إيران من سيئ لأسوأ.. الاقتصاد الإيراني ينهار تحت وطأة العقوبات

الثلاثاء 29/أكتوبر/2019 - 07:43 م
طباعة إيران من سيئ لأسوأ.. إسلام محمد
 
جاء إعلان وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، أن الإدارة الأمريكية تتجه إلى فرض المزيد من العقوبات على إيران؛ ليزيد من ورطة نظام الملالي، الذي يعيش تحت وطأة حصار خانق منذ 2018، عقب إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي، وعودة العقوبات على طهران.

ذعر في إيران
وأثارت هذه التهديدات الأمريكية الذعر في إيران؛ حيث استهدفت العقوبات الأخيرة، التي أعلن عنها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، في 20 سبتمبر، 2019، البنك المركزي الإيراني، وصندوق التنمية الوطني الإيراني، وشركة «اعتماد تجارت بارس»؛ بسبب تقديم هذه المؤسسات الدعم المالي للإرهاب، الذي يقوم به النظام الإيراني، بما فيها الهجمات الإرهابية التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية.

اتهامات أمريكية
بحسب الاتهامات الأمريكية، فقد قدم البنك المركزي الإيراني، مليارات الدولارات للحرس الثوري وقوات القدس التابعة له، ووكيله الإرهابي «حزب الله».
كما يعد صندوق التنمية الإيراني، الذي يخضع لإشراف المرشد، صندوق الثروة السيادية في البلاد، ويضم مجلس أمنائه، الرئيس الإيراني ووزير النفط ومحافظ البنك المركزي، وهو المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية؛ لتمويل الحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية والدعم اللوجستي للقوات المسلحة، كما تستخدم شركة «اعتماد تجارت بارس»؛ لإخفاء التحويلات المالية للمشتريات العسكرية، بما في ذلك الأموال القادمة من صندوق التنمية.
ومع انسحاب الولايات المتحدة، الانسحاب من الاتفاق النووي، تم فرض عقوبات على حاكم البنك المركزي الإيراني آنذاك، ولي الله سيف، ومساعد مدير الإدارة الدولية علي طرزعلي؛ لتورطهما في تسهيل التحويلات المالية للحرس الثوري وحزب الله، كما صنفت وزارة الخزانة، كلا من مدير القسم الدولي في البنك المركزي الإيراني رسول سجاد ومساعده حسين يعقوبي، وذلك للمساعدة المادية أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو الخدمات المالية أو غيرها من الخدمات أو دعمها لقوات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وكان صندوق النقد الدولي، قال: إن إيران تحتاج إلى سعر نفط يصل إلى 195 دولارًا للبرميل؛ لكي تتمكن من موازنة ماليتها العامة خلال العام المقبل، وتوقع الصندوق أن يبلغ عجز الموازنة 4,5، خلال العام الحالي، و5,1% العام المقبل.

الاقتصاد الإيراني.. من الانكماش للانهيار
وكان الصندوق، قد توقع انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6% هذا العام؛ ليعدل توقعاته لاحقًا بـ9,5%، انخفاضًا من تقدير سابق بانكماش نسبته 6%، مع تشديد العقوبات الأمريكية؛ ما يعني دخول قطار الاقتصاد الإيراني إلى نفق الانهيار التام.

الرياض تنتقد طهران
وفي سياق آخر، استهجنت المملكة العربية السعودية تناقض الخطاب الإيراني تجاه دول المنطقة، وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي، في كلمة ألقاها أمس الإثنين، في جلسة لمجلس الأمن عن الوضع الشرق الأوسط: «إننا لا نسعى للحرب ولا نريدها ولا نشعل فتيلها، ولكننا في الوقت نفسه، لن نتردد في حماية أراضينا من أي عدوان، ولن نتوانى عن الدفاع عن مواطنينا ومقدرات بلادنا بجميع الوسائل المشروعة».
وتابع، في إشارة إلى إيران: «على الدول التي تدعو إلى الحوار، أن تنبذ السياسات المرتكزة على تصدير الثورة، وخلق الجيوب والطوابير الطائفية في الدول؛ تمهيدًا للتدخل في شؤونها».

إيران.. من سيئ لأسوأ
من جهته، قال محمد علاء الدين الباحث المتخصص في الشأن الإيراني: إن إيران تختنق تدريجيًّا؛ بسبب العقوبات، والوقت ليس في صالحها على الإطلاق، بل الأمور تسير من سيئ لأسوأ، بعدما أثبتت العقوبات جدواها.
وأضاف الباحث في تصريحاته، أن إيران تعاني، ومع ذلك تحاول التكتم على الانهيار الاقتصادي قدر ما يمكنها؛ لتحسين موقعها التفاوضي مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب خلال اي مفاوضات قادمة؛ للتباحث حول الاتفاق النووي من جديد.

شارك