بـ«نظرية المؤامرة» الأمريكية.. خامنئي يفسر ما يحدث في العراق ولبنان
الخميس 31/أكتوبر/2019 - 07:40 م
طباعة
علي رجب
في أول تعليق له على التظاهرات العراقية، اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي، الحراك الشعبي في لبنان والعراق، هو مؤامرة تقف وراءه أمريكا وإسرائيل، محذرًا من انهيار هذه الدول.
مزاعم ايرانية
وزعم خامنئي: «إن أكبر ضربة يُمكن أن يوجّهها الأعداء- حسب قوله- إلى أيّ بلد، هي أن يسلبوه الأمن، وهو المخطط الذي بدأوه في بعض بلدان المنطقة».
وتابع خامنئي: «أوصي الحريصين على العراق ولبنان، أن يعالجوا أعمال الشّغب وانعدام الأمن، الذي تسبّبه في بلادهم أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربيّة، بأموال بعض الدول الرجعيّة».
وأضاف المرشد الإيراني: «للنّاس مطالب أيضًا، وهي محقّة، لكن عليهم أن يعلموا أنّ مطالبهم إنّما تتحقّق حصرًا، ضمن الأطر والهيكليّات القانونيّة لبلدهم، متى ما انهارت الهيكليّة القانونيّة، يستحيل القيام بأيّ عمل».
وتابع خامنئي قائلًا: «لقد خطّطوا أيضًا لبلدنا العزيز، ولحسن الحظّ، حضر النّاس في الساحات في الوقت المناسب وأحبطوها».
تصريحات خامنئي، جاءت تزامنًا مع ما ذهبت إليه الصحف الإيرانية، التي اعتبرت التظاهرات مؤامرة أمريكية إسرائيلية، ضد محور المقاومة، في العراق ولبنان، وكذلك دعوات لاقتحام السفارة الأمريكية في بغداد.
و قد وصفت صحيفة «آفتاب يزد» الإصلاحية، الاحتجاجات اللبنانية بالمؤامرة الخارجية، التي تهدف إلى إضعاف تحالف 8 آذار، الذى يضم حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني، والذي يعد حزب الله وحركة أمل من عناصره، ويحظى بدعم من النظام الإيراني.
دور مؤثر
واستندت الصحيفة في هذا الوصف، إلى ما ذكره المحلل والخبير الإيراني في الشؤون الدولية، حسن هاني زادة، قائلًا: إنه الأمر الذي لا يمكن التغاضي عنه، إن هناك دولًا بالمنطقة، وأخرى خارجها، لديها دور مؤثر في الاحتجاجات اللبنانية.
كما نقلت صحيفة «رسالت» الإيرانية المقربة من التيار المتشدد، عن المحلل سيد رضا صدر الحسيني قوله: إن ما يجري في لبنان، هو برنامج عمل ممنهج، ينفذ من قبل الأمريكيين في دولة المقاومة لبنان، لافتًا إلى أوجه الشبه في الاحتجاجات بين لبنان والعراق، مشيرًا إلى أن هناك أوجه تشابه بين الأحداث الأخيرة في لبنان وأحداث الأسبوعين الماضيين في العراق، والشيء المهم الذي شاهدناه في هذه الاحتجاجات، هو تغيير الشعارات من المطالب الاقتصادية إلى القضايا السياسية والأمنية.
وفسر الحسيني ما يحدث في لبنان، بأنه مؤامرة لضرب المقاومة، ويجب توجيه الأصابع في سوء إدارة الحكومة إلى الحريري، مضيفًا، أنه بالطبع هناك تيارات مختلفة، بما في ذلك التقدمي الاشتراكي، بقيادة وليد جنبلاط، والقوات اللبنانية، بقيادة سمير جعجع، وبعض أعضاء تيار المستقبل، يعملون على ضرب المقاومة وحلفائها والدولة الشرعية في لبنان.
ودعا الصحفي الإيراني، حسين شريعتمداري، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى احتلال السفارة الأمريكية والسعودية في بغداد.
وقال شريعتمداري في حديث لوكالة أنباء «فارس نيوز»، الأربعاء: «يجب احتلال والسيطرة على السفارة الأمريكية والسعودية في بغداد»، زاعمًا، أن السفارتين وراء ما أسماه بالاحتجاجات الدموية في العراق.
وأضاف، من دون أن يقدم أدلة على مزاعمه: «إن الاحتجاجات اليومية في العراق، ضد الفساد وعدم كفاءة حكومته، تدار من قبل سفارات الولايات المتحدة والسعودية»، مشيرًا إلى أن «الشعارات المنحرفة (المناهضة للنظام الإيراني)، التي انطلقت خلال الاحتجاجات بالعراق كانت كافية؛ لإثبات تورط السفارتين (الأمريكية والسعودية)، حتى لو لم يكن هناك دليل على تورط البلدين».
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحفيين، الإثنين 21 أكتوبر، بأن إيران تأمل في أن تنجح الحكومة اللبنانية والأحزاب والمسؤولين في تلبية تطلعات الشعب، وجعل لبنان أكثر ازدهارًا ورخاءً، مؤكدًا وقوف إيران مع لبنان؛ لإنهاء أزمته.
من جانبه، علق الخبير في الشان الإيراني الدكتور محمد بناية، على تصريحات المرشد الايراني علي خامئني، بأنه تشكل مدى القلق الذي يجتاح النظام الإيراني من نتائج الحراك الشعبي في العراق ولبنان، باعتبارهم أهم دولتان في السياسة الاستراتيجية الخارجية الإيرانية.
وأوضح بناية أن العراق ولبنان، يشكلان أهمية كبرى في الاستراتجية الإيرانية، والعمود الفقري لجسر إيران الاستراتيجي «طهران- بغداد- البحر المتوسط»، وخروج أي دولة من الاثنين من الوصاية الإيرانية، يشكل اهتزازًا كبيرًا، وخسارة فادحة لطهران.
وتابع، أن العراق أيضًا يشكل أهمية روحية واستراتيجية هامة؛ نظرًا لمراقد الأئمة داخل العراق، وما تشكل أهمية للشيعة في العالم، الأمر الآخر الأهمية الجيوسياسية للعراق بالنسبة لإيران من ناحية السيطرة، وتهديد دول الخليج العربي.
وأوضح الحبير في الشؤون الإيرانية، أن العراق يشكل «رئة» للاقتصاد الإيراني، في ظل العقوبات الأمريكية.