إيواء الإرهابيين.. إيران تحمي المطلوبين دوليًّا وترفض تسليمهم لدولهم
الخميس 31/أكتوبر/2019 - 02:59 م
طباعة
نورا بنداري
يوم تلو الآخر، تنكشف جرائم نظام الملالي، وتعلم كافة دول العالم، أن هذا النظام يدعم ليس فقط الجماعات الإرهابية، بل إنه يقوم بإيواء مرتكبي العمليات الإجرامية، وهذا ما كشف عنه النائب العام الهولندي وفقًا لصحيفة «تلغراف» الهولندية في 28 أكتوبر الجاري، أن جهاز الأمن الإيراني يحمي ويأوي المدعو «رضوان تاغي» مدبر اغتيال معارضين إيرانيين على الأراضي الهولندية، وتأويهم إيران حتي لا تستطع الدول أن تقبض عليهم ومن ثم معرفة العديد من الأسرار والتي من أهمها أن نظام الملالي وراء هذه العمليات الإرهابية.
كما توصلت السلطات الهولندية إلى أن المدعو «رضوان تاغي» مدبر اغتيال معارضين إيرانيين على الأراضي الهولندية، موجود تحت حماية نظام الملالي في طهران؛ حيث كشف النائب العام الهولندي- وفقًا لصحيفة «تيليجراف» الهولندية- بعدد الإثنين في 28 أكتوبر ا2019، أن جهاز الأمن الإيراني يحمي «تاغي» وغيره من المتورطين بجرائم تتعلق بالأمن القومي الهولندي، وتأويهم إيران؛ حتى لا تستطيع دولهم أن تقبض عليهم، ومن ثم معرفة العديد من الأسرار، والتي من أهمها، أن نظام الملالي وراء هذه العمليات الإرهابية.
يذكر أن «تاغي» «مغربي الجنسية» متورط في تدبير اغتيال «محمد رضا صمدي كلاهي»، المقرب من منظمة «مجاهدي خلق»، الذي قتل في مدينة ألميره، قرب العاصمة أمستردام عام 2015، وكان مصدر رفيع من النيابة العامة الهولندية-حسب «دي تيليجراف»- قد أوضح أن « تاغي» ينحدر من مدينة بنسليمان بالمغرب، واستوطن هولندا كمعقل له؛ للاتجار الدولي في المخدرات وتهريب وتبييض الأموال والقتل، ويلاحق بتهم تتعلق بتهريب المخدرات وتبييض الأموال، وارتكاب جرائم مختلفة.
وأشارت الصحيفة الهولندية، أن «تاغي» مطلوب من قبل السلطات الهولندية والمغربية أيضًا، ولديه عدة عناوين في إيران، ويتنقل من بينها تحت حماية أجهزة استخبارات طهران، وتعتقد السلطات الهولندية أن «تاغي» عضو في «كارتيلات» المخدرات في أوروبا، التي تسيطر على نحو ثلث تجارة الكوكايين.
على صعيد آخر، كانت هولندا قد طردت اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين في 2018، بتهمة التورط- مع المخابرات الإيرانية- في التخطيط لاغتيال اثنين من المعارضين الإيرانيين، اللذين يحملان الجنسية الهولندية والمنضمين لمنظمة «مجاهدي خلق»، أحدهما «محمد رضا صمدي كلاهي»، والثاني القيادي الأهوازي «أحمد مولى النيسي»، الذي قتل أمام منزله في مدينة لاهاي الهولندية في نوفمبر 2017، ونتيجة لذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات في ديسمبر 2018، ضد قسم الشؤون الداخلية بوزارة الاستخبارات الإيرانية على خلفية قيامها بتنفيذ اغتيالات لمعارضين إيرانيين في هولندا، ومحاولات تفجير واغتيال أخرى ضد أعضاء «مجاهدي خلق» في فرنسا والدنمارك.
أوضح «أحمد قبال» الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أحد حلقات الكشف عن تحقيقات تجريها أطراف أوروبية؛ للوصول إلى شبكات الحرس الثوري المكلفة بتنفيذ عمليات اغتيال بحق المعارضين الإيرانيين، و ما كشفته صحيفة «تيليجراف» الهولندية بشأن إيواء إيران لمدبر اغتيال معارضين إيرانيين على الأراضي الهولندية، يؤكد اتساع نطاق عمليات الحرس الإيراني، واعتماده على تجنيد خلايا من جنسيات مختلفة، خاصة من دول المغرب العربي، الأكثر وجودًا في الدول الأوروبية، والأبعد عن دوائر التحقيق والمؤسسات الأمنية.
ولفت «قبال» إلى أنه من الملاحظ، أن تقرير الصحيفة أعقب الكشف منذ أيام عن خلية إيرانية في ألبانيا؛ لاغتيال معارضين إيرانيين من «مجاهدي خلق»، ما يعني أن أجهزة استخبارات غربية، تعمل بشكل فاعل ومنذ فترة لتحجيم دور ونشاط خلايا الحرس في أوروبا، خاصة فرنسا وهولندا، التي طردت اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين العام الماضي، بتهمة التورط في التخطيط؛ لاغتيال اثنين من المعارضين الإيرانيين، يحملان الجنسية الهولندية.
وأضاف الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن إيواء إيران لأحد عملاء شبكاتها للتجسس، هو من منطلق الحفاظ على سرية ما يمتلكه من معلومات من ناحية وعدم السماح باستجوابه، وإدانة إيران على الصعيد الدولي من ناحية أخرى، إذا أخذنا في الاعتبار أن النظام الإيراني ينفي صلته تمامًا بجميع العمليات التي تم إحباطها أو الشبكات التي تم الكشف عنها.
وأشار «قبال»، أن تورط دبلوماسيين إيرانيين في تلك العمليات والتقارير التي أشارت إلى توظيف السفارات والقنصليات الإيرانية؛ للتغطية على نشاط ضباط وعملاء بالحرس الثوري الإيراني، يجعل النظام الإيراني أمام تحدٍ، قد يكلفه الكثير، خاصةً وأن تورط الحرس الثوري في مثل تلك العمليات بعد تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، يثير حفيظة الرأي العام الأوروبي من ناحية، ويدفع أطراف أوروبية؛ لتغيير موقفها من الاتفاق النووي مع إيران بعد جهود بذلت؛ لإنقاذ إيران من آثار العقوبات الأمريكية، ومن ثم ربما تشهد علاقات إيران الخارجية، مزيد من التوتر على الصعيد الأوروبي وصولًا إلى عقوبات، تطال دبلوماسيين إيرانيين، وإجراءات من شأنها مزيد من عزل إيران دوليًّا.