لقاء طهران.. مخطط إيران والحوثي لفرض الأمر الواقع بقوة الإرهاب

الثلاثاء 29/أكتوبر/2019 - 02:35 م
طباعة لقاء طهران.. مخطط نورا بنداري
 
في ظل السعي الذي تقوم به قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية؛ لدعم الأمن والاستقرار في اليمن، من خلال «اتفاق الرياض» الذي وقعته الحكومة اليمنية مع المجلس الانتقالي الجنوبي في خطوة؛ تهدف للقضاء على ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والتي تسببت في نشر الإرهاب والفساد باليمن، نجد نظام الملالي يسعى من جديد؛ لمحاولة إنقاذ ميليشياته؛ من أجل البقاء والاستمرار  لتحقيق مخططه الرامي؛ للسيطرة على اليمن وجعلها تابعة له.



لقاء حوثي إيراني

يأتي هذا في إطار اللقاء الذي عقد بين المتحدث باسم جماعة الحوثي «محمد عبدالسلام» ووزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، خلال زيارة وفد حوثي إلى طهران في 26 أكتوبر 2019، وتناول اللقاء وفقًا لما أعلنه المتحدث الحوثي، مناقشة آخر المستجدات السياسية والميدانية، وتبادلا وجهات النظر بين البلدين، مشيرًا إلى أنه تم بحث التطورات على صعيد الملف التفاوضي والميداني وسبل التهدئة الممكنة العادلة والمشرفة، التي تؤدي إلى وقف - وفقًا لما وصفه - بالعدوان بشكل كامل، وفك الحصار والدفع نحو مفاوضات الحل السياسي الشامل، بل وثمن المتحدث باسم الميليشيا الانقلابية مواقف إيران التي قال: إنها داعمة لمسار وقف العدوان وحريصة على وحدة اليمن واستقراره.



ليس ذلك فقط، بل إن «عبد السلام»، أكد بأن اللقاء بحث مسألة التهدئة مع السعودية، ومبادرة إيقاف الهجمات على المملكة عقب الهجوم الذي تعرضت له المنشآت النفطية لشركة «أرامكوا» في سبتمبر الماضي.



وهذه ليست المرة الأولى، التي يتوجه فيها أعضاء الميليشيا الانقلابية إلى طهران، بل إن الحوثيين داوموا منذ احتلالهم لصنعاء في 2014 على التوجه لإيران، وكانت آخر زيارة جمعت بين المرشد الإيراني «خامنئي» ووفد حوثي في أغسطس 2019، ويتم الإعلان عن هذه اللقاءات بشكل علني؛ ما يؤكد أن جماعة الحوثي مجرد تابع للنظام الإيراني في اليمن، وأن الجماعة الانقلابية تتلقى الأوامر والتوجيهات من نظام الملالي؛ من أجل تنفيذ مخططه في اليمن.

 «أهداف إيرانية

وفي تصريح له، أوضح «محمود الطاهر» المحلل السياسي اليمني، أن اللقاء الذي جمع بين المتحدث باسم الميليشيا الحوثية ووزير الخارجية الإيرانية، يحمل عدة رسائل، منها أن الجماعة الانقلابية التي تتحرك بدعم وبرؤية إيران، تستعد لإحداث عمليات إرهابية جديدة، أبلغتها بها طهران خلال الاجتماع، وذلك من أجل إخضاع قوات التحالف العربي؛ للاعتراف بسقوط صنعاء تحت الاحتلال الإيراني وقيادة الحوثي للمحافظة اليمنية.



وأكد «الطاهر »، أن إيران غير راضية عن المساعي الهادفة للتهدئة في الحديدة، ولهذا فهي تدفع ميليشياتها الانقلابية لإحداث خروقات جديدة في الحديدة؛ من أجل السماح للحوثي للانفراد بالحكم في صنعاء، ومن ثم فهي تحاول دفع الميليشيا الانقلابية للتحرك نحو الحدود السعودية؛ من أجل نشر الإرهاب بالمنطقة، ولذلك من المتوقع قيام إيران باستهداف مواقع جديدة للسعودية، ويتبناها ميليشياتها الإرهابية، مثلما فعلت عندما استهدف المنشآت النفطية التابعة للشركة السعودية «أرمكوا» في سبتمبر 2019.



ولفت «الطاهر»، أن التظاهرات  اللبنانية والحراك العراقي، رفضت التدخلات الإيرانية في شؤون الشعبين العربيين، لذلك لم يتبق لإيران في ذلك التوقيت تحديدًا، سوى اليمن، ولذلك يتفاوض مع عملائها الحوثيين، ومن المتوقع أن يدفعهم لنشر نقاط مراقبة في المحافظات اليمنية؛ حتى يسهل متابعة والسيطرة على كل ما يجري هناك.



وأضاف المحلل اليمني، أن اللقاءات التي تجمع بين الميليشيا الحوثية ومسؤولي اليمن، تكون لها أهداف محددة، وينتج بعدها أعمال إرهابية؛ حيث إن استهداف «أرمكوا» جاء بعد شهر من لقاء جمع بين المرشد الإيراني «علي خامنئي» ووفد من الحوثيين، في أغسطس الماضي، واللقاء الحالي الذي جمع بين الوفد الحوثي ووزير الخارجية الإيراني، يأتي بعد أيام من إعلان اليمن عن «اتفاق الرياض»؛الهادف للقضاء على الميليشيا الحوثية، وهذا ما تتخوف منه إيران، ولهذا من المتوقع أنها تعد لهجمات قادمة بحق قوات التحالف العربي.


شارك