بحفنة دولارات.. إيران تبيع أمنها القومي تحت ضغط العقوبات الأمريكية
الثلاثاء 29/أكتوبر/2019 - 11:03 م
طباعة
إسلام محمد
بعد تعرضه لأزمة اقتصادية كبيرة؛ بسبب العقوبات الأمريكية المفروضه عليه منذ 2018، لجأ نظام الملالي إلى حيلة جديدة؛ لجني الأموال، وهي الإفراج عن معارضين، مقابل دفع إتاوات باهظة، تقدر بمليارت الريالات.
ومن العجيب، أن تلك الحالات شملت محكومين بقضايا تمس الأمن القومي للبلاد، بحسب الإعلانات الرسمية، ولم تقتصر على قضايا مالية بسيطة.
وجاءت أبرز، تلك الحالات التي أفرج عنها القضاء الإيراني ممثلة في سبيدة جوليان التي أُوقفت في يناير 2019، وهي ناشطة دعمت إضرابًا في أحد معامل السكّر الرئيسية في البلاد، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الطلابية «إسنا»، شبه الرسمية السبت 26 أكتوبر 2019، وأُطلق سراحها بعد دفع كفالة مالية قدرها 15 مليار ريال «108 آلاف يورو»
وذكرت تقارير إيرانية «في وسائل التواصل الاجتماعي»، أن القضاء أفرج بشكل مؤقت عن عدد من المعتقلين في الاحتجاجات العمالية بكفالات مالية كبيرة، ومن أبرز هؤلاء النشطاء المفرج عنهم، «سبيده جوليان، وعاطفه رنغريز، ومرضيه أميري، وساناز الهياري، وأمير أميرقلي، ومير حسين محمدي فر».
جوليان وإضراب السكر
وقد أُوقفت جوليان للمرة الأولى نهاية 2018، بعد أن أعلنت دعمها لمضربين في معمل السكر، الذي يقع على بعد 500 كم جنوب العاصمة طهران، والذين طالبوا بدفع متأخرات رواتبهم، وكانوا يحتجّون أيضًا على ما وصفوه بأنه أنشطة إجرامية مفترضة من جانب أصحاب المعمل الجدد.
وفي يناير 2019، أكد منظمو الإضراب، أنهم تعرّضوا للتعذيب أثناء اعتقالهم، وأُوقفت الناشطة من جديد حينها وشكت من تعرضها للتعذيب أيضًا.
وذكر التليفزيون الرسمي، أن الناشطة أقرّت بأن لديها علاقات مع ناشطين في أوروبا، وهدفها «الإطاحة بالدولة»، وبث التلفاز برنامجًا وثائقيًّا استعملت خلاله جزءًا من الاعترافات المسجلة مسبقًا مع النشطاء العماليين والمدنيين، ونسبت إلیهم تهمًا مختلفة بما فيها العلاقة مع مجموعات خارج البلاد.
وعقب بث هذا الفيلم الوثائقي، أصدر عدد من النشطاء المدنيين بيانًا، أدانوا فيه ممارسة القمع والتعذيب الممنهجين في السجون الإيرانية، معلنين عن دعمهم لضحايا التعذيب والاعترافات القسرية.
ويأتي الإفراج عن جوليان من سجن قرجك ورامين، بعدما أصدرت المحكمة في سبتمبر 2019، حكمًا عليها بالسجن لمدة 18 سنة.
وكانت نشرت، في الأيام الأخيرة، تسجيلًا صوتيًّا تم تسريبه من داخل السجن، أعلنت خلاله تعرضها للتعذيب وممارسة الضغوط على أسرتها، كما أعلنت إضرابها عن الطعام؛ احتجاجًا على أوضاعها في السجن، وتحدثت عن الاعتقالات المتكررة، التي يواجهها إخوتها، كما اكدت منع أهلها من زيارتها، قائلة: «أريد أن يعرف الناس أي ظلم يجري ضدنا».
كما تم الأُفراج أيضًا، السبت، عن ناشطة أخرى هي عاطفة رانغريز كانت اعتُقلت؛ لمشاركتها في الإضراب في المعمل نفسه، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إسنا» وهي وكالة شبه رسمية.
إدانة دولية
جدير بالذكر، أن المشرعين الأوروبيين، أدانوا انتهاك النظام الإيراني لحقوق الإنسان وتصدير الإرهاب، خلال اجتماع مجموعة أصدقاء إيران الحرة، التي تضم عددًا كبيرًا من أعضاء البرلمان الأوروبي، من مختلف المجموعات السياسية، خلال مؤتمر عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل الأربعاء الماضي، حضره أكثر من 30 عضوًا في البرلمان الأوروبي وعشرات من المساعدين والمستشارين البرلمانيين، وتحدثوا عن حالة حقوق الإنسان في إيران، والدور المدمر للملالي في المنطقة وفي رعاية الإرهاب الدولي.
بيع الأمن القومي بالمال
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإيراني محمد علاء الدين: إن تلك الإجراءات تعكس عدم مصداقية التهم الملصقة بالنشطاء المفرج عنهم؛ لأنه من غير المعقول أن يتم التنازل في قضايا تمس الأمن القومي للبلاد بهذه السهولة، مقابل المال، ولكن الجميع يعلم أن التهم عادة ما تكون ملفقة من نسج خيال موظفي وجلادي النظام، وإلا فهو بيع للأمن القومي بثمن بخس، ففي الحالتين، فإن الواقعة تمثل إدانة ودليلًا على فساد النظام
وأضاف، أن العالم عليه، أن يعترف بحقوق الشعب الإيراني في مقاومة وتغيير الديكتاتورية وإقامة الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران، والتخلص من سيطرة الملالي، الذين ثبت فسادهم بالقطع واليقين.