هل ينتقم «داعش» لمقتل زعيمه؟.. خبراء يجيبون

السبت 02/نوفمبر/2019 - 10:25 ص
طباعة هل ينتقم «داعش» لمقتل أحمد عادل
 
أثار مقتل «أبي بكر البغدادي» زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، الأحد 27 أكتوبر، في غارة جوية أمريكية شمال شرق سوريا، حفيظة عناصر التنظيم؛ ما جعلهم يخرجون بيانًا صوتيًّا، الخميس 31 أكتوبر، على لسان المتحدث باسمه أبي حمزة المهاجر، يهددون فيه الولايات المتحدة الأمريكية، بالقول: «لا تفرحوا بمقتل البغدادي».

ويطرح هذا التهديد تساؤلات بشأن اعتزام التنظيم الإرهابي تنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة من عدمه؛ انتقامًا لمقتل زعيمه.
 
نفوذ قوي
يقول هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: إن داعش سينشط في جنوب شرق آسيا وفي أفغانستان، إذ من السهل تهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المناطق، كما كان يفعل تنظيم القاعدة في السابق، مضيفًا أن «القاعدة» استطاع أن يصل إلى العمق الأمريكي، وينفذ ضرباته في 11 سبتمبر 2001، من منطلق وجوده ونشاطه في جنوب شرق آسيا، وأفغانستان؛ حيث تمت العملية تحت إشراف وتخطيط والتدريب في تلك المناطق.

وأكد النجار، أن «داعش» ينشط في الفلبين وإندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وأفغانستان؛ حيث يتمتع بنفوذ قوي، مشيرًا إلى أن قوة التنظيم في فروعه وليست في القيادة الأساسية.

وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أنه من المحتمل أن ينتقم التنظيم لمقتل زعيمه بتوجيه ضربات إلى السفارات أو الشخصيات المهمة والبارزة في المجتمع الأمريكي، أو يخطط لهجوم في الداخل الأمريكي، عن طريق الخلايا النائمة.

الأهداف الرخوة
ويعلق نبيل نعيم، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، على ذلك بأن الولايات المتحدة لها أهداف متشعبة في جميع أرجاء العالم؛ ما يجعلها مستهدفة طيلة الوقت من التنظيمات الإرهابية، مضيفًا أن «داعش» لن يستطيع ضرب القواعد الأمريكية؛ لأنها تقع تحت نطاق حماية عالية، سواء الموجودة في البلاد أو خارجها، لكن التنظيم ربما يختار أهدافًا رخوة أمنيًّا، لا تخضع لإشراف أمنى كافٍ.

وأكد أن عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي سيحاولون ضرب الأهداف الأمريكية في العراق تحديدًا، على أساس أن قوتهم وعددهم في بغداد أكبر بكثير من سوريا، متابعًا القول إن «داعش»، سيكون لديه وجود في أوروبا، وهذا سيمثل الخطر الأكبر؛ حيث عمليات الذئاب المنفردة.

وأشار القيادي السابق في «الجهاد» إلى أن «داعش» ليس لديه القدرة الكافية لتنفيذ أي عملية مسلحة داخل المجتمع الأمريكي، ولكنه من الممكن في أوروبا؛ حيث الحضور والوجود القوي لعناصر التنظيم المسلح، بالتعاون مع المهاجرين العرب؛ خاصًة في فرنسا وألمانيا.

تساؤلات عن مستقبل التنظيم
ويقول الباحث فى الِشأن السياسي، محمد ربيع الديهي: إن مقتل «البغدادي» أثار تساؤلًا مهمًّا حول مستقبل تنظيم داعش، وما زلتُ أرى أن مقتل «البغدادي» لن يؤثر كثيرًا على مستقبل التنظيم، فالجميع كان يُدرك أن «البغدادي» لم يكُن القائد الذي يُدير شُؤونه، وإنّما مُجرّد واجهة أو رمز، ولذلك سيكون التنظيم خلال الفترة القادمة أكثر عنفًا ودموية، من خلال عمليّات انتقاميّة لمَقتل زعيمه في أكثر من مكانٍ في العالم.

وأكد أنه لا يمكن أن نتجاهل التهديدات التي أطلقها أعضاء التنظيم بالرد والانتقام من الولايات المتحدة؛ نتيجة مقتل قائد التنظيم، فمن المؤكد أن الذئاب المنفردة ستقوم بدور كبير جدًّا من خلال تنفيذها بعض العمليات التي ترغب من خلالها أن تثبت ولاءها لقائد التنظيم الجديد، ولإثبات أن فكر التنظيم مازال موجودًا، ومن المؤكد أن التنظيم سيستغل اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية.

شارك