في الذكرى 96 لتأسيس الجمهورية التركية.. أردوغان يورط أنقرة بـ«الخلافة» المزعومة

الأربعاء 30/أكتوبر/2019 - 01:21 م
طباعة في الذكرى 96 لتأسيس سارة رشاد
 
لا تمر الذكرى 96 لتأسيس الجمهورية التركية التي يحتفل بها الأتراك، الثلاثاء 29 أكتوبر، مجردة؛ إذ تحل وفي الخلفية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أطلقها قبل أسبوع بمدينة إسطنبول، وأثار بها جدلًا لم ينته صداه بعد.
فخلال كلمته بمنتدى   (TRT World) 21 أكتوبر 2019، وأمام الشاشات، قال أردوغان إن  «تركيا لا تتحمل مسؤوليتها في موقعها وجغرافيتها فقط، وإنما في كل أنحاء العالم، ونستخدم كل القدرات الموجودة، ولهذا السبب نحن في سوريا، ولهذا السبب نحن في أفريقيا وليبيا والبلقان وأفغانستان، في جميع أنحاء جغرافيتنا القديمة، لهذا السبب نستجيب لمن يمدوا لنا أياديهم».

في الذكرى 96 لتأسيس
وتسبب حديث أردوغان عن «الجغرافيا القديمة»، والمقصود بها «حدود الدولة العثمانية» في إثارة غضب الدول التي يتدخل أردوغان في مشهدها السياسي، إذ وصف البرلمان الليبي على سبيل المثال خطاب الرئيس التركي بالاستعماري، فيما رفضت قبائل ليبية حديث أردوغان عن حق تركي قديم في ليبيا.
ولتهدئة المشهد، زعمت منصات إعلامية محسوبة على أنقرة في تقاريرها أن حديث الرئيس التركي قد تم تحريفه، ومن ثم لم يكن يقصد الإشارة إلى الإرث العثماني، إلا أن تقريرًا حديثًا أعدته صحيفة «يني شفق» اليومية المقربة من النظام التركي، بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية التركية، دعم ما نُسب للرئيس التركي.
وجاء بتقرير الصحيفة حديث للرئيس التركي عن ماهية تركيا من وجهة نظره، قائلًا «النظر لتركيا على أنها دولة فقط هو نظر خاطئ بالطبع، تركيا تعني أواسط أوروبا وأعماق أفريقيا»، متابعًا: «تركيا تعني مليار و700 مليون إنسان يعيشون في العالم الإسلامي».
وتتسبب الرؤية الأردوغانية للدولة التركية في جلب انتقادات واسعة له، إذ تتهمه المعارضة التركية باللعب بمصير البلاد من أجل تحقيق حلمه في «الخلافة الإسلامية».

 في الذكرى 96 لتأسيس
ويصف نواز صواش، المعارض التركي المقيم في مصر، حلم أردوغان في عودة الخلافة بـ«العنتري»، قائلًا  إن تركيا تدفع ثمن الطموحات غير الواقعية للرئيس التركي.
ويرى في ذكرى تأسيس الجمهورية التركية أن أردوغان وحزبه لم يحترموا معايير هذه الجمهورية، مشيرًا إلى إنه انقلب عليها، لكنه يتمسك بها شكلًا فقط.
وأوضح أنه من المضحك أن يدافع أردوغان عن الجمهورية والعلمانية التركية في حين إنه لا يكف عن استدعاء الهوية الدينية في خطاباته، وتقديمه لنفسه كما وأنه محامي المسلمين.
يشار إلى أن حزب الرئيس التركي حزب العدالة والتنمية قد تعرض، في يونيو الماضي، لخسارة في الانتخابات المحلية بمدينة إسطنبول.
قال المعارض التركى جواد كوك: إن نتائج الانتخابات تؤكد رفض الأتراك لتعامل أردوغان معهم كعثمانيين جدد، لافتًا إلى أن حلم إعادة الدولة العثمانية بحسب تصريحات سابقة له له لا يوجد إلا في عقل الرئيس وحزبه، وهذا يحمل الشعب التركي أعباء كبيرة.
وتحتفل الولايات والمدن، بعيد الجمهورية برفع الأعلام التركية في الشوارع، فيما ستقام مراسم رسمية للاحتفال بمشاركة رئيسي البرلمان مصطفى شنطوب والجمهورية رجب طيب أردوغان، إلى جانب إقامة فعاليات شعبية بمشاركة مئات الآلاف من الشعب.
وتحتفل تركيا في نفس اليوم من كل عام، إذ يوافق إعلان الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك تأسيس الجمهورية التركية وانتهاء حرب الاستقلال عام 1923.

شارك