محاكمة «النهضة» إعلاميًّا.. فضائح إخوان تونس في تحقيقات استقصائية

السبت 02/نوفمبر/2019 - 10:23 ص
طباعة محاكمة «النهضة» إعلاميًّا.. دعاء إمام
 
على خلفية نشر مقطع ترويجي مصور، لإحدى القنوات التونسية، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان «كشف أسرار النهضة»، ملعنًا شروع القناة في بث سلسلة تحقيقات استقصائية، حول علاقة الحركة بالمال، وتفكيك لغز تمويلها، والدور المحوري لعائلة راشد الغنوشي، زعيم الحركة، بدأت «النهضة» حلقة جديدة من تصفية الخصوم.

صدر قرار بمنع سفر الإعلامي سامي الفهري، وزوجته أسماء الفهري، بعد عزم الأول بث تحقيقات استقصائية على قناة «الحوار»، تتناول كل العمليات المالية لحركة النهضة، وما إن كانت تتم في إطار القانون والشفافية أم لا، وهل كانت تخلو من الفضائح القانونية والأخلاقية، إضافة إلى كيفية تحكم عائلة «الغنوشي» في القرار والمسائل الديمقراطية داخل النهضة.

ونشرت صحف تونسية تسريبات عن الحلقات المنتظر بثها، إذ لفت موقع «بيزنس نيوز» الإخباري، إلى أن أولى حلقات هذه السلسلة من كشف «فضائح النهضة»، ستُخصّص للحديث عن التجاوزات والفساد المالي الذّي قام به صهر الغنوشي، رفيق عبد السلام، الذي شغل منصب وزير الخارجية، وسيقدّمها سامي الفهري.

وبحسب الصحيفة -نقلًا عن مصادر لم تسمها- استعان «الفهري» في تحقيقه بالمحامي الطيّب بالصادق الذي كشف له التصرفات غير القانونية لصهر زعيم الحركة، والذي قام بطرد كل من أعلمه أن تصرفاته مخالفة للقانون.

وأفاد المحامي أن الكثير من القضاة تضرّروا في قضية «الشيراتون» التي تناولت فسادًا ماليًّا لـ«عبد السلام» حتى إن القاضي الذي قام بالاستماع إلى الصحفية ألفة رياحي، كشاهدة في القضية تمّت معاقبته بعقوبة لا تليق بقاضٍ، حسب تصريح «بالصادق».

وأكد أن كل المعلومات التي قدمها لـ«الفهري» بخصوص رفيق عبد السلام صحيحة وموثقة لديه، في عهد ترأسه لوزارة الخارجية، متهمًا إياه بارتكاب جرائم قانونية، وعبر في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» الأربعاء (30 أكتوبر)، أنّه يتحمل كامل مسؤوليته في كل ما ورد في حواره مع «الفهري».

وأشار «بالصادق» إلى أهمية التطرق لهذا الملف الجاري لدى القضاء منذ ديسمبر 2012، وأضاف أن حركة النهضة لا تعنيه كحزب سياسي بقدر ما يعنيه الملف القضائي، واستقلال السلطة القضائية.

في نفس السياق، أعلنت الصحفية ألفة الرياحي، في تدوينة لها الجمعة 25 أكتوبر 2019، أنها ستقدم قضية ضد رفيق عبد السلام، بسبب تعمده نشر وثائق من الملف القضائي التحقيقي المفتوح في شأنه، تحمِل إمضاءات وأسماء وألقاب قضاة وتعمده تزييف الحقيقة ومغالطة الشعب التونسي بوثائق مبتورة ومنقوصة من ملف لا يزال إلى اليوم محل مسار قضائي، على حد قولها.

فيما اعتبر القيادي بحركة النهضة سمير ديلو، أن «الفهري» أعلن الحرب على حركة النهضة، وأكد في تصريحات صحفية أن النهضة لا علاقة لها بقرار منع السفر عن الإعلامي وزوجته، مشددًا على أن تلك الحلقات تحمل اتهامًا للقضاء التونسي، وتشكيكًا في استقلاليته.

يُشار إلى أن الأشهر الماضية شهدت نشر سلسلة وثائقيات بعنوان «غرف سوداء»، تتحدث عن تورط إخوان تونس في تصفية خصوم الحركة شكري بلعيد ومحمد البراهيمي عام 2013.

شارك