توزيع غنائم الحرب السورية.. البقاء لروسيا والنفوذ لإيران و«الآمنة» لتركيا
الجمعة 01/نوفمبر/2019 - 01:27 م
طباعة
إسلام محمد
أتى اجتماع وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران بهدف وضع اللمسات الأخيرة لتقسيم مناطق النفوذ والسلطة في سوريا بعد التطورات الأخيرة كخروج داعش والانسحاب الأمريكي .
سوتشي من جديد
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الروسية، مواصلتها التعاون مع تركيا وإيران؛ حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء 29 أكتوبر 2019، أن بلاده تعمل مع الدولتين لتواصل العمل على تحقيق الاستقرار الدائم في سوريا، نحن اتفقنا على مواصلة الجهود النشطة بالتعاون مع جميع الأطراف السورية من أجل تحقيق استقرار دائم طويل الأجل على الأرض والقضاء على بؤر الإرهاب المتبقية، على حد قوله.
وسبق أن أكد لافروف، أن الاتفاق المبرم مؤخرًا بين روسيا وتركيا في سوتشي بخصوص شمالي سوريا، «يضمن حقوق جميع الأطراف التي ستنفذه»، حيث إن مدينة سوتشي الروسية قد استضافت-الثلاثاء 22 اكتوبر 2019،- قمة تركية روسية، انتهت بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب قسد بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة.
إيران على الطاولة
في 9 أكتوبر 2019، أقدم الجيش التركي بمشاركة ميليشيات سورية موالية لأردوغان، على العدوان العسكري واجتياح الشمال السوري، في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا ضد الوحدات الكردية لإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
في حين أكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، أن إيران ستحافظ على وجودها العسكري في سوريا طالما تحتاجها دمشق.
وأوضح في مؤتمر صحفي، الثلاثاء 29 اكتوبر 2019، عقب اجتماعه مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود تشاووش أوغلو في جنيف أن «إيران وروسيا موجودتان بدعوة من الحكومة، وسنبقى هناك ما دامت الحكومة السورية تسمح لنا بذلك“ مشددا على أن الأراضي السورية يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة السورية».
مصالح موسكو
في تصريح له قال الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي: «لاشك أن هذا الاجتماع الثلاثي الذي ضم وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية يأتي استكمالًا للجهود التي تبذلها روسيا طوال الفترة الماضية بشأن الملف السوري؛ حيث تسعى موسكو جادة إلى تحقيق رؤيتها المتعلقة بإضعاف أي وجود بخلاف الوجود الروسي في سوريا وترسيخ أقدام حكم بشار الأسد وهو ما تجسد جليًا في العديد من التحركات التي قام بها الرئيس الروسي نفسه فلاديمير بوتين؛ حيث المشاركة في قمة ثلاثية بأنقرة خلال منتصف سبتمبر 2019 حضرها كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني والتي سبقت العجوان التركي على سوريا، ما يؤشر عن قبول ولو غير معلن من كل من روسيا وإيران بشأن هذه العملية- التي ندد بها المجتمع الدولي، وهو ما يشير إلى أن العدوان يخدم مصالح موسكو بشكل أو بآخر».
وأضاف أن التحركات اشتملت أيضًا على تكثيف المطالبات بالانسحاب الأمريكي من سوريا وهو ما تكلل أخيرًا بنجاح حيث صدر قرار من البيت الأبيض بتنفيذ هذا الانسحاب وهو القرار الذي تزامن موعده مع زيارتين قام بها بوتين لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية واللتان استهدفتا محاولة إقناع الأطراف الخليجية بإعادة المقعد السوري إلى جامعة الدول العربية.