الخوف من المجهول السياسي.. مأزق حزب الله بعد استقالة «الحريري»

الخميس 31/أكتوبر/2019 - 02:55 م
طباعة الخوف من المجهول معاذ محمد
 
قدم سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، استقالته إلى الرئيس ميشال عون، مؤكدًا أنه «وصل إلى طريق مسدود»، رغم المحاولات التي بذلها للوصول إلى حلول ترضي المتظاهرين في بلاده.

وجاءت هذه الاستقالة بعد 13 يومًا، من التظاهرات اللبنانية، والتي انطلقت في 17 أكتوبر 2019؛ ردًّا على نية الحكومة فرض ضرائب جديدة، بعضها على تطبيق التواصل الفوري «واتساب»، بواقع 25 سنتًا يوميًّا.

في أول كلمة له، في 19 أكتوبر 2019، عقب اندلاع التظاهرات اللبنانية، قال حسن نصر الله، زعيم حزب الله: «نحن لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية، إذا استقالت هذه الحكومة يعني ما في حكومة مش معلوم يصير حكومة، سنة وسنتين؛ لذلك نحن نقول لتستمر هذه الحكومة، لا نضيع وقتنا لا بانتخابات نيابية مبكرة ولا بحكومة سياسية جديدة، هذا برأينا هو المسار السياسي الممكن».

أوكدت وسائل إعلام لبنانية، الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، قيام عناصر من «حزب الله، وحركة أمل»، بالاعتداء على المتظاهرين في منطقة الرينج ببيروت، وحطموا جميع الخيم في ساحة الشهداء.

من جهته، قال خالد الدخيل، الكاتب السياسي السعودي: إن استقالة سعد الحريري، تعد ردًّا حصيفًا على «رفض حسن نصرالله لها، وتهديده، بأنه لا يمكن للحريري الاستقالة؛ هروبًا من المسؤلية»، متابعًا، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «وكأن زعيم الحزب، ليس المسؤل الأول بسلاحه عن فساد وشلل الحكومة».

واعتبر أحمد الجارالله، رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية، أن «الحريري» عصى أمر إيران، مؤكدًا في تغريدة له عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن هذه هي الرجوله العربية، وأن تهديد عميل إيران حسن نصر الله قد سقط.

وأضاف «الجار الله»: «كنا متمنيين من الحريري إستقالة مسببة؛ ليقول لنا: من يحكم لبنان؟ ليقول لنا من هو نصرالله؟، وماذا تريد إيران من لبنان؟».

من جهته، قال مكرم رباح، الباحث السياسي اللبناني، إن استقالة سعد الحريري ستؤثر بالتأكيد على حزب الله من خلال عدة أوجه، موضحًا في تصريح لـ«المرجع» أن الإصرار على عدم مشاركة جبران باسيل، وزير الخارجية السابق، في الحكومة المقبلة من قبل الحراك الثوري، يضغف الحزب.

وأكد «رباح» أن استعمال حزب الله للعنف في شوارع بيروت، أثبت للشعب أنه ليس تنظيمًا سياسيًا بل مليشيا ضمن المحور الإيراني.

وأشار الباحث السياسي، إلى أن «الحريري» سيتجه إلى تشكيل حكومة جديدة في حال تعامل «إيران وحزب الله» مع هذا الطرح، متابعًا: «ولكن على ما يبدو أن هذا الأمر لن يكون سهلًا».

يذكر أن جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني السابق، تجمعه علاقة وطيدة بـ«حزب الله»، ويعدون من أكبر الداعمين له.

شارك