بإملاءات تركية.. «الغنوشي» يحارب طواحين الهواء لإنقاذ «الأستاذية»
السبت 02/نوفمبر/2019 - 12:47 م
طباعة
دعاء إمام
لا يزال تمسك راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، امتداد جماعة الإخوان في تونس، بتشكيل حكومة على هوى الحركة، وفق إملاءات حملها معه من تركيا، خلال لقائه الأخير بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأمر الذي ترفضه أغلب القوى السياسية، إذ لاحظ التونسيون تنقل «الغنوشي» من تونس، وتساءلوا مستنكرين كيف يستشير تركيا في شؤون تونس والوجه السليم لتركيبة الحكومة.
عزوف سياسي
وتعددت المواقف المعلنة، الرافضة للدخول في شراكة حكومية مع النهضة، فقد عبرت أغلب الأحزاب الكبرى داخل البرلمان عن رفضها المشاركة في حكومة تشكلها الحركة، ويأتي هذا العزوف عن مشاركة الحكم مع النهضة، نتيجة تجارب سابقة عاشتها تونس منذ 2011، فكل الأحزاب التي شاركت النهضة في الحكم، كان مصيرها التفتت والإندثار سياسيًّا.
وقالت الصحفية التونسية، نائلة السليني، إن «الغنوشي» وحركته يمثلان الجزء الفاعل من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في الوقت الحالي، مشددة على أن سقوط حكم الجماعة الأم في مصر، وحل التنظيم في الأردن، جعل مسؤولية «النهضة» وزعيمها مسؤولية ثقيلة، وهي الحفاظ على الوصية الإخوانية لضمان- ما تسمى- أستاذية العالم؛ على حد وصفها.
وتابعت:« الغنوشي جندي في هذا المحفل الإخواني وعليه أن يحمل العهدة إلى ضفة النجاة، فنجاة حركته هو نجاة التنظيم بأكمله؛ وتبعًا لذلك، عليه أن لا يبادر، بل أن يطبق التعليمات بجميع جزئياتها».
أردوغان.. الإخوان الأخطر في العالم
وأضافت الكاتبة التونسية في مقال بعنوان «هل مصيرنا في تونس بيد التنظيم الدولي؟»، منشور بتاريخ 28 أكتوبر 2019، أن زعيم حركة النهضة ينطلق من برنامج إخواني، يتمثل في كيفية تحقيق الحلم الضائع بأنجح السبل وكيفية تفادي الانزلاقات؛ ما يدفعه إلى استشارة «أردوغان» قبل تشكيل الحكومة وقبل أي حدث تونسي.
ولفتت إلى أن الرئيس التركي أصبح أخطر قيادي إخواني في العالم حاليًا، ويدير بنفسه التنظيم الدولي، كما أنه يؤمن بأفكار عقيدة الإخوان وثوابتها أكثر من إيمان مؤسس الجماعة، حسن البنا نفسه بها، وأهم هذه المبادئ: أستاذية العالم، أي حكم العالم، ولكن في ثوب أجداده العثمانيين، وهو «الخلافة الإسلامية»، خاصة أنه لا يجد حرجًا في تأكيده في كل مناسبة.
وأوصت بأن يعمل المجتمع المدني التونسي على إيقاف زحف الإخوان وأن يقطع سيادتهم التي تتنامى هذه الأيام بشكل مرعب، مضيفة: «كأن تونس قد تحولت إلى إيالة (ولاية) من الإيالات التركية والغنوشي بين الباب العالي وبابنا الواطي في جيئة وذهاب يطبق الأوامر في أمانة الخادم المطيع»