تصعيد تركي خبيث.. أردوغان يهدد بتوسيع الحرب في سوريا
الأربعاء 30/أكتوبر/2019 - 01:31 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتبع أساليبه الإجرامية في التهديد والتصعيد ضد أكراد سوريا، حيث هدد أردوغان، بتوسيع المنطقة الآمنة في سوريا باتفاق مع واشنطن، إذا تطلبت الضرورة ذلك، مؤكداً استعداد تركيا لإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد الأكراد.
وشن الجيش التركي علي مدار أسبوعين هجوما على "وحدات حماية الشعب"، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، لإبعاد هذه الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيمات إرهابية، عن الحدود الجنوبية لتركيا، ثم توقفت العمليات بعد اتفاق مع الولايات المتحدة.
واشتبكت أمس القوات التركية لأول مرة مع قوات الجيش السوري، حيث كشفت مصادر سورية عن وقوع اشتباكات بين الجيش السوري والقوات التركية في مدينة رأس العين الحدودية، فيما أعلن الجيش التركي أن قواته تعرضت لهجوم من قبل قوات كردية.
يأتي ذلك بعد مقتل وجرح العشرات منهم حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء، بأن قوات النظام اشتبكت مع القوات التركية والفصائل الموالية لها جنوب مدينة رأس العين في أول صدام مباشر بين الطرفين.
كما أكد المرصد أن طائرات روسية عاودت قصف منطقة خفض التصعيد في ريف إدلب الجنوبي.
وأشار المرصد أن الاشتباكات تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محور الأسدية جنوب مدينة رأس العين (سري كانييه)، بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من طرف، وقوات النظام من طرف آخر.
ورافق الاشتباكات قصف واستهدافات متبادلة، في هجوم ينفذه الأول من المحورين الشمالي والغربي، وذلك بغطاء من قبل طائرات مسيرة تركية، وسط تحليق لطائرات حربية تركية في سماء المنطقة.
كما أشار المرصد إلى تعرض المنطقة لقصف صاروخي تنفذه القوات التركية، حيث أصيب 6 عناصر من قوات النظام بقصف مدفعي تركي على المنطقة.
في السياق نفسه، قتل قيادي في فصيل ما يعرف بـ"فيلق المجد" الموالي لتركيا، وأصيب أكثر من 7 آخرون من الفصيل بجراح متفاوتة، جراء انفجار لغم بسيارة تابعة لهم على محور تل أبيض شمال مدينة الرقة.
بدوره، قال المرصد إنه رصد استمرار الاشتباكات بوتيرة عنيفة في منطقة أبو رأسين الواقعة بين تل تمر ورأس العين، بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام من جانب، والفصائل الموالية لتركيا من جانب آخر، وذلك في هجوم متواصل من قبل الأخير بغطاء صاروخي وناري مكثف وعنيف ودعم من طائرات مسيرة تركية.
كما أشار إلى أن الاشتباكات تتركز على محاور العريشة وباب الخير وأم عشبة، فيما وثق المرصد السوري مقتل 7 عناصر من قوات النظام وإصابة أكثر من 14 آخرين بجراح متفاوتة، جراء القصف والاشتباكات بالمنطقة، كما قتل 4 عناصر من الفصائل في الاشتباكات ذاتها.
وكان زعم أردوغان أمس الثلاثاء، أن أي دولة غير تركيا تدّعي أن ما يشغلها في المسألة السورية هو حقوق الإنسان وأرواح الأبرياء ومستقبل الشعب فهي "كاذبة" على حد تعبيره.
وأضاف: "في الأسبوعين الأخيرين تبين مرة أخرى أن الهدف الأساسي لجميع المهتمين بسوريا، باستثناءنا، هو السيطرة على الموارد النفطية. المفهوم البدائي، الذي يعتبر قطرة النفط أكثر قيمة من قطرة دم، يتجلى أمامنا عاريا".
ولفت الرئيس التركي إلى أن "سوريا أصبحت على وجه خاص ميدانًا للصراع ومادة للمساومة بين القوات التي لديها أطماع حول المنطقة.. أينما نذهب، أبصارنا تتوجه إلى قلوب الناس فقط، وليس للثروات على باطن الأرض أو ظاهرها".
وكان لقوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية، دورا أساسيا في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بعد بدء العملية العسكرية التركية في سوريا، لكن ترامب لمح إلى أنه سيعقد اجتماعه المقرّ مع أردوغان 13 نوفمبر المقبل في البيت الأبيض.