في ظل تشدد طالبان.. زلماي يكافح لاستعادة مسار المفاوضات الأفغانية

الأربعاء 30/أكتوبر/2019 - 01:09 م
طباعة في ظل تشدد طالبان.. نهلة عبدالمنعم
 
كشفت وكالة «فرانس برس»، الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، عن ترحيب أمريكي باقتراح الصين، حول استعداد بكين استضافة محادثات بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية؛ تمهيدًا لإقرار سلام شامل ودائم بالمنطقة.
ففي إطار المساعي الدولية لإنهاء أزمة أفغانستان، سافر المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان، زلماي خليل زاده إلى كابول في 27 أكتوبر 2019، والتقى بالرئيس أشرف غنى، حيث تباحث الطرفان حول ملف السلام وموقف الحكومة الأفغانية من المباحثات، إذا استئنفت.

بيان الخارجية الأمريكية
واستكمالًا للجهود الدبلوماسية الأمريكية، اجتمع زاده مع مسؤولي حكومات الصين وباكستان وروسيا، وذلك على مدار يومين 24 و25 أكتوبر 2019 في موسكو؛ لبحث أطر التعاون فيما بينهم؛ من أجل إحلال السلام في أفغانستان وإنهاء الأزمة الأمريكية بالمنطقة، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب، توقف مباحثات السلام مع الحركة المتطرفة.
ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية في 28 أكتوبر 2019، البيان المشترك الذي انتهت إليه الدول الأربعة وجاء نصه كالتالي:
إن الاجتماعات الدولية التي تمت بشأن أفغانستان، استندت على احترام كامل لسيادة الدولة والرغبة الحقيقية في سلامتها الإقليمية وأمان شعبها، مع إقرار الدول بحق الشعب الأفغاني في إنهاء الحرب الدائرة على أرضه، وإحلال سلام شامل للمنطقة.
كما استعرضت الدول المجتمعة الوضع الحالي في البلاد، وماهية الوسائل السياسية المفضل استخدامها؛ لإنهاء الأزمة، مؤكدين أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم، إلا من خلال تسوية سياسية متفاوض عليها، مع ضرورة الالتزام بالعمل مع الحكومة الأفغانية، إلى جانب «طالبان» أيضًا؛ من أجل الوصول إلى اتفاق سلام، يشمل الجميع ويمنح الأمن للأفغان، ويسهم في الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي.
ولأجل تهيئة بيئة مواتية للمفاوضات، يجب على جميع الأطراف الحد من العنف فورًا، والالتزام بوقف إطلاق النار أثناء المفاوضات الأفغانية؛ لتمكين المشاركين من التوصل إلى اتفاق بشأن خريطة طريق سياسية لمستقبل أفغانستان.
علاوة على ذلك، طالبت الدول المجتمعة طالبان والحكومة الأفغانية، بإطلاق سراح أعداد كبيرة من السجناء؛ لبداية المفاوضات، وضمان إصدار اتفاق سلام يتضمن حماية حقوق الجميع بمن فيهم النساء والأطفال والأقليات، ويمنح البلاد القدرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتطبيق مبدأ سيادة القانون.
ودعوا الحكومة وطالبان إلى تقديم ضمانات واضحة؛ لعدم توظيف الإرهابيين الدوليين لإيذاء أو تهديد مصالح أي دول أخرى، إلى جانب عدم تحول أراضي البلاد لمعسكر كبير؛ لتدريب المسلحين المتطرفين، والاشتراك في مكافحة المخدرات وإيقاف الاتجار بها.
وفي نهاية البيان، وجهت الدول المجتمعة الشكر لموسكو على استضافة اجتماعات البحث في خارطة السلام الأفغانية، إلى جانب التأكيد على الدور المهم لبكين، إذا ما تم بالفعل إتمام لقاءات المسؤولين الأفغان والحكومة وقيادات طالبان على أرضها لإنهاء الأزمة.

موقف طالبان
يتضح مما سبق، حرص الدولة الأمريكية ودول المنطقة على إنهاء الحرب في أفغانستان، واستعادة مسار المفاوضات مرة أخرى، مع طالبان، ولكن ما هو رد الجماعة حتى الآن.
فإزاء هذا الاجتماع الرباعي، وما تلاه من ردود فعل أفغانية ودولية، تجاه عودة المفاوضات، أصدرت الحركة بيان في 29 أكتوبر 2019، أشارت من خلاله إلى أن أحاديث البعض حول عودة مفاوضات السلام بشكل منفصل عن إنهاء الاحتلال الأجنبي لأفغانستان، هو أمر مضطرب أنتجته أفكار سلبية وبالية.
إذ أكدت الحركة عبر البيان الرسمي لها، أن إنهاء الاحتلال هو أمر شرطي وأساسي؛ للدخول في أي عملية سلام، منتقدين تشبيه الحكومة لهم على انهم حركة تمرد بل أنهم –وفقًا للبيان- يدافعون عن البلاد ضد الاستعمار الأجنبي.

أزمة ثقة
تعليقًا على ما وصل إليه المشهد الأفغاني من تعقد، قالت أستاذة السياسة المتخصصة في الشأن الأسيوي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ: إن الأزمة في المصالحة الأفغانية أو إتمام عملية السلام بين طالبان وبقية الفصائل، وحتى واشنطن؛ لأن الأزمة باتت أزمة ثقة.
وأشارت نورهان في تصريح لها إلى أن موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه إنهائه للمفاوضات مع طالبان وإفصاحه عن بعض البنود آنذاك أدى إلى عدم ثقة كبير لدى طالبان تجاه واشنطن، وباعتبار الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر فعالية على الأرض في أفغانستان، فإن موقفها هو الأهم؛ لإتمام عملية السلام.
وتوقعت الشيخ أن عودة مسار المفاوضات مرة أخرى، سيكون أمر صعب وسيأخذ وقتًا أطول على الرغم من الجهود الروسية والصينية الجيدة في هذا الملف، ولكن الأهم لطالبان هو رؤية الولايات المتحدة تجاه طالبان.   

شارك