اصطياد الجماجم.. مجزرة كربلاء تشعل غضب العراقيين تجاه ملالي طهران
الثلاثاء 29/أكتوبر/2019 - 10:00 م
طباعة
إسلام محمد
كربلاء .. كرب وبلاء، هكذا توصف أدبيات المذهب الشيعي، المدينة العراقية المقدسة، لدى اتباع ذلك المذهب؛ حيث شهدت المدينة مجزرة الطف، التي قتل فيها الإمام الحسين رضي الله عنه، وها هي اليوم تشهد مجزرة جديدة، قد يكون لها مأثر، يحدد مستقبل العراق الشقيق، الذي يخضع لتحكم الأذرع الإرهابية الإيرانية الشيعية.
مجزرة كربلاء
فقد أعلنت مصادر أمنية عراقية، مقتل 13 شخصًا وإصابة 865 آخرين؛ نتيجة إطلاق الشرطة النار على المتظاهرين، في كربلاء جنوب البلاد، فيما ترددت أنباء قوية عن ارتفاع العدد إلى 18 قتيلًا.
ووفقا لوكالة «رويترز»، اتهم المتظاهرون قوات أمنية خاصة، تابعة لوزراة الداخلية باستخدام العنف المفرط وإطلاق الرصاص الحى لتفريقهم، واصفين الأمر بأنه«مجزرة»، وبحسب شهود العيان، فإن «القوات الأمنية تطارد المتظاهرين داخل الأزقة القريبة من مقر محافظة كربلاء وسط المدينة، وتظل أعداد الجرحى غير معروف إلى الآن؛ بسبب استمرار ملاحقة المتظاهرين، وعدم وصول الجرحى للمستشفيات.
وكان آلاف العراقيين، خرجوا منتصف الليلة الماضية؛ لكسر لحظر التجول الذي أعلنته السلطات؛ لتوفير غطاء لقوات الأمن؛ كي تخلي ساحة التحرير، وأضافوا أنهم «يصرون على البقاء».
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، حظرًا للتجول في بغداد الذي يشمل «الأشخاص وسير المركبات والدراجات النارية والهوائية والعربات بمختلف أنواعها»، مشيرةً إلى أنه سيستمر «حتى إشعار آخر».
وكانت فتاة من بين خمسة قتلى، سقطوا يوم الإثنين، وهي طالبة طب، أُصيبت بعبوة غاز مسيل للدموع، وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 83 شخصًا في الموجة الثانية من الاحتجاجات، التي تجددت منذ مساء الخميس.
كما أُصيب 865 بعد إطلاق الشرطة العراقية النار والقنابل المسيلة للدموع على متظاهرين ليلًا في مدينة كربلاء، وبلغت حصيلة القتلى في بغداد وحدها، منذ مساء الخميس 26 متظاهرًا، غالبيتهم أُصيبوا بقنابل الغاز المسيل للدموع في الرأس، بحسب مفوضية حقوق الإنسان في العراق.
حكومة بغداد
وكتب رئيس الوزراء على صفحته على فيسبوك، أنه أكد للممثلة الخاصة للأمين العام في العراق جانين هينيس-بلاسخارت، أن أفراد قوات الأمن قد أعطوا «توجيهات صارمة لحماية حق الاحتجاجات السلمية».
وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عددًا من المتظاهرين، وقد اخترقت القنابل المعدنية التي تطلقها القوات الأمنية، جماجمهم.
وأطلقت قوات الأمن العراقية، قنابل الغاز؛ لمواجهة طلاب الجامعات والمدارس، الذين انضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في بغداد، بحسب تقارير.
وتحدى الطلاب السلطات التعليمية، بمقاطعة فصولهم الدراسية للمشاركة في المظاهرات، بالرغم من تحذير السلطات من تعطيل الدراسة.
وأظهرت تسجيلات مصورة، نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوات الأمن، تطلق الغاز المسيل للدموع على طلاب، في أحد أحياء بغداد، مع انتشار الاحتجاجات إلى جيوب أخرى بالعاصمة، كما أظهرت تسجيلات أخرى مجموعة من الطالبات يركضن ويصرخن، وانضم الطلاب في خمس محافظات أخرى، معظمها في الجنوب، للتظاهرات.
وصوت البرلمان العراقي، على تشكيل لجنة لتعديل الدستور، كما صوت على إلغاء مخصصات وامتيازات الرئاسات الثلاث، الجمهورية والحكومة والبرلمان، وأتى هذا الاجتماع على وقع التظاهرات، التي تجددت في البلاد، يوم الإثنين؛ حيث خرج آلاف الطلاب إلى الشوارع في بغداد ومحافظات جنوبية عدة.
وأطلقت قوات الأمن العراقية، الغاز المسيل للدموع على طلاب بالمدارس والجامعات، تحدوا تحذيرات رئيس الوزراء، وشاركوا في الاحتجاجات.
ملالي طهران
من جهته، قال محمد عبادي الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن ايران هي المقصودة بكل تلك الاحتجاجات والتظاهرات؛ لأن السلطة في العراق تتلقى أوامرها من ملالي طهران، ولا تستطيع مخالفتهم، لأنهم هم الذين اختاروا القيادات العراقية الحالية، كما أن أذرع إيران المسلحة تتحكم في المشهد، بعيدًا عن الجيش العراقي
وأضاف الباحث في تصريحاته، أن آلاف المحتجين العراقيين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، يتحدون الحملة الأمنية الدامية بأجسادهم، وهذا يجسد رفض الشعب العراقي للمشروع الإيراني في المنطقة.