بوركينا فاسو.. حدود هشة خارجيًّا وإرهاب مستعر في الداخل
الثلاثاء 29/أكتوبر/2019 - 08:10 م
طباعة
أحمد عادل
استغل الإرهابيون في بوركينا فاسو، الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد، بعد اندلاع مظاهرات احتجاجية في العاصمة «واجادوجو»؛ حيث شن الإرهابيون هجومًا استهدف سكان قرية بوبي مينغاو، التي تقع في منطقة سوم، شمال بوركينا فاسو؛ ما أسفر عن مقتل 15 مدنيًّا على الأقل، بينما فرت أعداد كبيرة من سكان القرية نحو مدينة دجيبو، عاصمة الإقليم، التي تبعد 25 كيلومترًا عن القرية.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط- عدد الأحد 27 أكتوبر 2019- أكد مصدر أمني العثور على جثث 11 شخصًا، على الطريق الرابط بين قريتي بوبي مينغاو وبيتيلبونغو، مرجحًا فرضية أن تكون الجثث تعود إلى سكان إحدى القرى اختطفهم الإرهابيون قبل ذلك بساعات، ولم يكشف المصدر الأمني أي تفاصيل أخرى، مضيفًا أنه تم العثور على 4 جثث أخرى في منطقة قريبة، مرت منها نفس المجموعة الإرهابية المسلحة، التي تثير الرعب في أوساط السكان المحليين، وترغمهم على الفرار من قراهم نحو المدن.
بوركينا فاسو.. حدود
وبحسب وكالة فرنس براس، اجتاحت المظاهرات في بوركينا فاسو، يوم السبت 26 أكتوبر 2019؛ حيث تظاهر أكثر من عشرة آلاف شخص في العاصمة واجادوجو؛ دعمًا لقوّات الدّفاع والأمن، التي تُواجه هجمات إرهابية منذ عام 2015.
ورفع المتظاهرون، لافتات مكتوب عليها، فلنُحارب قوى الشرّ معًا، فلنطرد الإرهابيّين خارج بوركينا فاسو، متّحدون في التنوّع بمواجهة كلّ المحن، وشعب وجيش، ونصر أكيد، كما ردّد المشاركون النشيد الوطني؛ دعمًا لقوّات الأمن، ثمّ التزموا دقيقة صمت حدادًا على الضحايا، الذين سقطوا في بوركينا فاسو.
وصرح رئيس اللجنة المنظّمة للمظاهرات إيمانويل كابوري، قائلا: «نظّمنا هذا التجمّع الكبير؛ حتّى نتمكّن معًا، بدون تمييز إثني أو حزبي سياسي أو ديني، من أن ندعم قوّاتنا الدّفاعية والأمنيّة في الكفاح ضدّ الإرهاب».
وتعد منطقة شمال بوركينا فاسو، واحدة من بؤر الإرهاب الموجود في منطقة الساحل والصحراء، وينشط فيها إرهابيو القاعدة وداعش، مستغلين حالة التردي الأمني، ومستفيدة من إمكانية التنقل بحُرية وسهولة بين البلدان المجاورة، مثل مالي والنيجر، إذ اضطر عشرات الآلاف من السكان المحليين إلى الفرار؛ بسبب الهجمات المسلحة، إضافةً إلى الصراعات بين الطوائف، والتي غالبًا ما يغذيها العنف المسلح للتنظيمات المتطرفة.
شد وجذب بين القاعدة وداعش
وفي تصريح لها، قالت الدكتور أميرة عبد الحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن التنظيمات المسلحة تحاول استغلال الأوضاع المضطربة في البلاد، وانشغال قوات الأمن البوركيانية من تصاعد وتيرة المظاهرات وتأمينها؛ لذلك قامت بتنفيذ عملياتها الإرهابية.
وأكدت أميرة، أن هناك حالة من الشد والجذب بين تنظيمي القاعدة وداعش في الفترة الحالية، وهذا التنافس خلق حالة كبيرة من انتشار التنظيمات المسلحة، ومن ثم ارتفاع وتيرة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية ككل.
وأضافت، أن تلك العملية من المرجح أن يكون نفذها عناصر تنظيم داعش الإرهابي لإعلان وجودها على الرغم من مقتل زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، ويقوم بإرسال رسائل للقوي الإقليمية؛ للإعلان على التمدد والانتشار حتى وهي بدون أي قيادة لها.