تأخر «داعش» في إعلان مقتل زعيمه.. صدمة أم مناورة؟
الخميس 31/أكتوبر/2019 - 03:01 م
طباعة
نورا بنداري
بعد إعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الأحد 27 أكتوبر الجاري، قيام القوات الخاصة الأمريكية بتنفيذ عملية نوعية، أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي «أبوبكر البغدادي»، انتظر العديد من الخبراء ووسائل الإعلام بيانًا رسميًّا من التنظيم يؤكد مقتل زعيمه أو يعلن الحداد عليه، أو يكذب النبأ، ولكن لم يصدر ما يحسم هذا الأمر مطلقًا من جانب التنظيم وقياداته.
وأشار موقع «سايت» الأمريكي الاستخباري المتخصص في رصد مواقع الجماعات المتشددة على الإنترنت، في تقرير له في 29 أكتوبر الجاري، إلى أن أنصار تنظيم «القاعدة»، على عكس مؤيدي تنظيم «داعش»، رحبوا مقتل «البغدادي»، موضحًا أن «سراج الدين زريقات»، وهو مسؤول سابق في كتائب «عبدالله عزام» وهي جماعة مرتبطة بـ«القاعدة»، كتب على الإنترنت: "كم من الدماء أُريقت باسم خلافته المتصورة".
وأوضح الموقع الأمريكي أن بعض مناصري «داعش» يعتقدون أن «البغدادي» ما زال على قيد الحياة، وعبر بعضهم عن صدمته بشأن ذلك الخبر؛ الأمر الذي دفع بعضًا منهم بإرسال رسائل على تطبيق «تليجرام» لتحذير مناصري التنظيم من تصديق صورة مزعومة تعلن مقتله وانتهت الرسالة بعبارة: «حفظه الله تعالى (البغدادي)، في حين كتب أحد المناصرين على حساب شخصي على تطبيق «تليجرام»: "مهما حصل، فقافلة الجهاد ماضية ولن تتوقف حتى لو أُبيدت الدولة عن بكرة أبيها".
ومن الجدير بالذكر أن تنظيم «القاعدة» لم يؤكد مقتل قائده «أسامة بن لادن» في غارة أمريكية فى عام 2011 إلا بعد عدة أيام، ثم مرت نحو ستة أسابيع قبل أن يعلن «القاعدة» عن خليفة «بن لادن»، ومن المتوقع وفقًا لبعض المحللين أن يعلن «داعش» عن مقتل زعيمه في رسالته الإخبارية الأسبوعية إذا تسنى الاتفاق على زعيم له.
وتثار التساؤلات عن أسباب عدم إعلان التنظيم وأنصاره بشكل رسمي حتي الآن مقتل «البغدادي»، ويوضح «هشام النجار» الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية، أن هناك بعض العوامل التي جعلت التنظيم لا يعلن حتي الآن عن مقتل قائده، أولها، حالة الارتباك إذ أن مقتل «البغدادي» حدث كبير، أدي إلى إحداث حالة تشتت داخل التنظيم، ووضع قياداته في حالة سكون، وعدم قدرة على التعامل مع الإعلام.
وأشار «النجار»، أن العامل الثاني، هو حالة الانشقاقات داخل التنظيم، وهذه الحالة لا تسمح بتوحد رؤية معينة حول مستقبله، وهذه الانشقاقات وقعت قبيل مقتل «البغدادي» حول من يقود «داعش»، وتضاعفت بعد مقتله، ومن ثم فليس لديهم القدرة في الوقت الحالي على إعلان وفاة زعيمهم واختيار الخليفة القادم بسبب حالة الانشقاقات تلك.
وبخصوص العامل الثالث، لفت «النجار» إلى أن انتظار تعيين خليفة جديد وإعادة تشكيل التنظيم هو السبب في التأخر عن صدور إعلان من التنظيم بشأن مقتله، لأن الإعلان يستوجب أيضًا الإعلان في ذات الوقت عن خليفة جديد.
وأضاف الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية أن إعلان «داعش» مقتل «البغدادي» وتعين خليفة جديد سيأخذ وقتًا طويلًا، لأن القرار بشأن ذلك يرجع للقوي الإقليمية الداعمة للتنظيم الإرهابي وعلى رأسها تركيا، فهذه القوي لها دور كبير فى توضيح مستقبل التنظيم والتوقيت المناسب للإعلان عن خليفة جديد، وفق حسابات ومصالح هذه القوي، وليس للتنظيم نفسه، فالتنظيم أضعف من أن يتخذ قرارًا بهذه القوة بالنظر لضعفه وتشتته وانقسامه الحالي.