بداية سقوط دولة الملالي.. صراع خفي بين خامنئي وروحاني

الأربعاء 30/أكتوبر/2019 - 02:55 م
طباعة بداية سقوط دولة الملالي.. أميرة الشريف
 
يبدو أن الصراع الخفي بين المرشد الأعلي الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري وبين الرئيس حسن روحاني من جهة أخري بدأت "روائحة تفوح"، وخاصة بعد تقرير مجلة فورين بوليسي الأمريكية والتي قالت إن صراعًا خفيًا بدأ يتصاعد ويحتدم بين المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري من جهة، والرئيس حسن روحاني من جهة أخرى، معتبرة أنه يمكن أن يخرج عن السيطرة.
ولفتت المجلة في تقرير نشرته أمس الثلاثاء إلى خطاب لخامنئي بداية أكتوبر الجاري دعا فيه الحرس الثوري للاستعداد لأحداث كبيرة، معتبرة أنه كان يشير إلى محاولات داخلية لتحجيم قدرات الحرس في حماية الثورة.
وأشار التقرير، الذي كتبه اليكس فاتاناكا وهو مفكر هولندي من أصول إيرانية، إلى تصريحات روحاني الأخيرة التي قال فيها إنه لم يحقق الكثير لأن صلاحياته محدودة وإنه لن يكون بمقدور إيران تنفيذ إصلاحات ما لم تتم إعادة توزيع السلطة.
ورأى الكاتب أن تلك التصريحات تستهدف بشكل أساسي خامنئي والحرس الثوري وأنه يحاول أن ينأى بنفسه عن المرشد الأعلى والحرس بهدف تعزيز صورته على أنه شخصية معتدلة يمكن أن تكون مختلفة في حال نجح في خلافة خامنئي بعد وفاته.
وذكر الكاتب أن خامنئي عندما ألقى خطابه كان يفكر بالإصلاحيين الذين يأملون بحدوث انقسام ومواجهات داخل النظام من أجل تقوية معارضتهم لطبيعة النظام الثوري الذي يقوده المرشد الأعلى بدعم من الحرس الثوري.
وأعرب عن اعتقاده بأن الشارع الإيراني يفسر كلمات خامنئي على أنها دعوة لجنرالات الحرس الثوري إلى أن يكونوا حراس الثورة دائمًا وأن يتصرفوا على هذا الأساس، ما يعني أن أي فريق يحاول معارضتهم سيتم اتهامه بأنه عدو للثورة.
وقال الكاتب في تقريره إن إعطاء الضوء الأخضر للحرس الثوري لمواجهة خصومهم لا يخلو من المخاطر لأن الخلافات المتصاعدة والاتهامات اليومية المتبادلة بين روحاني والحرس الثوري توحي بأنها منافسة حقيقية يمكن أن تخرج عن السيطرة.
وبين التقرير أن الحرس الثوري اليوم بات ينظر إليه على أنه رمز القمع والتعسف في إيران، خاصة أن عددًا من قادته الكبار متورطون في فضائح سياسية وقضايا فساد، وعلى أنه أصبح العقبة الرئيسة لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.
وختم التقرير بالقول يبدو أن خامنئي يريد من الحرس أن يكونوا في وضع هجومي داخل وخارج إيران… والسؤال الآن هو عما إذا كان الحرس سيزيد ضغوطه ومواجهاته مع حكومة روحاني والشعب الإيراني أو سيبدأ بالتفكير في معادلة جديدة للحفاظ على مصالحه السياسية والاقتصادية بعد رحيل خامنئي.

شارك