خليفة البغدادي.. زعيم داعش الجديد غامض الهوية
الجمعة 01/نوفمبر/2019 - 01:06 م
طباعة
أميرة الشريف
كان الإنجاز الكبير الذي حققته أمريكا علي مدار الفترة الماضية ومنذ تدشين التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، هو مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، حيث أعلن تنظيم داعش الإرهابي، عبر الوكالة التابعة له "أعماق"، تعيين "خليفة" أبي بكر البغدادي، الذي قتل في غارة جوية، الأسبوع الماضي.
ويبدو أن التنظيم الإرهابي له ذيول كثيرة لن تنتهي بمقتل زعيمه البغدادي بل تتفرع يوما تلو الأخي، فلا يعني مقتل البغدادي انتهاء التنظيم بل استطاع داعش أن يعين زعيما أخر خلفا للبغدادي يدعي أبا إبراهيم الهاشمي القرشي.
وقالت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، إن داعش يؤكد مقتل زعيمه أبي بكر البغدادي، مضيفة "ويعلن تعيين أبا إبراهيم الهاشمي القرشي.
كما أكد التنظيم الإرهابي، في تسجيل صوتي، مقتل المتحدث باسمه أبي الحسن المهاجر، معلنا تعيين أبي حمزة القرشي خلفا له.
ووفق تقارير إعلامية، لا يوجد الكثير من المعلومات عن ابراهيم الهاشمي القرشي فعلى الرغم من اسمه الاخير (القرشي) الذي يدعي نسب النبي محمد كما فعل البغدادي من قبل وهو الذي اعطاه الشرعية في بعض الاوساط، إلا أن الزعيم الجديد لداعش الارهابي لم يطرح اسمه من قبل في المشاورات التي حدثت أعقاب الغارة الامريكية.
وفي تسجيل صوتى أذاعته وسائل الإعلام التابعة لداعش، دعا التنظيم إلي اتباع نهج البغدادي الذى هدد الدول الغربية ،قائلا: "إن امريكا لا تدرك أن داعش أقوى من أوروبا وغرب افريقيا مشيرا إلى أنها تمتد من الشرق إلى الغرب" .
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، الأحد الماضي، أن قوة خاصة من الجيش الأميركي قتلت ليلة السبت البغدادي، رفقة عدد من مساعديه.
وذكر المتحدث الجديد باسم التنظيم ويدعى أبو حمزة القرشي في تسجيل صوتي، وفق "اندبندنت عربية" أن البغدادي قتل هو وأبو الحسن المهاجر، الذي كشف جزءاً من هويته الغامضة، وقال إنه من "جزيرة محمد" أي السعودية، وقدم أبا إبراهيم الهاشمي القرشي، خليفة جديداً حسب زعمه، ودعا أعضاء التنظيم إلى مبايعته والثأر لسلفه المقتول، وتنفيذ وصيته بالاجتهاد في فك أسرى التنظيم وعائلاته في السجون.
وشحنت رسالة داعش الصوتية التي بثتها بتهديد أميركا بشكل خاص، وتوعدتها بأنها ستلقى ما ينسيها أيام البغدادي، متباهية بفروعها ومنسوبيها على أبواب أوروبا والعالم أجمع، حسب ادعائها. وينسجم التسجيل مع طبيعة داعش وكذلك مع شخصية مديرها الجديد، الذي تردد أنه كان يلقب بين أوساطه بـ"المدمر"، لدرجة إسرافه في العنف.
واستهدفت عملية عسكرية أميركية في سوريا "زعيم داعش"، وطبقاً لمسؤولين أمريكيين، نفذت قوات خاصة الغارة في سوريا حيث قتل البغدادي نفسه وثلاثة من أطفاله بتفجير سترة ناسفة كان يرتديها عندما حوصر في نفق.
وأوضح ترامب أن البغدادي قتل بعد تفجير "سترته" الناسفة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من رفاقه قتلوا أيضا في العملية، التي لم يسقط فيها قتلى من القوات الأميركية.
وتابع أنه تم التعرف على هوية البغدادي من خلال نتائج اختبارات أجريت بعد الغارة، مشيرا إلى أن القوات الأميركية الخاصة حصلت على معلومات مهمة من موقع العملية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وتخفي داعش هوية خليفتها، لكنها في محاولة التأكيد على شرط شرعيته الدينية، حرصت على إبراز أنه "هاشمي قرشي"، مع أن أحدهما يكفي عن الآخر، فيكفي أن يكون قرشياً حسب المرجعيات الجهادية، كما أن كل هاشمي هو قرشي بدهياً، إلا أن التنظيم أراد إبعاد الشك عن كون زعيمه الجديد ليس من بيت نبي المسلمين وقبيلته، بل إن داعش لتأكيد هذه القضية خلعت على المتحدث الرسمي لقب الهاشمي القرشي أيضاً. لكن هذا إن لم يكن يعزز الشكوك في صحة النسب المزعوم فإنه لا ينفيها.
وقال أيمن التميمي، وهو باحث في جامعة سوانسي يركز على تنظيم "داعش"، إن الاسم غير معروف، لكنه قد يكون قيادياً يدعى الحاج عبد الله عرفته وزارة الخارجية الأمريكية بأنه الخليفة المحتمل للبغدادي.
كما أكد التنظيم، الذي سيطر على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا بين عامي 2014 و2017، وارتكب فظائع روعت معظم المسلمين، مقتل المتحدث باسمه أبو الحسن المهاجر، وقتل البغدادي في إدلب بشمال غرب سوريا.
ويقول خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية، إن التنظيمات المتطرفة وخاصة الدينية منها "لا تتأثر كثيرا للأسف بفقدان زعمائها. هي تصاب بنوع من الخيبة لوقت معين لكن ما تلبث أن تعيد ترتيب أوراقها وتركيب نفسها من جديد وبشكل سريع جدا".
ودللوا علي ذلك بتنظيم القاعدة قائلين: "رأينا كيف أن تنظيم القاعدة لم ينته بوفاة أسامة بن لادن ومازالت خلاياه نشيطة في أكثر من منطقة منها ليبيا واليمن ومصر وغيرها".
المحلل السياسي الدكتور غيدو شتاينبيرغ من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، يرى تأثيرا لمقتل البغدادي على التنظيم "فقد كان شخصا مهما جدا لداعش. قاد التنظيم منذ 2010 وعندما كان على رأسه كان لديه أقل من ألف مقاتل.
بعد أربع سنوات أسس ما يشبه دولة في العراق وسوريا"، وبالتالي "سيكون من الصعب إيجاد بديل للبغدادي في الشهور أو السنوات المقبلة، يكون بحجم تحمسه إيدولوجيا وتنظيمه وعنفه... التنظيم سيضعف لكنه مازال ليس فقط في العراق وسوريا بل في كل أنحاء العالم الإسلامي".
ولا تزال جنسية القرشي الخليفة المزعوم والمتحدث الرسمي مجهولة مثل هويتهما.