من باب «سوتشي أفريكا».. الدب الروسي يتجه إلى أدغال أفريقيا بخطوات واثقة
الثلاثاء 29/أكتوبر/2019 - 02:38 م
طباعة
أحمد عادل
على هامش قمة سوتشي افريكا، أعلن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستن أركانج تواديرا، الجمعة 25 أكتوبر 2019، أن الجمهورية الأفريقية تبحث إمكانية نشر قاعدة عسكرية روسية في البلاد، وتود من موسكو أن تمدها بأسلحة جديدة، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
وأضاف: «نواصل العمل مع وزارتي الدفاع في بلدينا على هذه المسألة، من أجل دراسة الإمكانيات المتاحة من قبل الجانب الروسي».
مرسوم بوتين
وفي أبريل 2019، كان وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسومًا يقتضي بإرسال ما يقرب من 30 عسكريًّا روسيًّا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، ضمن بعثة أممية للمساعدة في استقرار البلاد، ويشمل الفريق الروسي المرافق للبعثة الأممية مراقبين عسكريين، وضباطًا في الجيش، ومختصين في مجال الاتصالات العسكرية، وسلمت موسكو في يناير 2018 أسلحة خفيفة وقوات لتدريب جنود الجيش في أفريقيا الوسطى بلغ عددهم 175 معلمًا عسكريًّا ومدنيًّا لدعم جهود الحكومة في مكافحة الإرهاب، وفي أغسطس 2018 عقدت صفقة أسلحة أخرى.
الشراكة الروسية الأفريقية
واستضافت مدينة سوتشي الروسية قمة روسيا-أفريقيا، على مدار اليومين الماضيين، وكان لتودايرا كلمة ألقاها خلال اليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي؛ حيث قال: نسعى من خلال المشاركة في هذه القمة لتعزيز الشراكة بين روسيا والدول الأفريقية، والعمل على تقوية الروابط المثمرة مع روسيا، مضيفًا أن أفريقيا تمتلك العديد من الإمكانيات، مثل الأيادي العاملة بسعر تنافسي.
وأوضح رئيس أفريقيا الوسطى، أن لدينا العديد من الشباب الذين يطمحون لتحقيق الآمال الكثيرة للقارة الأفريقية، ولكن هناك زيادة في نسبة الفقر، والعديد من المشاكل الاقتصادية، وارتفاع نسبة الجرائم على الحدود، لذا نسعى من خلال هذه القمة لإيجاد حلول وشركة وفرصة لتعزيز التعاون، بما يسمح لنا بمناقشة التحديات على المستويات الاقتصادية والاجتماعية.
واستطرد في كلمته: «في هذه القمة نهدف إلى تعزيز التنمية بأفريقيا، فدولتنا تواجه مشكلة تصدير المواد الأولية، ونواجه العديد من المشكلات التي تعوق التنمية مثل هشاشة البنية التحتية».
الإرهاب في أفريقيا الوسطى
بالنظر إلى الأوضاع الداخلية في أفريقيا الوسطى، نجد أن البلاد تعاني من أزمة طائفية بين حركة سيليكا الإسلامية (هى جماعة إرهابية في جمهورية أفريقيا الوسطى، معظم عناصرها من الشباب المسلمين المتطرفين، تأسست عام 2012) و«أنتي بالاكا» (جماعة مسيحية تأسست لاضطهاد جماعة سيليكا، والتي يعتبر أغلبيتها مسلمين، وذلك بعد حصول الجماعة المسلمة على السلطة في العاصمة بانجي)، وتشهد جمهورية أفريقيا الوسطى أعمال عنف متصاعدة في الفترة الأخيرة؛ إثر نشوب معارك بين المجموعات المسلحة المختلفة في عدة مناطق بالبلاد، ففي نوفمبر الماضي وصل عدد القتلى حوالي 37 شخصًا، كما تم إشعال النيران في كنيسة ومخيم للاجئين في غرب البلاد.
الدب الروسي في الأدغال
في تصريح خاص لـها، قالت الدكتورة أميرة عبد الحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي: إن الدب الروسي يسعى لصعود نفوذه في تعاملات موسكو مع القارة السمراء، وهو ما ظهر خلال القمة الروسية الأفريقية الأخيرة.
وأكدت الباحث في الشأن الأفريقي، أن ذلك الاهتمام يأتي في إطار تحقيق التوازن بين عدد من القوى الدولية بالقارة السمراء، خاصًة مع الاهتمام الزائد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والصين كقوة كبيرة في أفريقيا، كما أن روسيا تسعى لوقف نزيف الدماء السائلة في جمهور أفريقيا الوسطى، وذلك بسبب الصراع الطائفي الموجود في البلاد، من قبل حركة سيليكا وجماعة أنتي بالاكا.