ليبيا.. «الوفاق» تمارس التضليل والعبث الإعلامي بورقة «معيتيقة»

السبت 02/نوفمبر/2019 - 10:12 ص
طباعة ليبيا.. «الوفاق» سارة رشاد
 
عاد مطار معيتيقة الدولي، شرقي العاصمة الليبية طرابلس، مجددًا إلى رأس أحداث المشهد، بعد الخلاف القائم بين الجيش الوطني، وبين المبعوث الدولي للأمم المتحدة، غسان سلامة، على خلفية زيارة الأخير للمطار، الثلاثاء 28 أكتوبر، بعد استهداف طيران الجيش المطار، بداية الأسبوع الماضي.



ومطار معيتيقة الدولي هو مطار دولي وقاعدة عسكرية على بعد 11 كم باتجاه الشرق من قلب العاصمة طرابلس، ويخدم إلى جانب رحلات الطيران الداخلية والدولية رحلات للإسعاف الطائر والإغاثة والطيران الخاص.



وخلال زيارة استمرت لساعات لُحق بها مؤتمر صحفي، حل «سلامة» ضيفًا على المطار، ملبيًا دعوة حكومة الوفاق الإخوانية، الأمر الذي أُخذ على أنه اتفاق من قبل «سلامة» مع خطاب الوفاق، الذي تتهم فيه قوات الجيش بشن الهجمات على الجزء المدني من المطار.



وبينما رحبت الوفاق عبر منافذها الإعلامية بالزيارة التي تعاملت معها على أنها مكسب جديد، وصف الناطق باسم القيادة العامة، اللواء أحمد المسماري، زيارة المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، لمطار معيتيقة الدولي بـ«الفصل الجديد من مسرحية التضليل والعبث الإعلامي الذي تمارسه حكومة الوفاق بدعم من سلامة».



واتهم «المسماري» البعثة الأممية بـ«تجاهل أن مطار معيتيقة ما هو إلا ركن صغير في طرف قاعدة معيتيقة الجوية الضخمة، التي تضم مرافق عسكرية، وهناجر وطائرات عسكرية مروحية ونفاثة»، مضيفًا أن «صور هذه المرافق على الإنترنت».



ونفى أن يكون الجيش الليبي استهدف الجانب المدني، مؤكدًا في بيان، أن «سلاح الجو نفذ ضربات دقيقة على الشق العسكري في قاعدة معيتيقة، الذي يستخدم لإطلاق طائرات تركية دون طيار».



وخلال سنوات الحرب الليبية كان المطار أحد الأهداف المهمة التي يستهدفها الجيش الوطني في طرابلس، كونه مستخدمًا من قبل الميليشيات في أغراض عسكرية غير معلنة، إلا أن الميليشيات دائمًا ما كانت تنفي ذلك زاعمة أن المطار يحتوي على شق مدني، وهو ما يوهم العالم بأن الهجمات مستهدفة المدنيين.



ويرجع تاريخ إنشاء مطار معيتيقة إلى عام 1923، عندما دشنته القوات الجوية الإيطالية التي كانت تحتل ليبيا آنذاك، ليكون قاعدة جوية عُرفت بـ«قاعدة الملاحة الجوية» أو «الملاّحة».



وخلال الحرب العالمية الثانية، عاد المطار إلى المشهد عندما استخدمته القوات الجوية الألمانية، في حروبها في شمال أفريقيا.



وفي 1943 فرضت الولايات المتحدة سيطرتها عليه ليتحول اسمه في 1945 إلى «قاعدة ويلس العسكرية» كأكبر قاعدة جوية أمريكية خارج أمريكا.



واستمر هذا الوضع حتى بعد استقلال ليبيا، إذ ظلت القاعدة مستخدمة من قبل الولايات المتحدة، وتحتوي على سكن ومنشآت ضخمة لحضور أكثر من 4600 أمريكي، ووصفها سفير سابق للولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا بكونها «أمريكا مصغرة على ضفاف البحر المتوسط».



وعقب ثورة الفاتح 1969، رحلت القوات الأمريكية من القاعدة بمقتضى اتفاق 11 يونيو 1970، وبناء على ذلك تغير اسمها إلى «قاعدة عقبة بن نافع الجوي»، ثم «قاعدة معيتيقة» نسبة لطفلة تقطن إلى جوار القاعدة، وماتت إثر سقوط طائرة أمريكية على منزلها، وفي عام 1995 استُخدم معيتيقة كمطار مدني إلى جانب كونه قاعدة عسكرية، ليخضع لقوانين إدارة المطارات الليبية.



وعقب أحداث 17 فبراير 2011، تبدل الوضع بالنسبة للمطار، إذ فرضت الميليشيات المسلحة سيطرتها عليه، ليخرج عن سيطرة أي جهة رسمية ليبية.



وفي 24 يوليو 2014 منعت المجموعات التي تسيطر على المطار رئيس الوزراء المكلف (المؤقت) عبد الله الثني من السفر عبره.



ومع تصعيد الأحداث كان معيتيقة هدفًا مهما في الصراع على طرابلس، إذ أغلق في 2014 نتيجة لقصف قاعدته العسكرية، وعاد للعمل ليغلق مرة ثانية في 2018.



وخلال معارك تحرير العاصمة، سمحت حكومة الوفاق الإخوانية، للطيران التركي باستخدام المطار في شن هجمات على الجيش الوطني الليبي.



وبناء على ذلك، قال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش: إن هجمات استهدفت الأجزاء العسكرية من مطار معيتيقة بداية الأسبوع الجاري، للنيل من القوات التركية المشاركة في مواجهات طرابلس.



وعلى نفس الصعيد، اعتبر السياسي الليبي، محمد الزبيدي، أن حقيقة سيطرة الميليشيات على قاعدة معيتيقة أمر لا شك فيه، معتبرًا أن هجمات الجيش الوطني المتكررة على القاعدة أمر منطقي ومفهوم.



ولفت السياسي الليبي في تصريح لـه إلى أن حكومة الوفاق عكفت على إيهام العالم بأن القاعدة ما هي إلا مطار مدني، مشيرًا إلى أن الجزء الذي تتغاضى عنه عمدًا هو إن المطار يُستخدم لأغراض عسكرية.

شارك