«الشعب لا يريدك».. متظاهرو العراق يهتفون ضد «الصدر» في النجف
الجمعة 01/نوفمبر/2019 - 11:04 ص
طباعة
إسلام محمد
في خطوة مثيرة للجدل، التحق رجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر الثلاثاء بآلاف المتظاهرين في مدينة النجف، جنوب العاصمة بغداد، معلنًا تبنيه مطالب المحتجين ضد الحكومة.
الصدر.. من إيران للنجف
وبعد نزوله من طائرة آتية من إيران، انضم الصدر إلى المظاهرات في مدينة النجف جنوب بغداد، ضمن حركة احتجاجية سجلت نحو 250 قتيلًا حتى الآن، ووجه الدعوة لـهادي العامري، زعيم ثاني أكبر تكتل برلماني، المساعدة في إجراء تصويت بسحب الثقة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، في الوقت الذي احتشد فيه آلاف المحتجين المناهضين للحكومة في الشوارع لليوم الخامس على التوالي.
وقال الصدر في بيان وجهه لعبدالمهدي: «كنت أظن أن مطالبتك بالانتخابات المبكرة فيها حفظ لكرامتك، أما إذا رفضت، فإنني أدعو الأخ هادي العامري؛ للتعاون من أجل سحب الثقة عنك فورًا».
لكن رئيس الوزراء رد الثلاثاء 29 اكتوبر 2019، بأن ليس بوسعه فعل ذلك، وأن على البرلمان أن يقرر فعل ذلك، ورد على الصدر في بيان قائلًا: «إذا كان هدف الانتخابات تغيير الحكومة، فهناك طريق أكثر اختصارًا، وهو أن يتفق سماحتكم مع الأخ العامري لتشكيل حكومة جديدة، وعندها يستطيع رئيس مجلس الوزراء تقديم استقالته واستلام الحكومة الجديدة مهامها خلال أيام، إن لم نقل ساعات من تحقق هذا الاتفاق».
انتخابات مبكرة
وفي ما يتعلق بالدعوة إلى انتخابات مبكرة، قال رئيس الحكومة العراقية: «الانتخابات المبكرة مجهول أمرها، فمتى سيتسنى إجراؤها؟ وهل سيتم الاتفاق على كامل شروطها؟ وهل ستأتي نتائجها حاسمة؟ وغيرها من أمور قد تتركنا أمام مجاهيل كبيرة».
وكان عبد المهدي وصل إلى السلطة قبل عام، كحل وسط؛ لحل للأزمة السياسية بين الصدر، الذي يقود تحالفًا لأتباعه والشيوعيين وأحزاب أخرى، والعامري الذي يقود تحالفًا من زعماء فصائل شيعية تدعمهم إيران.
جدير بالذكر، أنه منذ بداية الحراك، يرفض المتظاهرون أي محاولة لأي حزب لركوب الموجة، ويحرصون على الإبقاء على طابعها الشعبي، ويطالبون بتغيير الطبقة الحاكمة المحتكرة للسلطة، منذ دخول الاحتلال الأمريكي في 2003.
واعتبر المتظاهرون، أن محاولة الصدر لركوب الموجة، جاءت بهدف وأد الحراك، وحاول بعض الشباب طرده، وهم يرددون هتافات «يا مقتدى شيل ايدك .. هذا الشعب ما يريدك»، لكن اتباعه أخرجوه بشق الأنفس.
وكانت أولى خطوات الضغط السياسي للصدر على عبد المهدي، يوم السبت الماضي، حين قرر نواب كتلة «سائرون»، التي يزعمها رجل الدين بدء اعتصام داخل البرلمان، الذي بدوره طالب رئيس الحكومة بالحضور إلى مجلس النواب للمساءلة.
استعراض هزيل
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإيراني محمد علاء الدين: إن ما يقوم به الصدر، هو استخفاف واحتقار لدم المئات، ممن سقطوا في تظاهرات الشعب العراقي، فقد جاء الصدر من طهران مباشرة من المطار إلى ساحة التظاهرات في النجف باستعراض هزيل، بعدما أرسل مرتزقته إلى ساحة التظاهرات، قبل مجيئه متحديًا جراح العراقيين من جراء جرائم إيران بحق الشعب العراقي، الذي ردد شبابه هتاف «ايران بره بره وبغداد تبقى حرة».
وأضاف أن إيران تحاول سرقة الحراك، عبر تدخل الصدر الذي لديه 4 وزراء في تلك الحكومة، التي يدعي اليوم، أنه ضدها
وتابع: «إنه تم تسريب اتفاق الصدر والعامري في إيران الخطوة الأولى، ينزل مقتدى الصدر إلى ساحة تظاهر؛ من أجل كسب حب المتظاهرين، ويوهمهم أنه مع المتظاهرين، الخطوة الثانية يستقيل عادل عبد المهدي، ويعلن الصدر انتصار الثورة، ويطلب منهم فض الاعتصامات والتظاهرات ويقومون بتشكيل حكومة.