جرائم حرب تلاحق أردوغان.. مقتل وإصابة العشرات جراء «نبع السلام»
الأربعاء 30/أكتوبر/2019 - 03:41 م
طباعة
محمد عبد الغفار
حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحقيق مطامعه في الشمال السوري، وذلك عبر تغيير ديموجرافيتها كما فعل بعد عملية غصن الزيتون، أو من خلال العمليات العسكرية والتي كان آخرها «نبع السلام»، 9 أكتوبر 2019.
وخلفت العملية العسكرية التركية في الشمال السوري وراءها عددًا من الضحايا، ما نتج عنها اتهام أنقرة بتنفيذ جرائم حرب، ممثلة في استخدام سلاح الفسفور الممنوع دوليًّا ضد المدنيين، وهو ما دفع دول غربية إلى بدء التحقيق بهذه الجرائم.
مرصد سوري يرصد الجرائم
وسعت العديد من الجمعيات والجهات الأهلية إلى رصد جرائم الحرب التي ارتكبها النظام التركي في عملية نبع السلام، ومنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي كشف عن الأوضاع في شمال سوريا قبيل ساعات من انتهاء المهلة التركية لوقف إطلاق النيران.
وأكد المرصد في بيانه، الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، أن الاشتباكات تتواصل في المنطقة ما بين تل تمر ورأس العين، وذلك ما بين قوات الجيش السوري من جهة، والقوات التركية والميليشيات الإرهابية الموالية لها من جهة أخرى، والتي تحاول قطع طريق أبو راسين – تل تمر، بهدف التقدم إلى جنوب وشرق مدينة رأس العين.
بينما تواصل القوات السورية استكمال انتشارها على الطول الحدودي الواصل ما بين منطقتي عمودا والدرباسية، في شرق مدينة رأس عين، وفقًا لاتفاقها مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وصد القصف الصاروخي المكثف للطائرات التركية المسيرة.
وأشار المرصد في بيانه إلى أن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني منذ بدء العملية العسكرية التركية، الأربعاء 9 أكتوبر 2019، حيث نزح هؤلاء من بلداتهم وقراهم، مع تواصل عملية نزوح المدنيين في مناطق تل أبيض وعين عيسى ورأس العين والدرباسية وطول منطقة شرق الفرات حيث الشريط الحدودي مع تركيا، حيث توجد أوضاع إنسانية صعية.
ورصد المرصد السوري مقتل 130 مدنيًّا نتيجة القذف العشوائي للقوات التركية على شمال سوريا، قتل 33 منهم في غارات تركية على مبانٍ مدنية في محيط مدينة رأس العين، وبينهم طاقم صحفي يعمل في جريدة محلية و4 فرق طبية، و28 طفلًا تم استهدافهم من قبل الرصاص الحي لقناصة تابعين للميليشيات الإرهابية الموالية لتركيا.
وفي مدينة القامشلي، أسفرت الغارات التركية عن مقتل 6 مدنيين، بينهم طفل ورجلان مسنان و7 من مواطني الإدارة الذاتية، بينما قتل 3 مدنيين تم قنصهم عبر ميليشيات إرهابية في المنطقة بمدينة الدرباسية.
واستهدفت الميليشيات الإرهابية الموالية للنظام التركي قرية الفارات شمالي مدينة منبج، ما أسفر عن مقتل مدنيين وطفلة جراء القصف الصاروخي، وتنشط الميليشيات التركية في مناطق مختلفة داخل الشمال السوري لدعم القوات التركية في دخول هذه المناطق.
بيانات سابقة
لم يكن بيان المرصد السوري لحقوق الإنسان هو الأول من نوعه لتوثيق جرائم الهجوم التركي على الشمال السوري، حيث أعلن جوان مصطفي، الرئيس المشترك لهيئة الصحة بشمال وشرق سوريا، أن الهجوم التركي أسفر عن مقتل 235 مدنيًّا بينهم 22 طفلًا، وإصافة 677 آخرين، بالإضافة إلى استهداف مناطق طبية في مدينة سرية كانية رغم وجود العشرات من القتلى بها.
كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في بيان رسمي، السبت 19 أكتوبر 2019، عن استهداف القوات التركية لمسجد سرية كانيه الكبير في مدينة رأس العين بواسطة الصواريخ، ونشرت فيديو يبرز آثار الهجوم التركي عليه.