الرياض تعتمد الاستثمار بديلًا لـ«الإرهاب» في الساحل الأفريقي
الخميس 31/أكتوبر/2019 - 06:24 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
في إطار مساهمة المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، التقى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان بن عبد العزيز برئيس النيجر إيسوفو محمدو في 30 أكتوبر 2019 بالرياض؛ لبحث أوجه التعاون بين البلدين، واعتماد الاستثمار والتنمية الاقتصادية كحائط صد ضد الإرهاب المتنامي بالمنطقة.
وأعرب إيسوفو عن تقديره لحرص المملكة على معالجة الأوضاع المضطربة في منطقة الساحل، وهو موضوع يثير قلقًا كبيرًا، وبالأخص لرؤساء دول G5 في الساحل، مؤكدًا أن دول المنطقة عليها اتخاذ بعض المسارات الجيدة من أجل تحقيق المبادئ التوجيهية، لنتمكن من تعميق نضالنا ضد الإرهاب، ولضمان أن سكان منطقة الساحل يمكن أن يجدوا السلام والهدوء من أجل مواصلة عمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للنهوض بالقارة الأفريقية.
الاستثمار كبديل للتطرف
ووصل الرئيس إيسوفو محمدو إلى المملكة العربية السعودية مع عدد من رؤساء الدول الأفريقية مثل النيجيري محمد بخاري، وأوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا، ورئيس وزراء بوركينا فاسو، كريستوف جوزيف ماري دابيري؛ لحضور اجتماعات نقاشية حول مستقبل الاستثمار في أفريقيا بمركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات.
وتعد هذه هي النسخة الثالثة لهذا النوع من النقاشات، والمتعلق باستبدال الإرهاب بالفرص الاستثمارية لتنمية الاقتصاد بهذه الدول، وخلق فرص عمل تعوض الشباب عن الانضمام للجماعات المتطرفة.
وتحدث القادة عن مستقبل الأعمال الاستثمارية في قارة أفريقيا، وكيفية جعل ذلك مقدمة لانطلاقة اقتصادية بالمنطقة، إذ أعرب إيسوفو عن شكره لدعم المملكة مشروعات البنية التحتية في النيجر، ومساهمتها في تشييد سد كنداجي، والذي يُسهم في توليد الطاقة، بالإضافة إلى جهودها الثمينة في دعم قطاع التعليم والثقافة.
فيما أشار رئيس النيجر إلى أن القمة الأفريقية - العربية التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية تبرز العلاقة القوية لأفريقيا مع دول المنطقة العربية بما فيها السعودية، قائلاً: إن منطقة التجارة الحرة التي تم تأسيسها بالعاصمة النيجرية نيامي تشكل أكبر منطقة من هذا النوع على مستوى العالم، لافتًا إلى أنها تمنح القارة الكثير من الامتيازات التي تمكنها من تحسين موقفها العالمي في ملف الاقتصاد والتجارة، وزيادة إيرادات ميزان التصدير للوصول إلى الأسواق العالمية.
ونظرًا لارتباط الأمن بالاقتصاد بشكل جوهري، أوضح إيسوفو محمدو أن الاستقرار الأمني متغير مهم لتحقيق التنمية المستدامة، والتشجيع على الاستثمار، وجلب الشراكات الأجنبية إلى أفريقيا، إذ إن نسبة نمو الاقتصاد في أفريقيا بطيئة للغاية تصل إلى نحو 10%، والسبب في ذلك انتشار التطرف والهجمات العنيفة بالمنطقة.
كما شارك رئيس النيجر ونظيره الكيني شكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على جهوده في تحقيق الاستقرار الأمني بالمنطقة، وتشجيع الاقتصاد والاستثمار والأعمال التجارية.
الإرهاب الساحلي
يتزايد التطرف والعمليات الإرهابية في منطقة الساحل؛ ما يؤثر على التنمية الاقتصادية كعلاقة تبادلية الأثر، وتذكر دراسة لمعهد القانون الدولي الأمريكي حول الإرهاب في المنطقة أعدها لويان الكسندر أن الإرهاب بات وحشًا كبيرًا يلتهم المنطقة، بسبب تدويل قضايا التطرف والطائفية وارتباطها بمنظمات عابرة للحدود لديها أهداف سياسية واستراتيجية بالمنطقة.
ولفتت الورقة البحثية إلى الدور الكبير الذي تلعبه مجموعات «القاعدة» الإقليمية في زعزعة الاستقرار، ونشر الفوضى والدموية، وتأثيرات ذلك على تقدم شعوب هذه الدول، والاستقطاب الحاد لأيديولوجيات الفكر المشبوه، فخلال عامين فقط منذ 2014 وحتى 2016 نفذت القاعدة وحدها حوالي 289 عملية إرهابية في الساحل، ومرشح ذلك للزيادة.