هل أصبح انخراط «قسد» في الجيش السوري الخيار الأفضل؟

الخميس 31/أكتوبر/2019 - 06:27 م
طباعة هل أصبح انخراط «قسد» سارة رشاد
 
أطلق الجيش السوري دعوة لعناصر «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الأربعاء 30 أكتوبر 2019، للانضمام إلى صفوفه، وذلك بعد الاتفاق القائم بين الطرفين خلال الأسبوعين الأخيرين، وقضى بانتشار قوات الجيش شمالي شرق البلاد على خلفية العملية العسكرية التركية «نبع السلام».
وفي رسالة أصدرها الجيش في هذا الخصوص، وخاطب فيها عناصر «قسد» وليس قياداتها، طالبهم بـ«الانخراط في وحدات الجيش للتصدي للعدوان التركي الذي يهدد الأراضي السورية».
وأضاف الجيش في رسالته أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة مستعدة لاستقبال العناصر والوحدات الراغبين بالانضمام إليها من هذه المجموعات (قسد)، وتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والمطلوبين أمنيًا».
بالتوازي مع ذلك، دعت أيضًا وزارة الداخلية السورية، عناصر قوى الأمن التابعة لـ«قسد» (أسايش)، للالتحاق بصوفها والانضمام إلى قواتها، بحسب، وكالة الأنباء السورية «سانا».
وفي ردها على هذا العرض، لم تتحفظ قوات سوريا الديمقراطية على فكرة الانضمام للجيش السوري بقدر ما تحفظت على لغة الرسالة.
وتحت عنوان «قسد ترفض لغة وزارة الدفاع السورية»، نشر موقع حزب الاتحاد الديمقراطي، بيانًا قال فيه: إن الجيش السوري لم يكن موفقًا عندما وجه رسالته لعناصر قسد لا قياداتها.
وتابع «أن أفراد قوات سوريا الديمقراطية هم عسكريون بانضباط وتنظيم عسكري ذي هيكل مؤسساتي، ونرفض قطعًا لغة الخطاب هذه الموجهة للأفراد، بينما كان الأولى بوزارة الدفاع السورية أن توجه خطابها للقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية؛ بغية فتح باب حوار ينم عن رغبة صادقة لتوحيد الجهود».
ولم يرفض البيان العرض السوري كليًّا أو فكرة الانضمام للجيش من الأساس، بل ترك الباب مفتوحًا أمام احتمالية الانضمام، مشترطًا «تسوية سياسية تعترف وتحافظ على خصوصية قسد وهيكلتها».
وشددت قسد على ترحيبها بأي محاولة لتوحيد الجهود ضد العملية العسكرية التركية في شرق الفرات، قائلة: «إننا في القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، إذ نثمن كل ما من شأنه توحيد الجهود للدفاع عن سوريا، وصد العدوان التركي على بلادنا وشعبنا».
هل أصبح انخراط «قسد»
من جانبه، كتب القائد العسكري لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عبر حسابه على تويتر «شكل وطريقة مقاربة بيان وزارة الدفاع السورية ودعوتها لأعضاء قواتنا بالانخراط الفردي إلى الجيش السوري غير مرحب به، كان الأحرى بالوزارة تقديم حل على ضوء ما اقترحناه، وهو المحافظة على خصوصية قسد في مناطق وجودها لتكون جزءًا من المنظومة الدفاعية السورية».
ورغم التحفظ فإن قسد كانت صاحبة مبادرة الاندماج في وقت سابق، إذ قال المتحدث الإعلامي لها مصطفى بالي، الخميس 24 أكتوبر الحالي: إن «قواته على استعداد لمناقشة الانضمام إلى الجيش السوري بعد التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية».
وأضاف بالي في تصريحات للإعلام «نحن نعتقد أن هناك حاجة إلى حل سياسي يمكن من خلاله للشعب السوري وجميع عناصره أن يتصالحوا مع بعضهم، وستكون قوات سوريا الديمقراطية منفتحة أمام القرارات بصرف النظر عن الأسماء التي سيتم تقديمها، للجيش السوري أو إلى اللواء الخامس».
ومنذ إعلان واشنطن لقرار سحبها للقوات الأمريكي من سوريا، في ديسمبر 2018، وتعتبر «قسد» أن الانضمام للجيش قد يكون خيارًا ملائمًا لملء الفراغ الذي سيفرغه الانسحاب الأمريكي.
ويعكس ذلك اهتمام قسد ذات الأغلبية الكردية بالانضمام أكثر من الجيش السوري، وهو ما أكده المحلل العسكري والاستراتيجي، العقيد فايز الأسمر، في تصريحات صحفية، إذ قال إن الجيش السوري لن يقبل بدمج قسد بعقيدتها العابرة للهوية القومية السورية في ظل الوضع العسكري الجيد الذي يتمتع به حاليًا.
وتوقع أن يتم خرط قسد إن حدث بصورة شكلية بحيث لا يفوت فرصة الاستفادة منهم مع عدم مزجهم تمامًا بالجيش.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن في انضمام قسد للجيش السوري مصالح لكل الأطراف، أولها ضمان إجهاض المشروع الانفصالي المزعج لكل من تركيا وسوريا، وفي نفس الوقت تتوقع قسد إنهاء حيلة للحفاظ على وجودها لحين ما تهدأ العاصفة التركية عليها.
وكتب الناشط السوري ‏‏عضو هيئة المصالحة الوطنية بسوريا، عمر رحمون، على حسابه على تويتر، أن عرض وزارة الدفاع السورية على قسد يعتبر الأفضل، مشيرًا إلى أن التحفظ من قبل قسد عليه ليس في محله، واعتبر أن ذلك وسيلة لغسل عناصر قسد جريمة احتمائهم بالعلم الأمريكي.
واستبعد أن يوافق الجيش السوري على الطلب الكردي، بأن يكون انضمامهم للجيش مع الحفاظ على كيان قسد.

شارك