرابا لمدة أسبوع، ونقابة المهندسين بالاحتجاجات، رغم الإجراءات الأمنية التي تعرقل الوصول إلى أماكن الاعتصامات والتظاهرات.
"ماكو وطن.."
وتوافدت منذ الأحد، حشود طلاب المدارس والجامعات للمشاركة في الاحتجاجات في بغداد ومدن أخرى، رغم دعوة وزير التعليم العالي قصي السهيل إلى "إبعاد الجامعات" عن الاحتجاجات.
وتزايدت أعداد المتظاهرين في ساحة التحرير التي يغطي جزء كبير منها خيم وأكشاك لتقديم الطعام وتأمين حماية للمتظاهرين من القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها قوات الأمن.
وقال طالب لوكالة فرانس برس خلال مشاركته في تظاهرة بساحة التحرير "ماكو (لا يوجد) وطن، ماكو دوام".
على مقربة منه، قالت فتاة ذات شعر مجعد والابتسامة تعلو وجهها "قلت لأمي أنني ذاهبة إلى المدرسة، ولكنني في الحقيقة جئت إلى هنا".
وقال متظاهر آخر لفرانس برس "نريد أن يحل البرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة، وتعديل الدستور، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة يإشراف الأمم المتحدة. لا نريد حلا آخر".
في غضون ذلك، انتشرت قوات مكافحة الشغب في محيط الجامعات، للحد من توسع رقعة التظاهرات.
وشهدت مدن مختلفة تظاهرات طلابية حاشدة، بينها الكوت والديوانية والناصرية والحلة والعمارة وميسان والبصرة، تمتد وسط وجنوب البلاد.
ففي الديوانية الواقعة على بعد مئتي كيلومتر إلى جنوب بغداد، قرّر الأساتذة والطلاب في كل الجامعات الحكومية والخاصة "اعتصاماً لمدة عشرة أيام حتى سقوط النظام"، وفقا لمراسل فرانس برس.
إيران برا برا
ومن الهتافات التي أطلقت أيضا الاثنين في بغداد "إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة".
وخلال الاحتجاجات التي اتخذ بعضها طابعا عنيفا، هوجمت مقار أحزاب وفصائل مؤيدة لإيران، وأطلقت هتافات مناهضة لإيران.
ومن الواضح أن هناك انقساما في الشارع وفي الوسط السياسي بين مؤيدين لإيران ومؤيدين للتقارب مع الولايات المتحدة. وتعتبر طهران وواشنطن المتعاديتان من أبرز حلفاء العراق.
وخرج آلاف الطلبة إلى الشارع في محافظة البصرة التي شهدت احتجاجات دامية مماثلة في صيف العام 2018، للمطالبة بتحسين أوضاع المحافظة.
وللمرة الأولى منذ انطلاق الحراك المطلبي مطلع أكتوبر الحالي، انضم الاثنين طلاب من مدينة بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى شمال شرقي بغداد والمتاخمة لإيران، إلى الاحتجاجات التي تجمهرت عند مبنى مجلس المحافظة الذي استقال اثنان من أعضائه تضامناً مع المحتجين.
وتعتبر هذه الاحتجاجات غير مسبوقة في التاريخ العراقي الحديث. بدأت عفوية بسبب الاستياء من الطبقة السياسية برمتها، وصولاً حتى إلى رجال الدين.
وشهدت التظاهرات المطلبية أيضاَ سابقة في العنف بالتعاطي معها، إذ سقط 157 قتيلاً في الموجة الأولى منها بين الأول والسادس من أكتوبر، و82 قتيلاً حتى الآن في الجولة الثانية التي بدأت مساء الخميس.
شلل سياسي
صوت مجلس النواب (البرلمان) خلال جلسة عقدت الاثنين بالإجماع لتشكيل لجنة تعديل الدستور وإلغاء جميع امتيازات المسؤولين الكبار في محاولة لتهدئة الاحتجاجات الغاضبة ضد الطبقة الحاكمة في البلاد.
وتأتي هذه الجلسة غداة إعلان أربعة نواب عراقيين تقديم استقالاتهم من البرلمان رفضاً لأداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بـ"الفشل" في الاستجابة لمطالب الحركة الاحتجاجية.
واستقال النائبان الشيوعيان الوحيدان اللذان حصلا على مقعديهما ضمن ائتلاف "سائرون"، الكتلة الأكبر في مجلس النواب العراقي والتي يتزعمها مقتدى الصدر، وهما رائد فهمي وهيفاء الأمين، إضافة إلى طه الدفاعي ومزاحم التميمي من قائمة "النصر" التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي.
وكان نواب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بدأوا السبت اعتصاماً مفتوحاً داخل البرلمان "إلى حين إقرار جميع الإصلاحات التي يُطالب بها الشعب العراقي".
ووجه الصدر، رسالة الأحد إلى قوات الحشد الشعبي، الفصائل المسلحة التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية الى جانب القوات الحكومية، ودعاها إلى عدم مواجهة الناس وألا "تناصر الفاسد"، وذلك بعيد إعلان أحد قادة الحشد أن فصائله "مستعدة للوقوف ضد الفتنة التي تبغي تدمير العراق ومنجزاته".
ومنذ الجمعة، أضرمت النيران بعشرات المقار الحزبية والفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي. وقُتل عدد من المتظاهرين برصاص الحراس الذين كانوا يحمون تلك المباني، أو اختناقاً واحتراقاً خلال محاولة إضرام النار فيها.
وفيما توعد قادة تلك الفصائل بـ"الثأر" بعد مقتل أحد عناصرها، اتهمت الأمم المتحدة "كيانات مسلحة" بالسعي إلى "عرقلة استقرار العراق ووحدته والنيل من حق الناس في التجمع السلمي ومطالبهم المشروعة".
وفي خضم الاحتجاجات، سقطت قذيفتا هاون مساء الاثنين على معسكر التاجي حيث يتمركز جنود أميركيون شمال بغداد، بحسب ما قال مصدر أمني لوكالة فرانس برس، مشيراً إلى أن "قذيفة ثالثة سقطت في محيط المعسكر، من دون أن تنفجر". ولم يبلغ على الفور عن وقوع ضحايا.