بمبايعة إرهابي مجهول.. داعش يؤكد مقتل البغدادي ويتوعد بالانتقام
السبت 02/نوفمبر/2019 - 10:16 ص
طباعة
محمود محمدي
في تسجيل صوتي نشرته حسابات تنظيم داعش الإرهابي على تطبيق «تيليجرام»، أقرّ التنظيم بمقتل زعيمه أبي بكر البغدادي في أعقاب غارة أمريكية مطلع الأسبوع في شمال غرب سوريا، وتعهد بالانتقام من الولايات المتحدة، معلنًا مبايعة شخص يُدعى «أبو إبراهيم الهاشمي القرشي» خلفًا للبغدادي.
وقال أحد أعضاء التنظيم في التسجيل الصوتي: احرصوا على الثأر مِن مَن أسماهم «المرتدين»، معلنًا مقتل المتحدث باسم التنظيم أبي الحسن المهاجر بعد مقتل البغدادي في غارة جوية أخرى.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال يوم الأحد الماضي 27 أكتوبر 2019: إن البغدادي قُتل في غارة نفذتها قوات أمريكية خاصة.
بدوره، قال أيمن التميمي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بجامعة سوانسي البريطانية: إن الاسم الذي أعلنه التنظيم غير معروف، لكنه قد يكون شخصًا قياديًّا يُدعى «الحاج عبدالله»، عرفته وزارة الخارجية الأمريكية بأنه الخليفة المحتمل للبغدادي.
وقال «التميمي» في تصريحات نقلتها «رويترز»: أعتقد أنهم يحاولون إيصال رسالة مفادها «لا تظنوا أنكم دمرتم مشروعنا لأنكم قتلتم أبا بكر البغدادي والمتحدث الرسمي».
هل يثأر داعش
على صعيد متصل، أعد مرصد الأزهر دراسة تُسلط الضوء على التوقعات حول مستقبل التنظيم بعد رحيل أبي بكر البغدادي، وما إذا كان التنظيم سيحاول الثأر بعد مقتل زعيمه، مؤكدًا أن مقتل البغدادي لا يعني انتهاء التنظيم بشكل كامل، فالتنظيم لا يزال موجودًا بالفعل رغم ضعفه وتراجعه خلال الفترة الماضية؛ بسبب الضربات المتوالية التي تعرض لها، والتي أنهكته وقضت على سيطرته الميدانية، وسيطرت على آخر معاقله في سوريا.
وأوضح المرصد أنه من المستبعد أن ينفذ تنظيم داعش الإرهابي في الوقت الحالي عمليات انتقامية للردِ على مقتل زعيمه، وإن حدثت فستكون عمليات على نطاقٍ ضيق تتسم بالفردية، وعدم إحداث تأثير كبير؛ لأن من سيُلقى نظرة تاريخية على الجماعتيْن الأشهر في العراق «القاعدة وداعش»، سيجد أنهما لم يُحاولا القيام بعمليات انتقامية للردِّ على مقتل أحد زعمائهما من أصحاب الأسماء المشهورة، فقد قُتِل «أبو مصعب الزرقاوي، وأبو عمر البغدادي، وأبو حمزة المهاجر، وحذيفة ابن البغدادي»، ولم تقم هذه الجماعات بعمليات انتقامية لمقتل أحد من هؤلاء.
وأكدت الدراسة أنه بعد مقتل القادة ينشغل التنظيم بالأمور الداخلية، وإعادة بناء الهيكل التنظيمي، واختيار خليفة للقائد يتولى مكانه، مثلما حدث بعد مقتل «أبي عمر البغدادي، وأبي حمزة المهاجر» عام 2010؛ حيث انزوى التنظيم، وانغلق على نفسه لمدة 3 أعوام، وتولّى البغدادي قيادته، وأعاد هيكلته من جديد، ثم مهّد للظهور في الساحة العراقية، مستغلًا بعض الأخطاء السياسية في العراق آنذاك، واكتسب بسبب هذه الأخطاء حاضنة شعبية عزّزت من نفوذه، وهيأت له أسباب القوة التي وصل إليها عامي 2014، و2015.